لن أتحدث عن أثر حكومة بن غفير على الفلسطينيين، لأن الفلسطينيين ظلوا ضحايا تقلُّب حكومات الاحتلال المختلفة طوال تاريخهم، لكنني سأكتب عن أثر هذه الحكومة على شعبها!


هناك ثورة كبيرة ضد هذه الحكومة بين الجاليات اليهودية في الخارج، ولا سيما بين يهود أميركا، فهناك مَن هدد بإيقاف الدعم عن إسرائيل. فقد وقَّع أكثر من ثلاثمائة حاخام من التيار الإصلاحي والمحافظ على وثيقة، تنص على حظر مشاركة أعضاء الحكومة الجديدة في جميع احتفالاتهم، أورد الصحافي، رون كمبياس في «الجروسالم بوست» 23-12-2022  فقرة من الوثيقة: «نحن الحاخامين نشعر بالرعب من الحكومة اليمينية الجديدة، إن الإرهابيين الخمسة أعضاء الحكومة هم إساءة ليهود الدياسبورا».


أما المحلل غيورا أيلاند فقد أشار في صحيفة، يديعوت أحرونوت27-12-2022  إلى أبرز أخطار حكومة العنصريين الجديدة، بخاصة على جيش إسرائيل، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سيفقد صفته ويتغير من (جيش الشعب) إلى جيش قليل العدد، لأن الحارديم لا يلتحقون بالجيش، وأشار إلى أبرز الأخطار الناجمة عن ذلك، وهي ازدواجية الولاء، عندما يصبح الولاء للحاخامين في الجيش مقدماً على الولاء لأوامر ضباط الجيش، هذه الازدواجية ستهدد مستقبل جيش الشعب، هناك خطرٌ آخر يتمثل في منح وزير الأمن الوطني، بن غفير المتطرف وغير الخبير في هذا المجال سلطة تتيح له إعطاء الأوامر لحرس الحدود، وتنفيذ أوامره متجاوزاً أوامر الشرطة وضباط الجيش المختصين!


قال إيال بن رؤوفين، في راديو 104 إف إم، يوم 2-1-2023م وهو اللواء المتقاعد: «الصراع القادم في الجيش، ليس بين وزير الجيش، يوآف غالانت، وبين شريكه في الوزارة المتطرف سموتريتش فقط، سيصبح الصراع بين الجنود أنفسهم، ما يجري في إسرائيل هو جنون».


ولعل أبرز آثار الحكومة العنصرية الجديدة يتمثل في أثرها على مستقبل إسرائيل الرقمي والاقتصادي، لأن الاتفاقية الموقعة بين حزب الليكود والصهيونية الدينية، تُلغي أهم قرار قررته وزارة الاتصالات، وهو إنهاء الجيل الثاني والثالث من الهواتف، والانتقال عام 2025 إلى الجيل الخامس، وهذا يتعارض مع رغبات الحارديم، لأنهم يرغبون في إبقاء هواتفهم الحلال (الكوشير) بلا شبكة إنترنت، بدعوى أن شبكة الإنترنت حرامٌ شرعاً!


أشار قادة التكنولوجيا الرقمية إلى أن الصناعات الرقمية في إسرائيل والتي تمثل 11% من الدخل الوطني سوف تتأثر سلباً، ولن تبقى رائدة في هذا المجال!
أما عن أثر هذه الحكومة على النظام القضائي فهو الأخطر، يتمثل ذلك في قانون التغلب، هذا القانون سيسمح للكنيست بأن تتجاوز وتتغلب وتلغي قرارات محكمة العدل العليا بالأكثرية، والغاية المركزية هي أن ينجوَ نتنياهو من التهم الثلاث!


طالب الصحافي، نداف إيال في صحيفة يديعوت أحرونوت 21-12-2022  بالثورة على هذه الحكومة واقتطف قولاً للفيلسوف البريطاني، جون ستيورت مل: «يحتاج السيئون لكي يُنفذوا مخططاتهم إلى صمتِ المخلصين والواعين فقط»!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد