محدث: مزهر يوجه عدة رسائل مهمة في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية

جميل مزهر- نائب الأمين العام للجبهة الشعبية

وجه جميل مزهر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء اليوم الخميس عدة رسائل مهمة خلال كلمته في مهرجان إحياء ذكرى انطلاقة الجبهة في ساحة الكتيبة بمدينة غزة .

وقال مزهر إنه :" لا يعقل ان تستمر معاناة غزة وتعاقب من ذوي القربى وعلى الجميع في الضفة وغزة أن يتحملوا مسؤولياتهم".

وأضاف :" على الجميع الإسراع في وضع سياسات اقتصادية تعزز صمود المواطن وتوفر قوت أطفال الطبقات المسحوقة وتمنع الجباية والضرائب التي تزيد الفقير فقرا والغنى تخمة.

كلمة جميل مزهر كما وصلت وكالة سوا الإخبارية

 إنّنا ماضون في عملِنا لأجلِ صوغِ استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ موحّدةٍ على أسسٍ وطنيّةٍ تتمسكُ بالمقاومةِ خيارًا رئيسيًّا وتحمي الحقوقَ وتضمنُ الحرّياتِ وتجسّدُ العدالةَ الاجتماعيّة، وتتصدّى لجماعاتِ المصالح، ولوبيّات الفساد.

 هذا على أساسِ عدالةٍ يتقاسمُ بها الفلسطينيّون تكاليفَ معركةِ التحرّر والبناء، وتحفظُ حقوقَ المهمّشينَ والفقراءِ والشبابِ والخرّيجين، وتدافعُ عن حقوقِ اللاجئينَ وتعزّزُ صمودَ شعبِنا في الداخلِ المحتلّ.

 وفي هذا السياق.. نرفضُ الاعتقالَ السياسيَّ أيًّا كان ممارسوه، وتحت أيِّ ظرفٍ كان، ونقول: إنّ الحقوقَ والحرياتِ خطٌّ أحمرُ نحميها ونعليها في كلّ المراحل.

 إنّنا ماضون مع كلّ الحريصينَ من القوى السياسيّةِ والمجتمعيّةِ والشخصيّاتِ الوطنيّةِ المستقلّةِ على تشكيلِ تيّارٍ وطنيٍّ وشعبيٍّ عابرٍ للجغرافيا والفئويّة؛ هدفُهُ استعادةُ الوحدة، وتنفيذُ اتفاقاتِ المصالحة، واستعادةُ وحدةِ الميدان.

 يدُنا ممدودةٌ لإعادةِ بناءِ منظّمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ الممثّلِ الشرعيّ والوحيدِ لشعبِنا على أسسٍ وطنيّةٍ وديمقراطيّة، وعلى قاعدةِ الشراكةِ الوطنيّة.

 يجب الإفراجِ الفوريّ عن قرارِ احتجازِ إجراءِ الانتخاباتِ الشاملة، بما يعيدُ بناءِ النظامِ السياسيّ الفلسطينيّ، بما في ذلك وضعُ برنامجِ مواجهةٍ لسياساتِ حكومةِ الاحتلالِ اليمينيّة. 

 على هذا الأساس شعبُنا لن يكونَ رهينةً لأحدٍ وسيمضي نحو فرضِ الوحدة.

 ذهبنا إلى كل الدول لانجاز المصالحة، ولكن على ماذا نتحاور وقد اتفقنا على وثيقة الوفاق الوطني التي ثبتت القاسم المشترك لكل القوى السياسية.

 لسنا بحاجة إلى التوسل لانجاز المصالحة، ولكننا بحاجة إلى الإرادة السياسية لتحقيق الوحدة الوطنية

 البعض يضع اشتراطات القبول بالشرعية الدولية أو الرباعية الدولية كشرط للمصالحة ودخول منظمة التحرير أو الدخول في حكومة وحدة وطنية 

 لا يحق لأحد أن يضع اشتراطات أو يقابل كل الجهود باشتراطات، وليس من حق أحد مصادرة برنامج الآخر

 نريد انتخابات شاملة يشارك فيها الجميع ويجب ألا نمنح العدو وضع فيتو على إجراء هذه الانتخابات

 نريد انتخابات في القدس ، ولكن دون إذن أو تصريح من هذا الاحتلال ويجب أن نحول الانتخابات في القدس إلى معركة ومواجهة مع هذا الاحتلال

 إنّ هزيمةَ هذا العدوّ لن تكونَ إلا بالكفاحِ المسلّح، وبحربِ الشعبِ الشاملة، فاليوم شعبُنا أقربُ من أيّ وقتٍ مضى لهذا المفهوم.

 واجبُنا أن نبذلَ الدم وليس الكلمات أو الجهود، فحسب لتتصاعدَ حربُ الشعبِ ومقاومتُهُ في وجهِ عدوّه، وعلينا أن نترجمَ هذا الواجبَ عبرَ: 

 العمل الوطنيّ الجماعيّ والمشترك مع كلّ المقاومين، وعلى كلّ جبهاتِ النضالِ والمواجهة، فما لم نحقّقْهُ بالمقاومةِ سنحقّقُهُ بالمزيدِ من المقاومة. هذا خيارُ شعبِنا وإرادتُه. وهو طريقُنا لمواجهةِ المشروعِ الاستعماري الإحلالي الصهيوني.

 العمل من أجلِ تأمينِ الغطاءِ السياسي، وتوفيرِ الدعمِ والإسنادِ لمجموعاتِ المقاومة، وبما يُوسّعُ رقعةَ الاشتباكِ ونوعيّة المواجهة، وهذا يتطلّبُ منا ومن غيرنا تعزيزَ دعمِنا لحواضنِ المقاومة، وتعزيزَ أشكالِ الوحدةِ الميدانيّةِ سياسيًّا وكفاحيًّا.

 تشكيلُ جبهةِ مقاومةٍ موحدةٍ لمقاومةِ الاحتلالِ واجبٌ علينا وعلى كلّ الفصائل، أداةً لتطويرِ وأدامةِ الاشتباك، والردِّ على عدوانِ الاحتلال.

 إنّ معركةَ كسرِ الحصارِ عن غزة وعن كلّ شبرٍ محاصرٍ في الوطنِ المحتلِّ هي أولويةٌ من أولوياتِ الدفاعِ عن وجودِ شعبِنا ومقاومتِهِ وحواضنِها، ونعملُ مع الكلِّ الوطني لابتداعِ أساليبَ جديدةٍ للتصدي للحصار، قادرةٍ على  إرغامِ الاحتلالِ لوقفِ حصارِه.

 إنّ تصعيدَ المقاومةِ في الضفةِ خيارٌ استراتيجي، وعليه سنقاتلُ إلى جانبِ قوى المقاومةِ من أجلِ تحويلِ كلِّ بؤرِ الاستيطان لنقاطِ اشتباكٍ ومواجهة.

 إنّ الجبهةَ الشعبيةَ وقوى المقاومةِ لن تسمحَ بالاستفرادِ بأيِّ فلسطينيٍّ أو مدينةٍ أو قريةٍ أو مخيّمٍ في الوطن.

 واهمٌ هذا العدو إذا اعتقدَ أنَّ مخططاتِ المجرمِ بن غفير يمكنُ أن تمرَّ دون فعلٍ يحوّلُ كلَّ ذرةٍ من ذراتِ الوطنِ إلى نارٍ تحرقُ الصهاينة.

 سنواصلُ مع القوى الحيّةِ  في تسخيرِ كلِّ طاقاتِنا لإسنادِ نضالاتِ الحركةِ الأسيرةِ والعملِ الجادِ على تحريرِهم بالسبلِ والوسائلِ شتى. 

 ستبقى الجبهةُ على الدوامِ صوتَ الجماهيرِ المسحوقةِ؛ تنحازُ دومًا للفقراءِ والعمالِ والفلاحين، لم ولن تقبلَ بسياساتِ الإفقارِ أو الإهمالِ أو التهميشِ لأيٍّ من أبناءِ شعبِنا في الوطنِ أو في الشتات.

 ستقاتل الجبهة لأجلِ انتزاعِ حقوقِهم المدنيّةِ والسياسيّةِ والاقتصاديّة، وستواصلُ الدفاعَ عن حقوقِ الجماهيرِ الشعبيّةِ ومصالحِها وتطلّعاتِها، مستعدةً للتضحيّةِ لأجلِها، وتتقدّمُ الصفوفَ في توحيدِ القضايا السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة وترابطِها بالانتماءِ للوطنِ والانحيازِ للفقراء

 لا يعقلُ استمرارُ حرمانِ ذوي الشهداءِ من حقوقِهم، ولا يعقلُ حرمانُ الطبقاتِ الفقيرةِ من حقِّها بالعيشِ بكرامة.

 لا يعقلُ أن تستمرَّ معاناةُ غزةَ وتُعاقبُ من ذوي القربى. وعلى الجميع في الضفة وغزة أن يتحملوا مسؤولياتِهم.

 على الجميع الاسراع في وضعِ سياساتٍ اقتصاديةٍ تعزّزُ صمودَ المواطنِ وتوفّرُ قوتَ أطفالِ الطبقاتِ المسحوقة، وتمنعُ الجبايةَ والضرائبَ التي تزيدُ الفقيرَ فقرًا والغنيَّ تخمةً.

 لا للاقتصادياتِ الطفيليّة، لا للتبعيّة، لا لاتفاقيّة باريس الاقتصاديّة.

 ندعوهم لحمايةِ الحقوقِ والحريّات، وندعو حركة حماس إلى تعزيزِ الديمقراطيّةِ عبرَ إجراءِ الانتخاباتِ في البلدياتِ والجامعاتِ في قطاعِ غزّة.

 أكّدتْ نتائجُ الانتخاباتِ الصهيونيّةِ صوابيةَ موقفِ المقاطعة، وعدم جدوى المشاركةِ وأنّها لن تكونَ سوى بوابةٍ للتنازلات.

 هذه الانتخابات تجميل لوجه الاحتلالِ القبيح، فلا اختلافَ بين يسارٍ ويمين، فبن غفير وسموتريتش، ونتنياهو ودرعي، كما لبيد وغانتس من الحظيرةِ نفسِها. حظيرةِ الاحتلالِ والاستيطان. 

 صحيحٌ أنَّ هؤلاءِ الفاشيّينَ الجدد أكثرُ صراخًا وعويلًا لكنّهم جزءٌ من منظومةِ القتلِ في الكيان.

 نحن لا نخافُ اليمين ولا يمين اليمين، ولن ترعبَنا تهديداتُهم بل إن صراخَ هؤلاءِ سيدفعُنا إلى مزيدٍ من العنفوانِ ومزيدٍ من القتالِ والمقاومة. 

 أمامَ هذه التحدياتِ الكبرى.. ندعو  أهلَنا في الداخلِ المحتلِّ لتشكيلِ أوسعِ جبهةٍ من القوى والحركاتِ الشبابيّةِ لمواجهةِ مخطّطاتِ الاقتلاعِ والتصفيةِ والأسرلة، واشتقاقِ برامجَ نضاليّةٍ تراكمُ على ما حقّقتْهُ هبّةُ الكرامة.

إنّ ما شهدناه في الأيامِ الأخيرةِ في مونديال قطر شَكّلَ تظاهرةً كبرى بالملايين من أنحاءِ العالمِ انتصرتْ لفلسطين.

 شَكّل ذلك استفتاءً شعبيًّا عربيًّا رافضًا للتطبيعِ ولوجودِ الكيانِ الصهيونيّ في المنطقة.

 أكّد أنّ نبضَ شعوبِنا العربيّةِ يعيشُ في فلسطين، ويرفضُ وجودَ  الكيانِ الصهيونيّ الغاصب، فأرضُنا فلسطين من نهرِها إلى بحرِها؛ وأنّ الشّعوبَ العربيّةَ ستلفظُ حتمًا الحكّامَ العربَ الذين يستقبلون المجرمَ والفاشيَّ بن غفير.

 هذا يُوجبُ تشكيلَ جبهةٍ عربيةٍ مقاوِمةٍ لمناهضةِ التطبيعِ والتصدّي للتغلغلِ الصهيونيّ في المنطقة، تضمُّ هذه الجبهةُ القوى والأحزابَ والنقاباتِ والاتحاداتِ العربيةَ من مختلِفِ البلدانِ العربيّة.

 إنّ الأحداثَ المتسارعةَ على المسرحِ الدوليّ وما يجري في أوكرانيا ليس صراعًا بين روسيا أو الشعبِ الأوكراني، بقدرِ ما هو صراعٌ بين روسيا وحلف الناتو أحدِ أدواتِ الامبرياليّةِ الأمريكيّةِ في العالم.

 نرى أن تَشكّلَ عالمٍ متعدّدِ الأقطابِ بديلًا عن القطبِ الواحد، بات قريبًا.

 نجدّدُ تأكيدَنا على أنّ موقفَنا من هذا القطب أو ذاك يتحدّدُ بموقفِهِ الإيجابي من القضيّةِ الفلسطينيّة، ووقوفِهِ إلى جانبِ قيمِ الحقِّ والعدالةِ والمساواة، وقدرتِهِ على مسحِ آثارِ العدوانِ والتبعيّةِ والهيمنةِ على الشعوب

 من حقِّ الجماهيرِ المحتشدةِ اليوم هنا، وفي الأيامِ القادمةِ في الضفةِ وسوريا ولبنان ومخيّماتِ اللجوءِ والشتاتِ أن نخاطبَها من القلبِ إلى القلبِ عن حالِ الجبهة.

 هذهِ الجبهةُ جبهةُ الشعب، جبهةُ الفقراءِ والمهمّشين، الممسكةُ على جمرِ المقاومةِ على طريقِ التحريرِ والعودة. جبهةُ العمّالِ والفلاحين المدافعةُ الصُّلبةُ عن الفقراءِ والمهمّشين.

 الجبهةُ المتمسكةُ دومًا بفلسطين مركزًا للعروبةِ ضمنَ رؤيتِها القوميّة، وباعتبارِها قضيّةً أمميّةً في سياقِ صُلبِ معركةِ التصدي للإمبرياليّةِ العالميّة.

 ها هي الجبهةُ بقادتِها وكوادرِها وأنصارِها بجماهيرِها ومقاتليها تؤكّدُ التزامَها ووفاءَها الثوريَّ للمبادئِ والمهامِّ التأسيسيّةِ وهُويّتِها الطبقيّةِ والأمميّة دون تراجعٍ أو تبديل.

 إنّ الجولاتِ الأخيرةَ لقيادةِ الجبهةِ جاءتْ لتقولَ للعالمِ أصدقاءً عربًا وأمميين: إنّ فلسطينَ كلَّ فلسطين ما زالتْ متمسكةً بصداقتِها وعلاقاتِها النضاليّةِ مع الشعوبِ الفقيرةِ والمضطهدة، التي تتعرّضُ للعدوانِ الإمبرياليّ الأمريكيّ الصهيوني.

 تعدُّ نضالاتِها جزءًا من نضالِ الأمةِ العربيّةِ والشعوبِ المضطهدةِ والمستضعفة، مؤكّدين أنَّ فلسطين والقدسَ محورُ المقاومةِ الذي يلتفُّ حولَهُ كلُّ الأحرارِ في العالم.

 في الذكرى الخامسةِ والخمسين لانطلاقةِ الجبهةِ الشعبيّةِ نطمئنُ جماهيرَ شعبِنا، أنَّ هذا العدوَّ الصهيونيَّ واهمٌ إذا اعتقدَ للحظةٍ أنّه بملاحقة واستدعاء واعتقال أيٍّ ممن مرَّ تحتَ رايةِ الجبهةِ أو بجانبِ شعارٍ لها أو صلةِ قرابةٍ بأيٍ من أعضائِها ومقاتليها، سيستطيعُ كسرَ إرادةِ الجبهةِ أو اقتلاعَ جذورها.

 الجبهةُ كعادتِها دومًا تعوّدت البناءَ تحت النار. وحتمًا ستكونُ سيفًا في وجهِ الغاصبِ الصهيوني، وستواصلُ نضالَها رغمَ الإرهابِ التلموذيّ والكهنوتي، سيفًا لم ولن يُكسرَ أبدًا. 

 نجدّدُ العهدَ والقسمَ أن نبقى أوفياءً لدماءِ شهداءِ شعبِنا وأمّتِنا والأسرى، وخاصّةً للدمِ المسفوكِ للشهيد عمار مفلح، الذي بكتْهُ قلوبُنا.

 إنّ واجبَنا ليس التهديدَ والوعيد، بل واجبُنا هو إدراكُ حجمِ الخذلانِ والقهرِ وحجمِ القصور، والعملُ على تحشيدِ كلِّ الطاقاتِ ضدَّ هذا الكيانِ الفاشي، وتسخيرِها في الميدانِ الكفاحيّ حتّى نيلِ الحريّةِ والاستقلال.

 أنْ نكونَ نقيضًا للعجزِ الذي استشعرَهُ الكثيرون، نحيلُهُ لقنابلَ تتفجّرُ في وجهِ العدو، فواجبُنا أن نقاتلَ هذا الكيان، ونتصدى لجرائمِهِ حتى التحريرِ والعودة. 

 لن تسقطَ الرايةُ وستستمرُ الانتفاضةُ والمقاومةُ حتى طردِ آخرَ جنديٍّ صهيونيٍّ عن أرضِنا وبلادِنا

 

 

 

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد