عام على الحرب: 39٪ من الغزيين تحت خط الفقر...و50٪ يريدون الهجرة
القدس / سوا / يعيش أهالي قطاع غزة ظروف مأساوية مؤهلة للانفجار في أي وقت، في ظل تعثر عملية الإعمار واستمرار الحصار بعد عام من الحرب الإسرائيلية على القطاع.
فالدمار الذي تسبب فيه القصف الإسرائيلي المتعمد للبنى التحتية والمباني السكنية ما زال جاثما على صدور الغزيين.
وعلى الرغم من إدراك أهالي غزة بأن مخلفات الهجمية الإسرائيلية في الحرب الأخيرة لن تزول بعام أو عامين، إلا أن شظف الحياة اليومية ومشاهد ورائحة الموت في كل مكان جعلت اليأس من الوعودات سيد الموقف.
يجلس رباح أبو شنب على كرسي بلاستيكي في منزله شبه المدمر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مؤكدا أن الوضع أصبح "أسوأ" مما كان عليه سابقا في القطاع المدمر بعد عام على الحرب الإسرائيلية.
ويقول الرجل (57 عاما) بغضب فيما كان ينظر إلى الحي من غرفة جلوسه الخالية من الجدران: "كان وضعنا أفضل مما هو عليه حاليا. قبل عام انشغل العالم بغزة لكن لا أحد يهتم الآن".
وشنت إسرائيل الصيف الماضي حربا دامية على قطاع غزة، استمرت خمسين يوما خلفت أكثر من 2200 شهيد فلسطيني غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود.
ولم يبق من حي الشجاعية المدمر سوى ركام منازل دمرتها الغارات والدبابات الاسرائيلية.
ويقوم الفتى محمد سنداوي (18 عاما) بجمع الحجارة المدمرة من بقايا المنازل في الحي من أجل "إطعام اخوته وأخواته" في القطاع حيث يعيش 39% من السكان تحت خط الفقر.
ويجمع محمد الحجارة تحت أشعة الشمس ليضعها في عربته الصغيرة، ويبيعها بمبلغ "عشرة شيكل" لشخص يقوم بإعادة تدويرها، في مسعى للتحايل على الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ويمنع دخول مواد البناء.
ويقول يحيى الظاظا (20 عاما) مازحا "أصبحت الحرب عادية بالنسبة لنا" موضحا "نعلم بأن ليس لدينا مستقبل" في القطاع الفقير والمكتظ الذي يعاني من حصار مستمر منذ تسع سنوات ونسبة عالية من البطالة.
ويؤكد روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) في قطاع غزة لوكالة فرانس برس "اعتقد أن النزاع الأخير، أوجد أكثر من النزاعين السابقين، شعورا أكبر باليأس، وليس هناك شعور بأن الأوضاع ستتحسن".
وأضاف تيرنر أن سكان القطاع أصبحوا يشعرون بأن "حياة أطفالهم لن تكون أفضل من حياتهم ولن يكون لديهم فرصة أبدا في أن تكون لديهم حياة طبيعية".
وبحسب استطلاع رأي اجري مؤخرا، فإن واحدا من بين كل اثنين في قطاع غزة يرغب في الهجرة.
واعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في نهاية آب/أغسطس 2014، انتصارها، فيما زعمت إسرائيل أنها حققت أهدافها في الحرب المتمثلة بتدمير الأنفاق ووقف إطلاق الصواريخ.
وهناك حديث عن اتصالات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الطرفين، الأمر الذي أثار انتقادات من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله ،التي سارعت إلى إعلان تعديلات "طفيفة" على حكومة الوفاق الوطني ما أدى إلى اندلاع أزمة جديدة بين الضفة والقطاع.
وبحسب تيرنر، فإنه قبل الحرب، كان "ثلثي السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية وهناك 40% من العاطلين عن العمل.وبعد مرور عام،لم يتغير أي شيء" موضحا أن الأمور تتجه نحو الاسوأ. وأضاف أن "خسائر الحرب أسفرت عن المزيد من الاحتياجات".
وتابع: "بالنسبة لإعادة إعمار المنازل، فإن لدينا أموالا لبناء 200 منزل...لكن علينا أن نبني نحو 7000 منزل".
ويرى عصام يونس الناشط الحقوقي أنه "يتم معاملة الغزيين وكأنهم في حقل تجارب: نقوم بالجمع بين الإذلال والإغلاق وننتظر رؤية النتيجة”. وتابع: "الشيء الوحيد المؤكد هو أن الأمر سيكون خطرا لأن الناس أصبحوا منفعلين بشكل متزايد".