الصحفيون الجدد.. زيادة هائلة في أعدادهم وتهميش مقصود واستغلال لا محدود

99-TRIAL-
غزة / سوا/ يحيي الصحفيون الجدد في قطاع غزة اليوم العالمي لحرية الصحافة في هذا العام على وقع زيادة حادة في معاناتهم وارتفاع معدلات البطالة في صفوفهم. ويشتكي هؤلاء الصحفيون المقدرة أعدادهم بالمئات من استغلال المؤسسات الإعلامية والصحفية لهم.  
ويضطر المئات من هؤلاء على التطوع لأشهر وربما لسنوات طويلة دون تقاضي أي أجر مادي لعدم وجود بديل أخر.
ويطالب هؤلاء الذين يتطلعون للمصالحة لإنقاذهم من هذا الواقع المرير بتفعيل نقابة الصحفيين ومنحها حرية العمل في قطاع غزة لتكون رافعة وحاضنة لهم. وعبر الصحفي الجديد عبد الكريم أبو النصر ويعمل متطوعاً في إحدى الشبكات الإخبارية المحلية عن استيائه من وضعه الوظيفي والمادي، وعدم حصوله على فرصة عمل بمقابل أجر مادي.
واتهم المؤسسات الإعلامية بالقصور تجاه الصحفيين، مضيفاً أن أقصى ما يمكن أن تفعله هذه المؤسسات هو قبول الصحفي للعمل كمتطوع.
ويعمل أبو النصر كمتطوع منذ عام ونصف دون أن يتلقى أي راتب أو اجر مادي، مؤكداً أن انعدام البدائل يجبره على قبول هذا النوع من العمل.
وأكد أن حرصه على نقل معاناة وواقع المواطنين يدفعه للاستمرار في العمل وعدم التخلي عن هذه المهنة التي حلم خلال يوم من الأيام بأن يكون أحد روادها في فلسطين. المطالبة بحرية التنقل  ودعا أبو النصر العالم والمجتمع الدولي إلى الضغط على اسرائيل لتسهيل حركة الصحافيين الفلسطينيين بين الضفة والقطاع حتى يتسنى لهم تغطية الأحداث في كل مكان وخاصة المواجهات في المسجد الأقصى و الضفة الغربية .
كما طالب بتوفر الحماية للصحافيين خلال الأحداث التي تقع في غزة، ايضاً.
ويعمل أكثر من ألف صحفي جديد في مؤسسات ومواقع إخبارية بدون أي مقابل مادي بل ويتعرض الكثير منهم للاستغلال والعمل لساعات طويلة.
أما الصحفي الجديد رمضان أبو سكر ويعمل في إحدى وكالات الأنباء المحلية فأشار إلى وجود بطء شديد في تحسين واقع الصحفيين في قطاع غزة.
وقال أبو سكر إنه وبعد عامين من العمل التطوعي استطاع أن يحصل على عائد مادي بسيط ولكن قيمته كبيرة مع انعدام أي أفق للعمل أمامه وأمام نظرائه الصحفيين الجدد.
واشتكى أبو سكر وهو خريج كلية الإعلام من جامعة الأزهر من القيود المفروضة على الصحفي في عمله في كثير من الأحيان وخصوصاً عن الكتابة.
وانتقد أبو سكر في منتصف العشرينات من عمره ضعف الاهتمام بالصحفيين الجدد وخصوصاً وجود مرافق تحتضنهم.
وطالب أبو سكر بتوفير الحماية القانونية للصحفيين وحرية التعبير والكتابة دون خوف أو محاسبة من أية جهة.

وأجبرت ندرة الوظائف الصحفي الجديد يوسف موسى على العمل كمتطوع في أحد  المواقع الإخبارية في قطاع غزة، منذ خمسة أشهر. واعتبر أن الايجابية الوحيدة من استمرار تطوعه هو اكتساب الخبرة وما دون ذلك فاعتبر الأمور كلها سلبية.
مراجعة الواقع القاسي ويتمنى موسى أن يكون هذا اليوم فرصة للقائمين على الواقع الإعلامي الفلسطيني لتطويره بما يتناسب وحجم المشاكل التي تواجه الصحفيون في القطاع.
وانتقد ضعف اهتمام المسؤلين بالصحفيين وواقع الصحافة بشكل عام كما انتقد ضعف أداء واهتمام المؤسسات الإعلامية نفسها بالإعلاميين الجدد. وقال موسى إن الصحفي الناشئ لا يجد المكان أو الاهتمام أو الرعاية الكاملة في وقت يتمتع الصحفيون الكبار والقدامى وممن يعملون في أكثر من وظيفة كل الاهتمام والرعاية على كافة الصعد.
وطالب بمنح نقابة الصحفيين الحرية الكاملة للعمل في قطاع غزة من أجل تحسين الواقع الصحفي وتنظيمه.
أما الصحفي أسعد الغول متطوع في الإعلام المجتمعي فيرى أن الحصار وإغلاق المعابر يشكلان العقبة الأكبر أمام حرية الصحفيين.
وأشار الغول إلى وجود انتهاكات بحق الصحافيين تمارسها الحكومة ومؤسسات أخرى.
وعبر الغول عن أمله في أن تنجح المصالحة الداخلية في تحسين واقع الصحفيين الجدد وتوفير فرص عمل لهم. فتح آفاق جديدة أما الصحفي صخر أبو العون فشدد على ضرورة فتح مجال وآفاق للجيل الجديد للحصول على الفرصة بالعمل والإبداع، مستنكراً استغلال المؤسسات الإعلامية للصحافيين الجدد.
وقال أبو العون في تصريحات لصحيفة "الأيام" المحلية إنه لا يجوز تدريب الصحفي أو تطويعه لسنوات دون تسوية أوضاعه الوظيفية، مشيراً إلى وجود زمن محدد للعمل التطوعي والتدريب.
وشدد على ضرورة تفعيل دور نقابة الصحافيين وإعطائها الحرية الكاملة للعمل في غزة، وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي.
وطالب أبو العون بسن قانون لتحديد الحد الأدنى لأجور الصحافيين وفتح المجال والفرصة للعمل في المؤسسات الوطنية.
كما طالب بفتح المؤسسات الإعلامية المحلية المغلقة في قطاع غزة حتى تتمكن من استيعاب أعداد كبيرة من الإعلاميين.
وانتقد أبو العون الزيادة غير المنظمة في المواقع الإخبارية والالكترونية في قطاع غزة.
وطالب أبو العون الجامعات بابتكار تخصصات إعلامية بما بتناسب والتطور التكنولوجي وعلوم الاتصالات، كما طالبها بتقنين عملية انتساب الطلبة لكليات الإعلام وأقسام الصحافة والإعلام.
وأوضح أبو العون أن الجامعات تخرج أعداد هائلة من الصحفيين الجدد تزيد عن حاجة المؤسسات الإعلامية والسوق المحلية.
منح نقابة الصحفيين حرية العمل ورفع القيود
من جانبه أكد شريف النيرب عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين أن النقابة هي حاضنة كل الصحفيين وترفض استغلال المؤسسات الإعلامية للصحفيين الجدد سواء من خلال التطوع طويل المدى أو التشغيل بدون أجر أو راتب.
واعترف النيرب خلال حديث مع "الأيام" أن فرض المزيد من القيود على حرية عمل النقابة في قطاع غزة يحد من قدرتها على ممارسة عملها في حماية هذه الفئة من الصحفيين التي تتزايد أعدادها بشكل كبير جداً، داعياً إلى إنهاء هذه القيود وإعادة فتح مقر النقابة والسماح لها بحرية العمل لخدمة هذه الشريحة.
وحمل الشريف المسؤولية في ارتفاع عدد الصحفيين الجدد إلى السياسية الأكاديمية في الجامعات والتي لا تضع حد لعدد الخريجين سنوياً.
وأكد استعداد النقابة على إجراء انتخابات مبكرة لتوحيد الجسم الصحفي بما يخدم الواقع الإعلامي.


74
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد