كيف سيكون شكل العلاقة بين "فتح وحماس " بعد التعديل الوزاري؟
غزة / خاص سوا/ خطوة إضافية جديدة تزيد من جرعات الاحباط التي يتلقها الشارع الفلسطيني منذ الانقسام الفلسطيني، والتي تتمثل في عدم توافق حركتي فتح و حماس على تشكيل حكومة وطنية جديدة، بدلا ًمن حكومة الوفاق الحالية التي لم تقم بكامل ما هو مطلوب منها بإجماع كافة الأطراف.
حماس التي وضعت شروطاً كي تشارك في الحكومة الجديدة، رفضتها حركة فتح واعتبرت أن حماس تضع شروطاً تعجيزية ولا تريد التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة وترغب في انجاز اتفاق مع الجانب الإسرائيلي.
فتح تتهم حماس
جاء ذلك الاتهام على لسان "عزام الأحمد"، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والتي قالها فيها إن حركة حماس أفشلت جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة.
وأضاف الأحمد، المكلّف من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، بإجراء مشاورات مع الفصائل الفلسطينية لتشكيل الحكومة إن "حماس تراهن على المفاوضات التي تجريها سرا مع الجانب الاسرائيلي لإقامة كيان مستقل في قطاع غزة".
وتابع الأحمد في حديث للإذاعة الرسمية "حماس وضعت العراقيل أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية، من خلال اشتراطاتها، كأنها الآمر الناهي بمصير الشعب الفلسطيني".
وأردف: "وصلنا إلى طريق مسدود، وبات لدينا قناعة بأن حماس لا تريد إنجاح تشكيل حكومة وحدة وطنية".
التراشق الاعلامي بين الحركتين والذي أظهر مدى الفجوة بين الطرفين، يؤشر على أن شكل العلاقة بينهما ستأخذ منحى آخر وعودة للمربع الأول من الانقسام وتبادل الاتهامات.
فجوة بين الطرفين
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة "ناجي شراب" اعتبر أن تلك التصريحات تدل على أن هناك فجوة في العلاقة بين الطرفين وأن لكل طرف حساباته التي تتناقض مع مفهوم المصلحة العامة.
وأشار شراب في حديث خاص لوكالة (سوا) الإخبارية إلى أن عامل الوقت يراهن عليه كل طرف من الأطراف وهو ما أدخلنا في "كينونة" الانقسام رغم حديث كل الأطراف عن المصالحة، إلا أن كل منهم له كينونته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
ورأى المحلل السياسي أن قضية التهدئة بين حماس وإسرائيل تعزز الانقسام فحماس تريد منفذاً خارجياً لغزة يتمثل في ميناء بحري، وموارد مالية، بدأت على ما يبدو في التعامل مع المؤسسات الخاصة لإجبارها على دفع الضرائب كـ"جوال".
واستبعد شراب أن يلجأ الرئيس عباس إجراء تعديل كامل للحكومة، وإنما تعديل على بعض الوزارات وهو ما يسمح له به القانون وهذا لا يعتبر إعادة تشكيل للحكومة، إلا أنه سيضع حماس في مأزق إن رفضت التعامل معها.
حكومة جديدة
من جانبه رأى المحلل السياسي "نعيم بارود" أن الرئيس عباس يبدو أنه يتجه إلى تشكل حكومة بعيدة عن الفصائل كي "يشبع أمانيه وأماني حركة فتح لأنه جزء من المنظومة السياسية في الشرق الأوسط ولا يستطيع الخروج عن تلك المنظومة التي تديرها إسرائيل" حسب تعبيره.
وبين في حديث لوكالة (سوا) أنه يمكن أن نسمع صباح اليوم أو بعد عدة أيام عن تشكيل حكومة جديدة بعيدة عن الفصائل رغم كل ما قدمته حماس من أجل المصالحة، فهي سلمت غزة برمتها لحركة فتح ولكن الأخيرة لا تريد ذلك.
وشدد على أن الخيار الذي يبقى أمام حماس هو جمع الفصائل من أجل تشكيل إدارة لقطاع غزة تعمل بها كل الفصائل بعيداً عن أي مسميات حكومية وتضم مهنيين وأصحاب رأي.
وبين أن الحالة المقبلة لن تكون أسوأ مما شهدنا في السنوات الماضية فالانقسام لم ينتهي أصلاً.