تطرق لملف غزة
أبرز ما جاء في البيان الختامي لجلسة المجلس الثوري لحركة فتح
قال المجلس الثوري لحركة فتح في ختام أعمال الدورة العاشرة لاجتماعاته التي عقدت في مدينة رام الله تحت شعار " مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني بكل الوسائل المشروعة ، دورة شهداء المقاومة الشعبية جمال محسين واللواء فيصل أبو شرخ واللواء صلاح التعمري واللواء فاطمة برناوي إنه "لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة، وتبقى حركة فتح وفية لأهلنا فيها ودعم صمودهم واستمرار العمل لإنهاء الحصار الظالم عليها، وتنفيذ كل القرارات الإدارية والمالية المتعلقة بشعبنا وكادرنا في قطاع غزة".
وأكد أن ازدياد وتيرة القتل والاعدام بدم بارد، يجعل من مقاومتنا واجباً وطنياً ملزماً للجميع وخياراً حتمياً لا رجعة عنه.
واستمع في مستهل أعماله لكلمة سياسية جامعة للرئيس محمود عباس ، أكد فيها على استمرار التمسك بالثوابت الوطنية لإنهاء احتلال أرض دولة فلسطين وتجسيد استقلالها على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما أكد على حرصنا على إنجاز الوحدة الوطنية وضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية، خاصة قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 و 194، وحقنا باستمرار التحرك الدولي لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والانضمام إلى اتفاقاتها ومعاهداتها ووكالاتها المتخصصة.
كما استمع المجلس لتقرير أمانة سره وكذلك الأمر لتقرير اللجنة المركزية ولورقة المجلس الثوري حول الأوضاع السياسية والوطنية والتنظيمية، وأجرى نقاشاً مستفيضاً حول ذلك، وأجمع على إبقاء دورته في حالة انعقاد دائم وكذلك الأمر اللجنة المركزية، لمواجهة العدوان الدموي المتصاعد لقوات الاحتلال وميليشيات وقطعان المستوطنين، وأكد المجلس الثوري على ما يلي:
ان ازدياد وتيرة القتل والاعدام بدم بارد، وقطع الطرق وهدم البيوت وإقامة وتوسيع المستوطنات واستمرار احتجاز جثامين الشهداء، يجعل من مقاومتنا واجباً وطنياً ملزماً للجميع وخياراً حتمياً لا رجعة عنه، وستعزز فتح مشاركتها في الانخراط بالمقاومة الشعبية في المواقع كافة، كما تدعو لتصعيد هذه المقاومة بكل الوسائل المشروعة التي كفلها لنا القانون الدولي، ويتحمل الاحتلال وحكومته تداعيات ردود الدفاع عن النفس التي ينخرط فيها شعبنا وحركتنا في الميدان وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في توفير الحماية لشعبنا.
ان الحكومة الإسرائيلية الجاري تشكيلها، هي حكومة مستوطنين، تضع زمام الأمور بيد عصابات من القتلة وتؤكد على تحول إسرائيل لدولة فصل عنصري. ان شعبنا وهو يقاوم هذا الاحتلال يضع العالم أمام ضرورة الرد على ما يعلنه اقطاب الحكومة الإسرائيلية الجديدة من برامج وإجراءات ستجعل الانفجار القادم حتمياً ما لم يتم اتخاذ إجراءات دولية عملية لردع الاحتلال وحكومته التي تجر المنطقة لمستنقع الكراهية والدم والعنف.
نحن في حركة فتح دعاة الوحدة الوطنية سياسياً وميدانياً، ونحن مستعدون للتطبيق الفوري للاتفاقات الموقعة بهذا الشأن برعاية الشقيقة مصر، والاتفاق الأخير الذي رعته الشقيقة الجزائر والذي تمخض عنه مؤتمر لم الشمل، وذلك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا وعلى قاعدة برنامجها السياسي المقر بالدورات المتعاقبة للمجلس الوطني الفلسطيني، والالتزام بالشرعية الدولية التي ما فتأ شعبنا يطالب بتطبيق قراراتها لإنهاء الاحتلال، ولا يجوز لأي فلسطيني أن يتردد في الالتزام بها، باعتبارها سلاحاً شرعياً وقانونياً بأيدينا لتحقيق حقوقنا الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف.
إن القدس تبقى درة التاج وعاصمتنا الأبدية، وهي تتعرض لتطهير عرقي وترحيل جماعي وفردي وتصاعد وتيرة الاستيطان وهدم البيوت ومحاولة تهويد المناهج وما تواجهه من تدنيس يومي للمقدسات الإسلامية والمسيحية، لذا فإن فتح تجدد التزامها بتنفيذ كل القرارات الخاصة بالعاصمة وتوحيد مرجعيات العمل الوطني فيها وتعزيز صمود أهلنا المرابطين فيها وتوفير كل الإمكانات المتاحة لذلك.
لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة، وتبقى حركة فتح وفية لأهلنا فيها ودعم صمودهم واستمرار العمل لإنهاء الحصار الظالم عليها، وتنفيذ كل القرارات الإدارية والمالية المتعلقة بشعبنا وكادرنا في المحافظات الجنوبية.
ان المجلس الثوري يتوجه مجدداً بتحية إكبار لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال وينتظر حرية الأخ المناضل كريم يونس عضو اللجنة المركزية قريباً ومعه الأخ المناضل ماهر يونس، ويحيي الأخ المناضل مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية والأخ المناضل زكريا الزبيدي عضو المجلس الثوري وشيخ الأسرى الأخ المناضل فؤاد الشوبكي والأخ المناضل أحمد سعدات، والأسرى الأطفال والاسيرات الماجدات والأسرى المرضى وخاصة الأخ المناضل ناصر أبو حميد وإلى كافة أسرى الحرية. كما يتوجه المجلس بتحية اعتزاز لأبطال المقاومة الشعبية في كل المواقع وإلى هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في نضالهم اليومي في مواجهة الاحتلال وقطعان مستوطنيه. كما يتوجه المجلس بتحية اعتزاز لأجهزتنا الأمنية حامية مؤسساتنا الوطنية والقائمة على السلم الأهلي في الوطن.
وقد اتخذ المجلس الثوري مجموعة من القرارات الداخلية وشكل لجنة مشتركة مع اللجنة المركزية لمتابعة التنفيذ المباشر لهذه القرارات على المستويات: السياسية والوطنية والتنظيمية وقرر كذلك تفعيل وتسريع عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الثامن للحركة والاستعداد على المستويات كافة لهذا الاستحقاق التنظيمي وعقد المؤتمر حال انتهاء التحضير له.
ان المجلس الثوري يجدد التزام حركة فتح بإجراء الانتخابات العامة في أقرب الآجال باعتبارها استحقاقاً وحاجة وطنية ملحة، والعمل على كافة الأصعدة للتغلب على الصعاب الاحتلالية التي تحول دون عقدها والإصرار على خوض معركة ديمقراطية لإجراء هذه الانتخابات في كل أرض دولة فلسطين المحتلة بما فيها العاصمة القدس الشرقية، وحشد الأشقاء والمجتمع الدولي لإنجاز ذلك.
تلتزم حركة فتح بتكثيف الجهود واستمرار الحوار مع شركائنا في منظمة التحرير الفلسطينية لتفعيل دوائرها ومؤسساتها وزيادة الاهتمام بشعبنا في الشتات خاصة في مخيمات اللجوء في سوريا ولبنان وباقي المخيمات حتى يتحقق حق العودة لجموع اللاجئين، وكذلك الأمر بجالياتنا في مختلف القارات، ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الإنجاز الوطني الأكبر لشعبنا، والحفاظ عليها وتطوير أدائها وحضورها، مهمة حركية ووطنية بامتياز، لمقاومة محاولات الالتفاف عليها أو التشكيك بها.
نتوجه بتحية إكبار واعتزاز لجماهيرنا العربية لوقفتها الدائمة والمبدئية مع فلسطين وشعبها في كل الأوقات، ونتوجه بالتقدير والإكبار لجماهيرنا العربية ومعها جماهير وأحرار العالم في مونديال قطر 2022، على وقوفهم مع فلسطين وإبراز ورفع علمنا الوطني بشكل لافت ومشرف ومقاطعتهم للإعلام الاحتلالي. نفتخر ونعتز بكم. كما نتوجه بالتهاني لشعبنا وطوائفنا المسيحية بمناسبة قرب أعياد الميلاد المجيدة وحلول رأس السنة الميلادية الجديدة ونتوجه كذلك لشعبنا بكل آيات الفخر والاعتزاز بحلول الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة حركتنا وثورتنا المجيدة.
إن المجلس الثوري لحركة فتح ليؤكد على إصرارنا على مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني مهما بلغت التضحيات، فهذه أرضنا وهذه حقوقنا، وسنقدم كل ما يلزم لإنجاز الوحدة الوطنية باعتبارها شرطاً للانتصار، ولن نتخلى عن أسرانا وعائلاتهم وعائلات شهدائنا مهما عظمت التضحيات وازدادت الضغوطات، وسنبقى أوفياء لتضحيات شعبنا ولأمتنا العربية المجيدة التي نعتز بالانتماء اليها، وسنبقى أحراراً مستقلين بقرارنا الوطني حتى تتجسد دولتنا المستقلة الحرة على أرضنا المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.