قطار الموت أسرع من قائمة حجوزات العمليات في مستشفى الشفاء

غزة /خاص سوا/ اشتكى عدد من المواطنين المرضى في غزة، من طول مدة انتظار الحجز للعمليات الجراحية في مستشفى الشفاء، فمنهم من ينتظر لأشهر وآخرون لعام.


ويلجأ المرضى للمشافي الحكومية للتخفيف من التكاليف المالية للعمليات والتي يمكن أن يغطيها التأمين الصحي بمبلغ أقل، ولكن يصطدم المواطن بأن أعداد هائلة أمامه في سجل العمليات ما يجبره انتظار موعد عمليته التي قد تكون في السنة المقبلة.


"مطيع عطوة" أحد أولئك المرضى يقول "أعاني من ألام شديدة في منطقة "الخصية" إضافة إلى آلام في الجهاز التناسلي، وعندما أجريت الفحوصات الطبية أكد الأطباء أني بحاجة لعملية جراحية في أسرع وقت.


وأضاف عطوة في حديثه لوكالة (سوا) الإخبارية، "توجهت إلى مستشفى الشفاء الطبي، لإجراء عملية جراحية على التأمين، لكن مشفى الشفاء حجز الموعد بتاريخ 16/3/2016 ، أي أنني سأنتظر ما يقارب الـ 10 أشهر".


وأعرب المريض عن استغرابه لهذا الموعد الطويل رغم التقرير الصادر بضرورة السرعة في إجراء العملية ، وعند سؤاله عن سبب تأخير الحجز، قالوا له "إنه الموعد المناسب حسب الجدول حيث يسبقه المئات لإجراء ذات العملية، ورغم المحاولات لتقريب الموعد إلا أنها باءت بالفشل".


وتابع المريض عطوة "أعاني من آلام شديدة جداً لا أتحملها"، مضيفاً "توجهت لإحدى المشافي الخاصة، ليتبين أن تكلفة العملية عالية وهذا ما أعجز عنه، وأستعين بالمسكنات حتى يأتي موعد العملية".


أما المريض محمد الشيخ خليل، الذي يعاني من ضيق في التنفس جراء انحرف في الأنف، يقول "توجهت للطبيب في مستشفى الشفاء لإجراء الفحوصات اللازمة، وبعدها تقرر إجراء عملية جراحية لي".


وأضاف الشيخ خليل لوكالة "سوا" "تفاجأت أثناء ذهابي لحجز العملية أن موعدها تقرر في العام 2017".


وتابع " أعاني من ضيق تنفس وأكاد أختنق في بعض الأحيان خاصة إذا ما تعرضت لدخان حريق أو تعرضت للزكام".


فالمريض الشيخ خليل وعطوة حالهم ليس أحسن من المرضى الأخرين، فعدد من المرضى المصطفين في العيادة الخارجية لمستشفى الشفاء عبروا عن استيائهم من سياسة الحجز الطويلة لإجراء العمليات الجراحية.


واشتكى عدد من المرضى أصحاب الحالات المزمنة في أحاديث منفصلة لوكالة (سوا) من طول انتظار يفصل بينهم وبين إجرائهم للعلميات الجراحية لما يزيد عن عامين وأكثر رغم سوء وضعهم الصحي.


مدير عام مجمع الشفاء الطبي "نصر التتر"، اعتبر أن تأجيل العمليات شيء طبيعي بسبب الاكتظاظ الكبير في عدد المرضى الذين يأتون لمستشفى الشفاء.


وأوضح التتر في حديث لمراسل وكالة (سوا) سبب تأجيل العمليات لفترات طويلة يعود إلى الأزمات المتلاحقة الذي تضرب وزارة الصحة خاصة في ظل الحصار وعدم توفر كميات من الأدوية.


وأشار إلى أن إضرابات الأطباء المستمرة أثرت بشكل كبير على تأجيل العمليات، خاصة في ظل عدم وجود رواتب وعدم وجود عدد كافي من الأطباء وطواقم التمريض التي تشرف على غرف العمليات.


وأكد التتر أن هناك نقص كبير في الكادر الطبي البشري ونقص في غرف العمليات التي لا تتسع لاستقبال المرضى في غزة كافة، كون أن مستشفى الشفاء الطبي يعد المركزي في القطاع.


ويعاني قطاع غزة من نقص في المستشفيات الحكومية الكبيرة القادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى، وكانت الحرب الأخيرة شاهدا على العجز الطبي الكبير الذي يعاني منه قطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد