أبو هولي يتحدث عن الأزمة المالية للأونروا وأوضاع اللاجئين الصعبة في غزة وسوريا ولبنان
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، وقطاع غزة ، يعيشون أوضاعا مأساوية ومعيشية صعبة للغاية، سببها النقص في الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية " الأونروا ".
وأشار أبو هولي، في كلمته خلال تسليمه رئاسة الجلسة الإفتتاحية للدورة الـ (109) لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين من مدير إدارة شؤون فلسطين بالخارجية المصرية السفير أسامة خضر، والتي عقدت اليوم الأحد، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، إن دورتنا العادية تأتي في وقت حرج سياسياً، وفي ظل أحداث متسارعة يصعب التنبؤ بنتائجها، وتحديات جديدة ستكون أكثر حدة وشراسة.
وقال: إن شعبنا يواجه حرباً شاملة، وعدواناً دموياً لم يتوقف لحظةً واحدة، يتبادل خلالها جنود الإحتلال والمستوطنون الأدوار في إرتكاب الجرائم واستباحة المقدسات.
وشدد أبوهولي على أن تلك الجرائم تتطلب من المجتمع الدولي تجريمها ووضع الخطوات العملية على محاسبة ومساءلة الإحتلال عليها، ووضع عصابات المستوطنين على قوائم الإرهاب.
وأشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت على سلسلة من القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي تؤكد الحقوق المشروعة لشعبنا، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 67، وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وفق القرار 194، ورفض الاستيطان باعتباره غير قانوني، وتمديد ولاية وكالة الغوث لمدة ثلاث سنوات حتى 30 حزيران 2026، وزيادة مخصصات الوكالة في الميزانية العادية للأمم المتحدة تدريجياً، والتي تعتبر خطوة في تحقيق الاستقرار المالي للأونروا وتأمين التمويل.
وأكد أبو هولي أن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على ضرورة العمل على تطويق الأزمة المالية التي تعيشها الاونروا ، خاصة في ظل وجود محاولات من قبل إسرائيل لإنهاء عملها قبل إيجاد حل لقضية اللاجئين وفق الشرعية الدولية كان آخرها المساعي الأميركية الإسرائيلية لمحاولة إحباط مبادرة في الأمم المتحدة لتغيير آلية تمويل الأونروا من خلال زيادة مخصصات الوكالة في ميزانية الأمم المتحدة بشكل تدريجي والانتقال الى التمويل دائم ومنتظم.
وتابع: إننا مطالبون برسم سياسات مشتركة للتحرك باتجاه مواجهة التحديات التي تواجه الأونروا واللاجئين معاً، ووضع إستراتيجية موحدة متفق عليها لتحديد احتياجات اللاجئين والمشاريع ذات الأولية من رؤيتنا كدول مضيفة، ووضع عملية إعادة إعمار المخيمات الفلسطينية في سوريا ونهر البارد في لبنان والبيوت المدمرة التي خلفتها الحروب الإسرائيلية في غزة أولوية في المرحلة القادمة.
وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين، إن الخطوات والتحركات السياسية الفلسطينية المقبلة أمام التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، ترتكز على ما تضمنه خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ77 خاصة في تحديد العلاقة مع إسرائيل باعتبارها دولة قائمة على الإحتلال، والطلب من الجمعية العامة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين، ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة لاعداد خطة أممية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية باعتبار إسرائيل ليست شريكا في عملية السلام واللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة "إسرائيل" على جرائمها التي ترتكبها بحق شعبنا الفلسطيني والتحرك باتجاه تنفيذ قراري 181 و194.
وأضاف، نتطلع وبثقة أكبر نحو الارتقاء بمستويات التنسيق مع كل الاشقاء العرب والتي يفرضها ليس فقط مواجهة السياسات الإسرائيلية الرافضة للحلول السياسية ضمن قرارات الشرعية الدولية وإنما ًمصالحنا القومية في ظل حكومة اليمين المتشدد التي تحمل فكراً عنصرياً سيدفع بالمنطقة إلى دوامة الحروب وعدم الاستقرار.
وشكر أبو هولي بإسم الرئيس محمود عباس وعموم القيادة، رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي وحكومة وشعب مصر الشقيق على دعمهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية، ودعمه لمشاريع الإعمار في قطاع غزة، وتأكيداته في كل المحافل أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على رعايتهم للمؤتمر.
بدوره، أكد السفير خصر، إن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المركزية والتي لا يمكن أن يتحقق الإستقرار بالمنطقة دون تسويتها العادلة والشاملة على أساس حل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
وقال، إن وصول حكومة يمينية إسرائيلية إلى سدة الحكم في إسرائيل يخلق أمام الفلسطينين والمقدسيين تحديا يتعين فيه وحدة الصف الفلسطيني دفاعا عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأكد خضر إلتزام مصر التاريخي والمستمر لدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد المتحدثون خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، تأكيدهم ضرورة تقديم الدعم لتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم، وموقفهم الثابت والداعم لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم طبقا لما ورد في القرار 194 كما أدانوا السياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني .
وتناقش أعمال المؤتمر مستجدات أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة ونشاط الأونروا، والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني وإعتداءات الإحتلال على القدس.
وشارك في المؤتمر وفد دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير، برئاسة أبو هولي، ووكيل الدائرة أنور حمام، ومدير عام الإعلام والدراسات والأونروا رامي المدهون، وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم دواس دواس، والمستشار أول رزق الزعانين من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.
يشارك في المؤتمر الدول العربية المضيفة للاجئين وهي: الأردن ومصر وفلسطين ولبنان، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الأيسيسكو"، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا".