هل ينجح الرئيس في الترويج للحكومة المقبلة للعالم إن شاركت حماس فيها؟

غزة / خاص سوا/ خالد الأستاذ/ أثارت موافقة حركة حماس على المشاركة في الحكومة الفلسطينية المقبلة – وإن وضعت بعض التحفظات والشروط- العديد من التساؤلات حول شكل الحكومة المقبلة وكيفية نجاح الرئيس محمود عباس في الترويج لها دولياً، خصوصاً وأن عدة دولة غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ترفض رفضاً تاماً وجود حركة حماس في أي حكومة فلسطينية.


وقررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماعها الأخيرة تشكيل لجنة من المنظمة بقيادة عزام الأحمد للبدء بالاتصالات والتشاور مع الفصائل الفلسطينية، لتقديم رؤية واضحة أمام الرئيس محمود عباس في مدة أقصاها أسبوعاً واحداً حول موقف الفصائل من تشكيل حكومة فلسطينية جديدة.


الاتصالات ايجابية


واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، نبيل شعت أن حديث عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق حول الحكومة المقبلة هو إيجابي، مشيراً إلى أن ما يخرج من بعض وسائل الإعلام من أقول متضاربة هدفها التشويش على المشاورات.


وكشف شعت في حديث لوكالة (سوا) عن وجود اتصال مع كل دول العالم للترويج للحكومة إن تمت، بالإضافة إلى وجود اتصال مستمر مع حركة حماس للوصول إلى تشكيلة من الممكن أن تحقق الوحدة الوطنية وترضي الشعب وتلاقي قبولاً دولياً.


وبين عضو اللجنة المركزية ل فتح أنهم سيبذلون كل الجهد من أجل استثمار تشكيل الحكومة الجديدة لإظهار نجاح حقيقي في العلاقة الفلسطينية الداخلية وإعادة إعمار قطاع غزة.


الوحدة هي الأهم


أما عن موقف الشخصيات المستقلة على الساحة السياسية، فقال رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية سابقاَ خليل عساف لوكالة (سوا): "إن أهم شيء منتظر من أي حكومة هو تحقيق الوحدة الوطنية، فإذا كانت المشاورات بين الحركتين تؤدي إلى تحقيق هذه النتيجة فنرحب بها، أما اذا كانت هذه اللقاء تؤدي إلى غير ذلك فنحن نرفضها".


وأضاف "نرفض إضافة وزراء جدد إلى قائمة الوزراء واعطائهم صفة وزير بدون أي صلاحيات فعلية، وإلا فإننا ذاهبون إلى مصيبة".


وأكد عساف على ضرورة قيام الحكومة الجديدة بإنهاء الانقسام وتحرير غزة من الضغوط التي تتعرض لها وخلق وحدة وطنية حقيقية.


وأشار عساف أنه يقع على عاتق الحكومة الجديدة مهمات أخلاقية ودينية لأنه أصبح عند المواطن خوف حقيقي من المستقبل القادم، مستدركاً "أي حكومة يجب أن يكون عليها مراقبة وعلى الشعب أن يراقب الحكومة ويجب على الحكومة أن تكون أمينة مع الشعب".


العالم يمكن أن يتقبل


من جانبه، رأى المحلل السياسي رياض العيلة أن العالم يمكن أن يتقبل حكومة فلسطينية حماس مشاركة فيها، إذا كان ذلك سيصب في جانب تحريك الملف الفلسطيني، داعياً إلى استغلال الوفود الأجنبية التي تأتي إلى غزة والوفود الدولية التي تأتي إلى رام الله لصالح النهوض بالقضية الفلسطينية.


وشدد العيلة في حديث لوكالة (سوا) على أن أهم ركائز نجاح الحكومة المقبلة هو التوافق بين حركتي فتح وحماس، لكي تستطيع الحكومة المقبلة العمل بكل حرية في الضفة وغزة.


وأشار المحلل السياسي أن المشاورات الداخلية الفلسطينية لا بد أن تكون نابعة من قرار داخلي لا دولي ولا إقليمي وبعد ذلك يمكن الحديث عن قبول العالم لتلك الحكومة أم لا، متوقعاً أن تلاقي تلك الحكومة قبولاً إذا أدت إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني.


وتبقى الأيام المقبلة تحمل بين طياتها الإجابة عن التساؤل "هل سيقبل العالم حكومة تشارك فيها حركة حماس؟"، فيما يشكك البعض داخلياً وخارجياً منذ البداية أن تنجح المشاورات الفلسطينية الداخلية عن تشكيل حكومة توافقية جديدة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد