تفاصيل حالات الاعتقال في القدس خلال عام 2022
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعدت بشكل كبير خلال العام 2022 من حملات الاعتقال التي استهدفت المقدسيين بكافة شرائحهم، حيث رصد (2990) حالة اعتقال لمواطنين من مدينة القدس المحتلة خلال العام.
وكشف مركز فلسطين ان نسبة الاعتقالات خلال العام الماضي 2022 سجلت ارتفاعا بنسبة 17% عن عام 2021 الذي شهد حوالي (2490) حالة اعتقال، وكذلك شكل ارتفاع بنسبة 26% عن عام 2020 الذي سُجلت فيه حوالي (2000) حالة اعتقال، مما يؤشر على تصاعد عمليات الاعتقال بحق المقدسيين.
الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز قال إن ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق المقدسيين وفى مقدمتها الاعتقالات المسعورة تهدف الى استنزافهم وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى، و إفراغ المدينة من أهلها الأصليين، وتأتى تواصلاً الاستهداف المباشر للأقصى والمقدسات وللوجود الفلسطيني والمكانة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة.
وأضاف الأشقر أن الاعتقالات خلال العام استهدفت كافة الفئات من الأطفال والنساء والقيادات الإسلامية والوطنية، وحتى المرضى وكبار السن والمرابطين في المسجد الاقصى، حيث رصد ما يزيد عن (2990) حالة اعتقال، وهي تشكل 43% من إجمالي الاعتقالات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والتي بلغت (7 آلاف) حالة.
وبيَّن الأشقر أن حالات الاعتقال بين القاصرين من القدس بلغت (620) حالة من بينهم 26 طفلاً تقل أعمارهم عن 12 عام، أصغرهم الطفل عبد الله أبو شخيدم (8 سنوات) اعتقل خلال عودته من المدرسة، و الطفلين محمد سنقرط (٩ أعوام) من قرية العيساوية ، والطفل "حمزة شراونة" (9 سنوات) من البلدة القديمة، وأجبرت غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم على دفع غرامات مالية مقابل الإفراج عنهم.
كذلك اعتقلت الطفل الجريح محمد رجب أبو قطيش (16 عاما) من بلدة عناتا بعد إطلاق النار عليه وإصابته بجروح خطيرة قرب التلة الفرنسية بحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
كما طالت الاعتقالات خلال العام الماضي العديد من المسنين من بينهم المرابط الفلسطيني المُسن أبو بكر الشيمي (72 عاماً) لمنعه من التواجد فى ساحات المسجد الأقصى المبارك، كما اعتقلت المسن المقدسي خالد شريفة (69 عاماً) من منطقة باب حطة.
كذلك اعتقلت محمد مرشد العجلوني (25 عاما) وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومصاب بمتلازمة داون. واعتدى عليه جنود الاحتلال بالضرب المبرح بحجة التكبير فى المسجد الأقصى.
بينما بلغت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات المقدسيات(98) حالة من بينهن قاصرات ومسنات، تم الإفراج عن معظمهم بعد التحقيق لساعات، فيما اعتقلت السيدة "عزيزة مشاهرة" والدة الأسيرين المقدسيين "فهمي ورمضان مشاهرة" أثناء زيارتهم في سجن شطة،
فيما واصلت سلطات الاحتلال استهداف المرابطات بالاعتقال والابعاد حيث تعرض المرابطات "منتهى أمارة" و"خديجة خويص" و"هنادي الحلواني" و"رائدة سعيد" و "نفيسة خويص" ، والمرابطة " فاطمة خضر " والمرابطة الحاجة أم طارق داعور، والمرابطة "زينة عمرو" للاعتقال ولأكثر من مرة خلال العام ، وصدرت بحقهم قرارات إبعاد لفترات مختلفة، كما استدعت للتحقيق عدد آخر من المرابطات.
كذلك اعتقلت السيدة أزهار عساف من بلدة الجيب شمال غرب القدس علماً انها تعاني من مشاكل نفسية، وعصبية وضعف في السمع والنظر، لا تزال معتقلة الى الان وقد فاقمت ظروف العزل من أوضاعها الصحية القاسية.
كما اعتقلت والدة الأسير المقدسي "محمد رشده" وشقيقته خلال زيارته في سجن رامون، واعتقلت السيدة "وجدان هلسة" من حي جبل المكبر للضغط على نجلها "إسلام" لتسليم نفسه، واعتقلت الشقيقتين "تالين ولين" ناجي ابو جمعه، من بلده الطور بالقدس وهما اشقاء الاسيرين محمد وايهم، فيما اعتقلت الصحفية المقدسية لمى غوشة من منزلها في حي الشيخ جراح، وأفرجت عنها بعد 10 أيام بشرط الحبس المنزلي وعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وبين "الأشقر" أن ثلث حالات الاعتقال من القدس أي ما يقارب (1000) حالة سجلت فى المسجد الأقصى المبارك نصفهم تم اعتقالهم خلال يوم واحد فقط في شهر نيسان بعد حصار المصلى القبلي ونقلتهم في حافلات خاصة الى مراكز التوقيف والتحقيق في القدس، وتم إطلاق سراح معظمهم بعد التحقيق معهم لساعات مقابل الابعاد عن المسجد والبلدة القديمة لفترات تتراوح بين أسبوع و3 أشهر، وكان من بين المعتقلين 18 طفلاً وسيده، وبعد الإفراج عن المعتقلين تبين إصابة العشرات منهم بجروح ورضوض مختلفة، نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب والرصاص المطاطي ولم تقدم لها سلطات الاحتلال أي علاج خلال فترة الاعتقال.
وكشف الأشقر أن الاحتلال ونتيجة الاستهداف المكثف للمقدسيين قام باستحداث مراكز احتجاز أولية متنقلة وخاصة في منطقة باب العامود حيث يحتجز المعتقل فيها لأكثر من ساعة، يتعرض خلالها للضرب وهو مقيد الأيدي والأقدام، قبل أن يتم نقله إلى مركز التحقيق، وكذلك تشكيل "وحدة خاصة" في مركز شرطة المسكوبية لاستقبال المعتقلين من القدس والتحقيق معهم.
وأشار الاشقر الى أن الاعتقالات خلال العام الجاري طالت قيادات اسلامية ووطنية، من بينهم النائب المقدسي المبعد عن المدينة أحمد عطّون، و مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، كما اعتقلت رئيس لجنة أهالي الاسرى المقدسيين أمجد ابو عصب بتهمة التحريض على الفيسبوك وأفرجت عنه في اليوم التالي، كما استدعت مخابرات الاحتلال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي للتحقيق أكثر من مرة ، واستدعت رئيسة قسم الحارسات في المسجد الأقصى زينات أبو صبيح للتحقيق.
كما جددت مخابرات الاحتلال قرار منع دخول الضفة الغربية لمحافظ القدس عدنان غيث عدة مرات، وجددت قرار منع خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من التواصل مع بعض الشخصيات وعلى رأسها شيخ الأقصى رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب.
بينما أصدرت محاكم الاحتلال 73 أمرا بالاعتقال الإداري بحق أسري مقدسيين خلال العام، ومن بينهم النائب المقدسي في المجلس التشريعي "محمد أبو طير " كذلك أصدرت محاكم الاحتلال 1450 أمر إبعاد بحق المقدسيين عن المسجد الأقصى، والشوارع والبلدات المحيطة به، إضافة الى إصدار 600 أمر حبس منزلي ما بين أيام وعدة أسابيع، وغرامات مالية باهظة.
فيما أبعدت سلطات الاحتلال الأسير المقدسي "صالح الحموري" الى فرنسا بعد اعتقاله ادارياً لمدة 8 شهور، وكان من المفترض إطلاق سراحه في الرابع من ديسمبر، الا ان سلطات الاحتلال عقدت فى السادس من نفس الشهر جلستي استماع بخصوصه، تم خلالها رفض طلب محاميه بالإفراج عنه وإصدار قرار بترحيله الى فرنسا، والذي تم بالفعل بتاريخ 18/12/2022 وظل مكبلًا طوال الرحلة وكانت سحبت هويته المقدسية قبل عام.
وطالب مركز فلسطين بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين لدعمهم في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من اهلها، وتوفير الدعم القانوني المكثف لأسرى القدس وخاصة فئة الأطفال والنساء، وتوثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.