قلق إسرائيلي: السلاح النوعي السعودي قد يقع بيد متطرفين
القدس / سوا / أبدت إسرائيل قلقا كبيرا إزاء صفقة السلاح الضخمة التي توصلت إليها السعودية مع فرنسا، والتي تضمنت شراء طائرات حديثة والتعاقد على بناء 16 مفاعلا ذريا، حيث بلغت قيمة الصفقة 12 مليار دولار.
وقال "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يديره دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية، إن هذه الصفقة تمس بالتفوق النوعي الإسرائيلي على الدول العربية.
ونوه "المركز" في تقدير موقف نشره الثلاثاء على موقعه، إلى أن الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي مهم جدا، سيما في الوقت الحالي حيث تمر منطقة الشرق الأوسط في ذروة تحولات كبيرة ومتلاحقة.
وشدد المركز على أنه نظرا لاستشراء ظاهرة تفكك الدول القائمة، فإن هناك احتمالا أن تشهد السعودية نفس الظاهرة، ما يعني أن هناك احتمالا أن تقع الكميات الهائلة من السلاح المتطور في أيدي جماعات إسلامية متطرفة، ما يفاقم المخاطر على الأمن الإسرائيلي بشكل غير مسبوق.
وحمل المركز الرئيس الأمريكي باراك أوباما المسؤولية عن دفع السعودية لخوض سباق التسلح "الخطير"، مشيرا إلى أن حكومة الرياض أقدمت على هذه الخطوة ردا على الاتفاق المتبلور بين إيران والدول العظمى.
وأوضح المركز أن الملك سلمان أراد من خلال هذه الصفقة إيصال رسالة لأوباما مفادها أن كل الخيارات متاحة للسعودية في حال تجاهلت الإدارة في واشنطن مصالح الرياض.
وأشار المركز إلى أن اندفاع السعوديين لعقد هذه الصفقة مع فرنسا ينسف مزاعم أوباما بأن الاتفاق مع إيران سيفضي إلى الاستقرار والأمن، مشيرا إلى أن سباق التسلح سيفاقم من حالة انعدام الاستقرار.
وشدد المركز على أن الإدارة الأمريكية تعي خطورة صفقة السلاح بين السعودية وفرنسا على الأمن "القومي" الإسرائيلي؛ لكنها غير قادرة على القيام بأية خطوة لتقليص مخاطرها لأنها لم تف بتعهداتها تجاه الرياض.
وأكد المركز أن الملك سلمان أثبت أنه "قائد واقعي" يتعاطى مع الأمريكيين وفق مصالح السعودية، مشيرا إلى أن رفضه التوجه للقاء أوباما يحمل دلالات واضحة.
وفي الوقت ذاته، طالبت إسرائيل الولايات المتحدة بتزويدها بسلاح نوعي وبكميات كبيرة لتقليص خطر المس بالتفوق النوعي الإسرائيلي في أعقاب كميات السلاح النوعي الذي ستحصل عليه السعودية.
ونقل موقع "وللا" الإخباري عن مصادر إسرائيلية رسمية قولها، إن قادة الجيش الإسرائيلي طالبوا رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتين ديمبسي في زيارته الأخيرة لتل أبيب بـ"تعويض" إسرائيل عن السلاح الذي حصلت عليه السعودية.
وفي سياق متصل، هاجم وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون بشدة الإدارة الأمريكية، لأنها قررت الاعتماد على إيران في إدارة شؤون المنطقة.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى مساء الثلاثاء، عن يعلون قوله إن إدارة أوباما تنطلق من افتراض مفاده أن تسوية الخلافات مع إيران بشأن برنامجها النووي تسهل من إمكانية تحقيق شراكة معها في إدارة شؤون المنطقة.