184-TRIAL- كان الاجتياح الاسرائيلي الاكبر للجنوب اللبناني وصولا للعاصمة بيروت بهدف القضاء على فتح والثورة الفلسطينية وياسر عرفات قبيل مونديال كأس العام من العام 82 ، لم يكن التوقيت صدفة، ولم تكن الذريعة باطلاق النار على سفير اسرائيل في لندن ايضا صدفة، ولم يعرف من اطلق النار عليه الى هذه اللحظة، بالرغم من تبني مجموعة ما للعمليه.
لدى اسرائيل مخططات جاهزة، وهي بحاجة دائما لذريعة لتنفيذ مخططاتها، ولم يكن في يوم من الايام العمل العسكري الاسرائيلي لاهداف عسكرية، بل لتحقيق مارب سياسية....لا اعتقد ان احدا يخالفني الراي، وهنا يطرح السؤال عن التوقيت والمغزى مما يجري الان.
ولو ابتعدنا قليلا عن العاطفة، وتحدثنا بتجرد كامل( مع معرفتي العميقة بالظلم والقهر والاحتلال والاستيطان ومعاناة اسراناوووووووووووالخ) وسألنا سؤالا او اكثر: اوليس المربع الامني يريح اسرائيل سياسيا ولوجستيا؟ اولم نعتقد جميعا ان اسرائيل في الاونة الاخيرة في عزلة سياسية دوليه لم يسبق لها مثيل وهي تبحث عن مبرر للانقضاض على ذلك الوضع؟اوليس توقيت اختفاء المستوطنين مريب ومشابه لذات التوقيت للعام 82 وغيره؟ اوليس تاخر الشرطة الاسرائيلية خمسة ساعات لتبلغ جيش الاحتلال الاسرائيلي عن المكالمة التي يخبرهم من خلالها احد المخطوفين انهم تعرضوا للاختطاف مريب وغريب ومستهجن عند دولة تضع الامن اولوية قصوى؟ ولماذا هذا الحدث مباشرة بعد انهاء الانقسام؟ ولماذا الان؟
بغض النظر هل المستوطنون اختفوا بمحض ارادتهم او قصرا بفعل فاعل لم يعرف من هو الى هذه اللحظة، فانني وعندما اخوض في عمق الحالة والتحليل المنطقي استطيع ان اقول بوضوح: ابحث دائما عن المستفيد تدرك اين الحقيقة، واعلم ان اسرائيل ومن واقع التجربة والحقيقة لا تأبه بحياة اشخاص من أجل تحقيق هدف سياسي، وهي تستغل هذه الحادثة المفتعلة او الحقيقية(لا فرق بالنسبة للنتائج) لتحقيق اهداف استراتيجية قد نستطيع معرفة بعض امورها البديهية، ولكن بالنسبة لهم هناك برنامج ما وراء الحدث......اقول من باب تحليلي الشخصي ان احد الاهداف الاسرائيلية التي تم وضعها لاستغلال الحادثة يكمن في اولا :ان اسرائيل تعودت طيلة تاريخها منذ نشأتها وقبل ذلك عندما كانوا مشتتين في العالم ان يظهروا انفسهم وشعبهم انهم ضحية، استطاع الرئيس محمود عباس بتغيير هذه الصورة في العالم، واثبت للقاصي والداني اننا نحن الفلسطينيون الضحية، وهم الظالمون المعتدون القتلة المنكرون للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني، وبالطبع مع وجود هدوء امني لا تستطيع اسرائيل قلب تلك الموازين، وتأتي هذه العملية لتحاول اسرائيل جاهدة بكل الوسائل استعطاف العالم باسره، ان الشعب الاسرائيلي ضحية ارهب منظم، وانهم المظلومين وان قضية الامن اولا صحيحية مائة بالمائة
اما ثانيا: اعتبرت اسرائيل ان صيف 2007 وما شهده من انقلاب وتبعه انقسام لشطري الوطن هو الانجاز الاكبر بعد هزيمة 48 و67 ، لان ذلك مصلحة اسرئايلية استراتيجية عليا لتصفية الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، ولما صار ما صار منذ اسابيع وانشأت حكومة الوفقا الوطني وبدأ عداد الانقسان بالتراجع، وعلمت اسرائيل ان الرئيس محمود عباس ذكي وخطير وقادر على سحب الخيارات من تحت اقدامهم، شعرت بالخطر وان الامور لا تسير وفقا لعقارب الساعة الاسرائيلية.
ثالثا:عندما كان اسحق رابين في الحكم وامتلك القرار السياسي بشعبية اسرائيلية تجاوزت ال 75% للدفع باتجاه الحل السياسي المقبول، قرروا قتله، وقرروا ان يخسر بيريس الانتخابات امام نتانياهو في العام 97، وعندما فشلوا في انتزاع تنازلات من ياسر عرفات في العام 2000 قرروا اغتياله بالسم بعد فشلهم اغتياله سياسيا، والان لم يستطيعوا اغتيال ابو مازن سياسيا بالرغم من كل ما فعل ابتداء من معركته السياسية والديبلوماسية وانتزاعه لعضوية فلسطين في الامم المتحدة وانضمام فلسطين للمنظمات الدولية، وتعرية سياسة الاحتلال امام المجتمع الدولي، وبالرغم من كل محاولات الديبلومسية الاسرائيلية وقادة اسرائيل لتشويه صورة الرئيس محمود عباس في العالم، فتارة يتهمونه بالارهاب السياسي والديبلوماسي، وتارة يدعم الارهاب من خلال دعمه لعائلات الاسرى والشهداء، وتارة انه دموي ارهابي ببدلة وغرفطه، وتارة انه اخطر من ياسر عرفات، وبقي الرئيس محافظا على توازنه ومخططه رغم الامواج العاتية والتهديدات الهائلة....تذكروا ولا تنسوا......اختنقت حكومة نتانياهو...لا أحد يريد ان يتعامل معها، حتى حليفتهم الولايات المتحده حملتهم المسؤولية، ادانة عالمية دولية للاستيطان، مقاطعة الكنائس في امريما للاستيطان والشركات العاملة فيها، اوروبا تفعل قرارها بمقاطعة الاستيطان ومن يتعامل مع شركات عاملة هناك او ذات صله، دعم وقبول منقطع النظير للرئيس وسياسته ولشعبه، والمهم ان ذلك يحصل وما زال لرئيس البيت الابيض ثلاث سنوات في الحكم، اي ان اسرائيل اما ان تجاوب على اسألة العالم المتعلق بالسلام او تهرب منه بتبديل الاولويات، فلم يستطيعوا قتل الرئيس ابو مازن، ولم يستطيعوا القضاء عليه سياسيا او ديبلومسيا بل خسروا المعركة بامتياز، ولم يستطيعوا ان يتحججوا بالامن...ذريعتهم القديمة الحاضرة.....فما العمل؟
لو كنت بمكان نتانياهو لاستجلبت صاروخا على حضانة اطفال ليقتل عددا منهم ، لامتلك الذريعة بعدوان جديد على غزة ، او لاسجلبت عملا تفجيريا وسط تل ابيب لاعيد للعالم واثبت ان الارهاب الفلسطيني هو المشكلة وان الامن اولا، ولكن لم يخطر ببالي ان هناك تخطيط اكبر وادهى، او يبدوا انني نسيت او تناسيت للحظة اننا نعارك اسرائيل بناء على كل ما سردت من احداث وتصورات وتحليل اطلب منك ايها القارئ ان تقرا دائما ما بين السطور، ومن المستفيد من اي عمل......وليس كل ما يلمع ذهبا.
40

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد