إسرائيل ستحاول إحباط الاتفاق مع إيران في الكونغرس

القدس /سوا/ تستعد حكومة بنيامين نتنياهو إلى إحباط إقرار الكونغرس الأميركي لاتفاق نووي محتمل بين الدول الكبرى وإيران، بعد تقديرات بأن هذا الاتفاق بات حقيقة ناجزة رغم أن الجانبين لم يعلنان التوصل إليه بعد.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين، عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين ترجيحهم أمس، أن الجانبين سيتوصلان لاتفاق نهائي، وقالوا إن هذا الاتفاق "أسوأ بكثير" من الاتفاق الأولي الذي جرى توقيعه في لوزان قبل أربعة شهور، بادعاء أن الدول الكبرى قدمت المزيد من التنازلات لإيران.  

وأضافت الصحيفة أنه على خلفية التقديرات في إسرائيل أن التوقيع على الاتفاق بات حقيقة ناجزة، فإن إسرائيل تستعد "للمعركة القادمة"، التي تتمثل بإحباط إقرار هذا الاتفاق في الكونغرس الأميركي.

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس، إنه "أحرزنا تقدمًا حقيقيا، بشأن الاتفاق النووي، لكن لا تزال ثمة مسائل صعبة يتعيّن حلّها"، مشيرًا إلى استعداد واشنطن للانسحاب من المحادثات إذا اقتضت الضرورة لذلك.

وأضاف أنه "لم نصل بعد إلى الوضع المنشود بشأن العديد من المسائل الأكثر صعوبة".

ولا تزال حكومة إسرائيل تأمل في إدخال تعديلات اللحظة الأخيرة إلى الاتفاق، رغم أن التقديرات تشير إلى أن احتمالات ذلك ضئيلة. وتحدث وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي، يوفال شطاينيتس، في الأيام الأخيرة، مع عدد من مندوبي فرنسا وبريطانيا وألمانيا واعتبر أن هناك "نقاط ضعف" في الاتفاق.

وتستعد إسرائيل لمواجهة احتمال أن يستخدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الفيتو في حال تبين أن أغلبية النواب في الكونغرس يعارضون الاتفاق. وفي هذه الحالة سيحتاج إقرار الاتفاق إلى تأييد أغلبية ثلثي أعضاء الكونغرس. وتسعى إسرائيل إلى حدوث وضع كهذا وأن تتمكن من إحباط الاتفاق في الكونغرس.   

ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل تمارس ضغوطا على أعضاء في الكونغرس من أجل إسقاط الاتفاق في التصويت الأول، وتعمل من أجل تجنيد ثلثي أعضاء الكونغرس لمعارضة الاتفاق والالتفاف على الفيتو الرئاسي.

وتوقع مسؤولون إسرائيليون أن ينجح أوباما في تجنيد أغلبية في الكونغرس في التصويت الأول على الاتفاق، بسبب تحسب أعضاء في الكونغرس من عرقلة الاتفاق في واشنطن بينما تبدأ الدول الكبرى الخمس الأخرى في عقد صفقات مع إيران. ومن الجهة الأخرى، يعتبر مسؤولون إسرائيليون آخرون أن المعركة على الاتفاق ليست خاسرة بعد وبالإمكان التأثير على صيغته النهائية.

وانتقدت جهات سياسية إسرائيلية نتنياهو لأنه لم يبدأ اتصالات مع الإدارة الأميركية حول حجم رزمة المساعدات الأمنية التي ستطلبها إسرائيل من أميركا بعد توقيع الاتفاق، وذلك، بحسب تلك الجهات، خلافا للسعودية ودول الخليج التي تجري مفاوضات مع الأميركيين حول تعويضها على الاتفاق.  

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد