أطراف عربية غذت الانقسام
الشعبية: نحاول تشكيل تيار ثالث مع القوى السياسية والمجتمعية لهذا الهدف
قال كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية اليوم الثلاثاء إن الجبهة تبذل الآن محاولات حثيثة مع مختلف القوى السياسيّة والمجتمعيّة والمنظمات الأهلية باستثناء أطراف الانقسام، من أجل بلورة تيار ثالث وتشكيل أداة ضغط حقيقيّة من أجل إنهاء الانقسام، ومن أجل توحيد طاقاتنا في مواجهة التحديات القادمة، خاصّة وأنّ الحكومة اليمينيّة الصهيونيّة القادمة ستتوسّع في العدوان على شعبنا.
ودعا الغول أبناء الشعب الفلسطيني لعدم اليأس من المطالبة بإنهاء الانقسام وأن يمارس كل الضغوط من أجل تحقيق هذا الغرض.
وأضاف في حديث مع إذاعة صوت الشعب :" الانقسام مصلحة إستراتيجيّة لكيان الاحتلال وهذا باعتراف قادته والإدارة الأمريكيّة وداعمي إسرائيل الذين يعملون على تكريس الانقسام ، وهناك بعض الأطراف العربية غذّت الانقسام في إطار التصوّر الأمريكي الإسرائيلي، وبما يمكن أن يترتّب عليه فوائد عديدة".
وتابع الغول :" هناك فئات وأشخاص في الداخل الفلسطيني مستفيدون من استمرار الانقسام ومن مصلحتها استمرار هذه الحالة ، مورست كل الضغوط من أجل إفشال حوارات المصالحة الفلسطينيّة وخاصّة من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل".
وقال :" الضغوط الدولية عملت بوسائل عديدة على افشال الاتفاقات الموقّعة، إلى جانب أنّ أطراف الانقسام بدأت تنظر إلى أي اتفاق من زاوية ألّا يتعارض أي اتفاق مع مصالحها ومكتسباتها ، ونتائج الانقسام واستمراره مدمرة على الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه المستهدفة".
وأوضح الغول أن إسرائيل استغلت الاتفاقات الموقّعة معها إلى جانب الانقسام من أجل حصر الفلسطينيين باتجاه الشق الأمني واستمرار التغوّل على الأراضي الفلسطينيّة وتعميق المشروع الإسرائيلي ، ونحن أمام واقع كارثي، وقطاعات كبيرة من جماهير شعبنا باتت يائسة من إمكانية إنهاء الانقسام".
وكشف عن شعار انطلاقة الجبهة الشعبيّة الـ55، مشيراً إلى أن منطلقات الجبهة أكدت على رفضها التام للغزو الإسرائيلي لفلسطين وأرضها، وتمسكها بحق الشعب الفلسطيني في أرضه كاملةً وعودة لاجئيه.
وأضاف ، أن شعار انطلاقة هذا العام "انطلاقتنا مقاومة" ارتبط بالقناعة الراسخة للجبهة بأهمية المقاومة في مواجهة العدو وكل ما يترتّب على سياساته في فلسطين، وللتأكيد على استمرار هذا الخط من المقاومة رغم العقبات أو العثرات أمام هذا الفعل.
وبين أن شعار الانطلاقة يربط ما بين الوسيلة التي اعتمدتها الجبهة منذ التأسيس بأن المقاومة هي الشكل الرئيسي والاستراتيجي في مقاومة الاحتلال، وما بين الفعل المقاوم الجاري الآن في الضفة.
وقال الغول أن تجربة الجبهة الشعبيّة متصلة بتجربة حركة القوميين العرب التي أعلنت عن فعلها المسلّح عام 1964، وهذه التجربة مكنت الجبهة من الانطلاق بوعي ورؤية واضحة تجاه الاحتلال والقوى المتحالفة معه.
وتابع: "الجبهة انطلقت في مسيرتها وهي تدرك بوعي شديد طبيعة المعركة وما يترتب على ذلك من تحديد معسكر الأعداء والحلفاء"، مضيفاً أن كل سياسات العدو الصهيوني واتفاقات التطبيع لن تثني الجبهة عن الاستمرار بالتمسك بالمقاومة وخيارها الاستراتيجي.
وبين الغول أن حالة المقاومة في الضفة باتت تتسّع رقعتها وتأخد أساليب وأشكال متنوعة، والتي جاءت نتاج طبيعي لممارسات الاحتلال، وكلّما تمادى الاحتلال في قتل شعبنا وزاد من وتيرة جرائمه كلّما كان رد شعبنا عاليًا ومتحديًا لهذه السياسة، مشيراً إلى أنه في هذا السياق جاءت التشكيلات المقاومة المحلية التي خرجت من رحم الفصائل ويُوفر لها الدعم من فصائل عديدة.
وأردف أن المطلوب من هذه التشكيلات العسكرية أخذ الدروس من تجارب الماضي والاستفادة من التكتيكات المطلوبة في مواجهة الاحتلال، ومن أهم هذه الدروس الابتعاد عن المظهرية وأي شكل من أشكال العلنية حتى لا نمكّن العدو من الوصول لأي مناضل.
وأوضح أن هناك ضرورة ملحّة لتنمية هذه الظواهر من خلال صيغ عمل موحّدة وخطط مشتركة إلى جانب اعتماد السرية المطلقة في العمل، لافتاً إلى أن التشكيلات العسكرية بحاجة إلى تعزيز الوحدة الميدانيّة والبحث المشترك في كيفية إدارة الصراع مع الاحتلال وكيفيّة ربط هذه التشكيلات من خلال قيادة ميدانيّة واحدة في الضفة.
وشدد الغول على أن الوحدة شرط لازم في مرحلة التحرّر الوطني، وشرط أساسي لتحقيق الانتصار على العدو، داعياً إلى انهاء الانقسام سريعًا وبناء الوحدة الوطنية التي تعيد الامساك بالبرنامج الوطني التحرري الذي يؤكّد على كامل حقوقنا الوطنية في فلسطين.
ونوه إلى ضرورة بناء مؤسساتنا الوطنية على قاعدة الشراكة، وإعادة بناء علاقاتنا العربية والدولية على أساس من يناصر قضيتنا وحقوقها، وكل ذلك يتطلب الغاء الاتفاقات الموقّعة مع إسرائيل وسحب الاعتراف بها.