تفاصيل وفاة مهران كريمي ناصري مُلهم فيلم "ذي تيرمينال" في مطار فرنسي

هران كريمي ناصري خلال فترة حياته داخل مطار شارل ديغول في فرنسا

كشفت وسائل إعلام دولية، يوم الأحد 13 نوفمبر 2022م، عن تفاصيل وفاة الإيراني مهران كريمي ناصري مُلهم فيلم "ذي تيرمينال" TheTerminal للمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ.

وبحسب مسؤولون فرنسيون، فإن الإيراني مهران كريمي ناصري، أقام لمدة 18 عامًا في مطار شارل ديغول بالعاصمة الفرنسية باريس، بسبب مشاكل في أوراق إقامته، وهو ما ألهم المخرج الأمريكي الاميركي ستيفن سبيلبرغ قصة فيلمه "ذي تيرمينال" (مبنى الركاب) الشهير، والذي توفى يوم أمس السبت داخل أروقة المطار.

تفاصيل وفاة مهران كريمي ناصري

قالت وكالة "أسوشييتد برس" إن مهران كريمي ناصري توفي أثر إصابته بنوبة قلبية في مبنى الركاب "F2" داخل المطار، حيث قدمت الشرطة الفرنسية والفرق الطبية، الإسعافات للإيراني ولكن لم يتمكنوا من إنقاذ حياته.

إقامة مهران كريمي ناصري في المطار

تناقلت وسائل إعلام فرنسية، قصة الإيراني، والذي يُعتقد أنه مواليد عام 1945، حيث أقام مهران كريمي ناصري في مبنى رقم (1) بمطار شارل ديغول، بعد وجود مشاكل قانونية لافتقاره إلى أوراق الإقامة، حيث وفقد الرجل الإيراني الوثائق التي تثبت وضعه كلاجئ، خلال توقف بالمطار فى باريس العام 1988 وكان ذلك يعني أنه لا يمكنه السفر ولا مغادرة المطار، ما أدى إلى تأسيسه حياة في محطة الركاب رقم (1)، وألهمت قصته فيلم "ذي تيرمينال"، الذي لعب بطولته النجم توم هانكس، وفيلماً فرنسياً آخر.

FhcPsGOXgAAupP4.jpeg


 

وأمضى مهران كريمي ناصري سنوات فى تقديم التماسات من أجل حصوله على الحق في أن يتم قبوله كلاجئ في دولة أخرى، قبل أن يحصل على تأشيرة فرنسا في نهاية المطاف في 1999، ورغم ذلك استمر بعد ذلك في العيش في المساحة التي أسسها لنفسه أسفل السلم المتحرك بالمطار.

وتأقلم مهران على حياته في مطار شارل ديغول، حيث كان يستيقظ عند الخامسة صباحًا ويتسل في دورات المياه والتي كانت غاية في النظافة، واعتاد العاملون في المطار على غسل ثيابه، وتبرعوا له بأريكة ليرتاح عليها، اعتاد على سماع المذياع وقراءة الكتب وكتابة مذكراته اليومية والتي بمساعدة الكاتب البريطاني آندرو دونكين حوّلت إلى كتاب نشر في كل من بريطانيا، ألمانيا، بولندا، اليابان والصين، وقد وصفته جريدة التايمز اللندنية بأنه "كتاب رائع ومزعج جدا".

FhcPr2yWYAIVIhD.jpeg

 

كما كان مهران محاطا بالصناديق حيث كان يقيم، وذلك في قاعة المغادرة عند التقاء المحال التجارية والمطاعم في الدور السفلي ولم يكن يزعج المسافرين أو يتحدث معهم وذلك لأنه لم يلفت الأنظار، وكان قريبا من محلات ريلاي الشهيرة التي كانت تبيع كتابه الذي أصدره.

حياة مهران كريمي ناصري خارج المطار

نقل مهران في تاريخ 1 أغسطس 2006 إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، كما أن أغراضه الشخصية لم تعد موجودة ولا حتى الأريكة التي كان يستلقي عليها، وفي بدايات عام 2007 استلمت قضيته من قبل مكتب الصليب الأحمر الفرنسي في مطار شارل ديغول، ووضع في فندق قريب من المطار، وفي تاريخ 6 مارس 2007 أدخل إلى مركز إيمايوس في باريس.

حياة مهران كريمي ناصري قبل العيش في المطار

ولد مهران في المجمع السكني التابع لشركة النفط الإنجليزية الفارسية والتي تقع في مدينة مسجد سليمان (إيران) لأب إيراني يعمل طبيبًا في نفس الشركة وأم إسكتلندية (على حد قول مهران) تعمل ممرضة.

انتقل مهران عام 1973 إلى المملكة المتحدة ليلتحق بجامعة برادفورد للحصول على شهادة جامعية في الدراسات اليوغوسلافية، وأثناء إقامته هناك شارك في مظاهرة ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي وذلك في شهر مارس 1974.

اضطر مهران بسبب ضائقة مالية العودة إلى إيران في 7 اغسطس 1975، وعند وصوله إلى مطار طهران على حد قوله، اقتيد مباشرة إلى سجن إيفين من قبل الشرطة السرية الإيرانية وسجن وتم تعذيبه لمدة أربعة شهور، نُفي بعدها إلى خارج الوطن، وهذه القصة لم يتم التأكد من صحتها، ولكن من المؤكد مشاركته في تظاهرة طلابية في عام 1970 ضد قانون صدر من جامعة طهران، وعليها تم استجوابه مع 20 من الطلبة عن تلك المظاهرة، ولم يكن هناك أي شكل من أشكال التعذيب أثناء التحقيق.

ومع مرور الوقت، نسي أو "تناسى" مهران هويته وأصبح يدعى سير الفريد (Sir, Alfred) وكان غالبا لا يرد على من يناديه باسم مهران، ومن الرسائل الكثيرة التي كانت ترسل له من السلطات المختلفة، استلم رسالة من السلطات البريطانية موجهة باسم سير الفريد وليس مهران كريمي ناصري.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد