دراسات تكشف الطرق المثالية لتهوية المنزل

هواء المنزل أكثر تلوثا من الخارج

قالت منظمة الصحة العالمية أنه يموت نحو 4.2 ملايين شخص كل سنة في عمر مبكر بسبب تلوث الهواء الداخلي، معظمهم من النساء والأطفال.

وأشارت الصحة العالمية في تقرير لها، أن الطهي والتنظيف من المصادر الرئيسية لتلوث المنازل؛ فعند الطبخ يتولد أكسيد النيتروجين والجسيمات الضارة، وهي الملوثات نفسها التي نجدها في الهواء الطلق بالخارج.

ورغم أن التلوث بجميع أشكاله ضار بالصحة، فإن تلوث الهواء الداخلي يعد ضارا بشكل خاص، لأن الناس يقضون أغلب أوقاتهم في الداخل. ووفقا لوكالة حماية البيئة الأميركية، فإن مستويات ملوثات الهواء في الأماكن المغلقة تكون عادة أعلى 3 مرات من الخارج.

ووفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فإننا نقضي 90% من وقتنا داخل الغرف، ويستنشق الشخص العادي ما يصل إلى 20 ألف لتر من الهواء يوميا، ويمكن أن يشكل التعرض للملوثات في الهواء الراكد في الداخل مخاطر على صحتنا ورفاهيتنا؛ مما يسبب أعراضا مثل تهيج العين ومشاكل الجهاز التنفسي وحتى الصداع.

كما وجد تقرير -نشرته منظمة "غلوبال آكشن بلان" الخيرية البريطانية العام الماضي- أن ما يقرب من نصف منازل المملكة المتحدة تعاني من تلوث هواء داخلي مرتفع. كما أظهرت البيانات أن خُمس المنازل بها أكثر من ضعف المستويات الآمنة من الفورمالديهايد.

وفي دراسة أخرى أجراها باحثون في البرتغال، لتقييم جودة الهواء في المنازل التي يعيش فيها المواليد وأمهاتهم؛ وجدوا أن 3 أرباع المنازل شهدت مستويات من مادة "بي إم 2.5" تتجاوز الحدود التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وهي جزيئات صغيرة تشكل خطورة على صحة الإنسان عند استنشاقها.

مصادر التلوث في البيوت

تتعدد أسباب تلوث الهواء الداخلي، ويمكن التعرف على بعضها بسهولة بسبب رائحتها، لكن العديد منها لا يتم اكتشافها، وفي ما يلي بعض الأنشطة التي تؤدي إلى تلوث الهواء داخل المنازل:

مصادر الطاقة بالمنزل

تشير التقديرات إلى أن 3 مليارات شخص حول العالم لا يزالون يطهون بالنيران المكشوفة أو المواقد البسيطة التي تعمل بالكيروسين أو الفحم أو الكتلة الحيوية، التي تُنتج كميات كبيرة من التلوث الداخلي. ولكن حتى استخدام المواقد الحديثة يمكن أن يشكل خطرا على الصحة.

الطهي

يعد الطهي أحد المصادر الرئيسية لتلوث هواء المنازل، فربة المنزل تكون أكثر تعرضا لجزيئات التلوث الخطيرة عند استنشاقها أثناء طهي عجة -مثلا- في مطبخك مقارنة بالوقوف على جانب طريق عادي. والشواء كذلك يمكن أن ينتج مستويات أعلى من الملوثات التي قد تتعرضي إليها في شوارع دلهي (أحد أكثر المدن تلوثا في العالم).

لذا فإن الخبراء يؤكدون أنه يجب على الناس دائما استخدام مروحة الشفط أو فتح نافذة عند الطهي.

منتجات التنظيف

يمكن أن تلوث المواد الكيميائية الموجودة في العديد من منتجات التنظيف الهواء الداخلي، حيث إن هذه المنتجات الكيميائية تطلق أبخرة سامة يمكن أن تكون ضارة عند استنشاقها. ويعد التنظيف بالمكنسة الكهربائية أيضا مصدرا آخر لتلوث الهواء الداخلي ما لم يتم استخدام مرشحات مناسبة عالية الجودة، كما أن المسح باستخدام منتجات تنظيف معينة يمكن أن يزيد أيضا مستويات المواد الكيميائية المحمولة بالهواء.

الروائح المنزلية

الغرض الوحيد من الروائح المنزلية هو جعل رائحة الهواء لطيفة. وفي المقابل، فنحن نطلق عمدا مزيجا من المواد الكيميائية في بيئة داخلية ونخفض جودة الهواء الذي نتنفسه؛ حيث تنبعث أكثر من 100 مادة كيميائية مختلفة من معطرات الجو التي لا نعرف مكوناتها تحديدا.

ووفقا لموقع صحيفة "ذا غارديان" (The Guardian) البريطانية، فقد ارتبط تعرضنا في كل مكان للمنتجات المعطرة بآثار صحية ضارة متنوعة. وفي دراسة أجريت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا والسويد، تم الإبلاغ عن أن 32.2% من الأشخاص لديهم حساسية تجاه العطر، وهذا يعد عامل خطر بالنسبة لهم قد يؤدي إلى الإصابة بالربو والصداع.

دخان التبغ

وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن التقارير تشير إلى أن دخان التبغ يتسبب في تلوث الهواء بـ10 مرات أكثر من عوادم السيارات التي تعمل بالديزل، مما يجعله أحد أكثر مصادر تلوث الهواء الداخلي خطورة؛ حيث يحتوي دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، بما في ذلك 70 مادة كيميائية على الأقل مسببة للسرطان.

العفن

العفن هو ملوث للهواء الداخلي يمكن أن يسبب مشاكل صحية لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي والربو والحساسية. وينمو العفن في البيئات الرطبة ويمكن العثور عليه في أماكن معينة بالمنزل مثل الجدران والأرضيات والسقوف والطوابق السفلية.

وبر الحيوانات الأليفة

وبر الحيوانات الأليفة مصدر آخر شائع لتلوث الهواء الداخلي بالمنازل؛ حيث يتخلص الحيوان الأليف من الوبر والجلد واللعاب في الهواء، الذي عند استنشاقه يسبب مشاكل تنفسية مختلفة.

كيف تتخلصين من تلوث الهواء بالمنزل؟

للحد من ملوثات الهواء في الأماكن المغلقة، يتفق الخبراء على أن إزالة مصدر التلوث والتهوية أمران أساسيان.

اهتمي بالتهوية وافتحي نوافذ المنزل. تساعد التهوية المناسبة على إزالة الهواء الداخلي الملوث واستبداله بهواء نقي ونظيف من الخارج. إن التهوية غير الكافية للمنازل تؤدي إلى تراكم ثاني أكسيد الكربون، الذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية، بما في ذلك الصداع والدوخة والإرهاق.

استخدمي موقدا كهربائيا بدلا موقد الغاز إن أمكن. ولا تستخدمي منتجات التنظيف الكيميائية بكثرة، ولا تكثري من استخدام الشموع والبخور ومعطرات الجو.

استخدمي المنظفات الخضراء المصنوعة من مكونات طبيعية مثل الخل الأبيض وصودا الخبز والبوراكس والفاكهة الحمضية. هذه المنتجات آمنة وفعالة في تنظيف الأسطح وإزالة الأوساخ والغبار.

حافظي على المساحات الداخلية نظيفة وجافة، خاصة المناطق التي يميل فيها العفن إلى النمو مثل المطبخ والحمام، وقومي بزراعة النباتات الداخلية، التي تساعد على تنقية الهواء وامتصاص الملوثات وإطلاق الأكسجين وزيادة الرطوبة وتقليل مستويات الغبار.

استخدمي أجهزة تنقية الهواء، التي تزيل الملوثات مثل الغبار وحبوب اللقاح وجراثيم العفن ووبر الحيوانات الأليفة.

 

 

المصدر : وكالة سوا- الجزيرة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد