إسرائيل تنتهز فرصة الاختطاف لتهاجم حماس

295-TRIAL- القدس /سوا/ في أعقاب اختطاف الإسرائيليين الثلاثة في مدينة الخليل, سارعت "إسرائيل" لاتهام حركة حماس بالمسئولية عن اختطافهم، وتوعدت بـ"تصفية الحساب" مع الحركة التي تملك "زخمًا" عسكريًا في قطاع غزة .
 حيث قال الكاتب المشهور في صحيفة "يدعوت أحرونوت" "اليكس فيشمان" إن الصورة الحقيقية التي تنقلها وسائل الإعلام عن عملية الاختطاف, تؤكد مدى التخطيط والتنفيذ البارع للعملية.
وأضاف الكاتب أن اختيار مكان خطف الجنود الثلاثة وهو مفترق ألون شفوت القديم، لم يكن عبثياً, فهذه المحطة هي المنطقة الوحيدة في تلك المنطقة التي لا يوجد فيها جنود يقومون بدوريات, أو موقع عسكري يشغله الجنود حتى منتصف الليل, وقال الكاتب لا شك في أن الخاطفين راقبوا المكان جيداً وعرفوا كل الامور التي تدور حوله، وهذا كله يؤكد ذكاء الخلية التي نفذت عملية الخطف.
وأشار الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى أن الجهة التي تقف وراء تنفيذ الاختطاف هي الذراع العسكري لحماس, وقال أن مدينة الخليل معروفة أيضاً من الماضي بأنها مكان لتنظيمات سرية من حماس, حيث كان من الصعب جداً على جهات الاستخبارات أن تصل اليها.
وتابع قائلاً يجوز لنا أن نفرض أن هذا الاختطاف هو من نوع العمليات التي خبرها القادة في الذراع العسكرية لحماس في البلاد والخارج, ومن المنطق جداً أن نفرض أيضاً أن يقوم رجال هذا الذراع في مرحلةٍ ما أن يقرروا ماذا ستكون المرحلة القادمة, ومع ذلك من المنطق جداً أن نفرض أن قيادة حماس السياسية, خاصة اسماعيل هنية وخالد مشعل لم يعرفا بالعملية قبل ذلك.
وأوضح الكاتب إلى جانب الجهد المتواصل لحل اللغز المعقد لعملية الخطف، تستغل اسرائيل الفرصة للقيام بعملية عسكرية موسعة, وقد نفذت "اسرائيل" اعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بغرض تتبع آثار الخاطفين.
حيث قامت باعتقال أكثر من 85  شخص  من عناصر حماس والذين لهم صلة مباشرة بتحقيق الاختطاف أو لهم صلة بعمل حماس في المنطقة، واعتقلت أيضاً النواة الصلبة لقيادة حماس السياسية واشخاص مشاركين في تجديد البنيتين التحتيتين السياسية والاجتماعية لحركة حماس.
وقال " فيشمان" منذ أن أنشئت حكومة الوحدة الفلسطينية أصبح هناك شعور لدى اسرائيل أن حركة حماس أخذت في إعادة بناء البنية التحتية من جديد ولا سيما الاجتماعية التي هي أساس قوة حماس على الارض. وأضاف" فيشمان" أن المحادثات في التسوية الدائمة ونجاح السلطة في الساحة الدولية لم تُمكّن، "اسرائيل" من القيام بعلاج جذري عنيف لتلك البنية التحتية السرية لحماس في منطقة الخليل, فلو أن "اسرائيل" اعتقلت عشرات القادة من حماس وفرضت طوقاً على مناطق واسعة قبل اسبوع لصرخت السلطة الفلسطينية ووقفت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي معها.
وأشار الكاتب إلى أن رئيس السلطة محمود عباس في حيرة شديدة فقضية الأسرى موضوع يُجمع عليه المجتمع الفلسطيني وهو ما يلزمه في ظاهر الامر بأن يُظهر تأييده للإجراء الذي نفذته حماس, في حين أن اجراء الاختطاف القاسي سحب البساط من تحت قدميه وترك السلطة في شلل, وقال "طعنتنا حماس في الظهر".
 ويقول الكاتب هنا أن اسرائيل تنتهز الفرصة لإدارة معركة اخرى ذات معنى سياسي, فقد حشدت حكومة الوحدة الفلسطينية زخماً في الرأي العام الدولي والسبيل الوحيد لإحداث انقسام بين حماس و فتح هو جعل حماس تسلك سلوكاً عنيفاً، فحماس لم تنفذ اختطافاً فقط بل هي تزعزع الاستقرار في قطاع غزة أيضاً.
وفي اللحظة التي تبدأ حماس اطلاق النار فيها سنكون في ذروة ايام معركة تساعد العالم على أن ينسى أنه وُجدت هنا حكومة وحدة تسعى للسلام.
ليس من الصدفة في تقديري أن نصب الجيش الاسرائيلي القبة الحديدية في أسدود، فمن المتوقع أن تخطيء حماس في مرحلة ما وقد فعلت ذلك. والتوقع مستعد الآن لرد الجيش الاسرائيلي. إن اسرائيل تتابع منذ زمن تسلح حماس بمئات الصواريخ البعيدة المدى التي تهدد تل أبيب, وهي ترى أنه توجد هنا فرصة ذهبية للقضاء على صورة حكومة الوحدة ولعلاج مخزون القذائف الصاروخية.
150
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد