بمشاركة وفد من رام الله: اختتام أسبوع الطفولة الترفيهي في غزة

غزة / سوا/ اختتمت جمعية المستقبل للتنمية والبيئة بالتعاون مع اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات وجمعية الكرمل للثقافة وتنمية المجتمع، أسبوع الطفولة الترفيهي بمشاركة الكاتبة أحلام بشارات رئيسة قسم أدب الأطفال في وزارة الثقافة والحكواتية عزة جبر رئيسة قسم المكتبات في بلدية البيرة بمدينة رام الله .

ووصلت الكاتبة بشارات والحكواتية جبر إلى قطاع غزة قادمتين من رام الله عبر حاجز إيرز المحتل، لتنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات التي تتعلق في أدب الأطفال والقصة الشعبية والحكواتية والألعاب مع عديد المؤسسات العاملة في مجال الطفولة إلى جانب تنفيذ زيارات ميدانية تفقدية خاصة المناطق المتضررة جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة .

وقال منسق الفعاليات الشاعر عمر فارس أبو شاويش، أن أسبوع الطفولة الترفيهي هو نشاط للأطفال في قطاع غزة، تنفذه جمعية المستقبل بالتعاون مع اللجنة الشعبية بالنصيرات وجمعية الكرمل، بمشاركة الكاتبة أحلام بشارات والحكواتية عزة جبر من رام الله، يهدف إلى التخفيف من معاناة الأطفال ودمجهم بواقع حياتي ينسجم مع أعمارهم وأحلامهم البسيطة بعيداً عن أجواء العنف والنزاعات والحروب .

وبيّن أبو شاويش أن مشاركة بشارات وجبر لها دلالات كبيرة، أبرزها أن الوطن واحد مترابط ومتماسك بين أبناء شعبه، وقد ترك هذا الأمر أثراً كبيراً في نفوسنا، بأن يشاركونا ويشاركوا أطفالنا وصغارنا الفرح واللعب وتعبير الأطفال عن مهاراتهم وإبداعاتهم في الفنون والأدب .

وبدأ الوفد جولته بزيارة المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، وجمعية المستقبل للتنمية والبيئة واللجنة الشعبية للاجئين بمخيم النصيرات، ثم انطلق في جولة تفقديه للمتضررين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في بلدة خزاعة شرقي مدينة خانيونس للاطمئنان عليهم وعلى أوضاعهم والتضامن معهم .

ورحب الصحفي فتحي صباح رئيس المعهد الفلسطيني بالناشطتين الحكواتية عزة جبر والكاتبة أحلام بشارات، وقال أن المساحة التي أتيحت لنا بأن نلتقي بأهلنا من رام الله رغم حواجز وعراقيل الاحتلال، هي مساحة تعزز لدينا ثقافة الانتماء وتعزز لدينا الأفق بأن الوطن واحد والاحتلال زائل لا محالة .

فيما رحب توفيق البابلي رئيس جمعية المستقبل بالوفد، وأعرب عن سعادته بمشاركة بشارات وجبر في أسبوع الطفولة الترفيهي، الأمر الذي يضفي رونقاً وطنياً وأخلاقياً، إلى جانب سعادة وفرح الأطفال .

وأكد أن وصول الوفد من رام الله له معانٍ مختلفة، يساهم من رفعة وسمو الأسبوع الترفيهي، نظراً لخصوصية مشاركة الوفد القادم من الشق الثاني من الوطن، وهذا يعتبر مقاومة جديدة بأسلوب جديد، عبر الفن والأدب والثقافة واللعب .

ونفذت الكاتبة أحلام بشارات والحكواتية عزة جبر عدة أنشطة وفعاليات على مدار أسبوع الطفولة الترفيهي، شملت تنفيذ قراءة شعبية وحكواتية وألعاب ترفيهية وفنية مختلفة وتدريبات في الكتابة الإبداعية وأدب الأطفال، في مكتبة جمعية المغازي للتأهيل المجتمعي، ومركز العائلة التابع لمؤسسة تامر في حي الشجاعية، ومركز القطان للطفل في غزة .

والتقت الكاتبة أحلام بشارات مع فريق يراعات بمؤسسة تامر وتحدثت عن تجربتها الأدبية وعن كتابها الجديد شجرة البونسيانا، فيما التقت الحكواتية عزة جبر بعدد من أمناء المكتبات والمنشطين الشباب من جمعيات مختلفة، في جمعية الشبان المسيحية للحديث عن تجربتها في العمل داخل أقسام المكتبات وتجربتها الحكواتية مع الأطفال .

وقال خالد السراج رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات، أن أسبوع الطفولة الترفيهي، حقق نجاحات واضحة وأهدافه المرجوة، شاكراً الحكواتية عزة جبر والكاتبة أحلام بشارات القادمتين من رام الله، على مشاركتهن الفعّالة في أسبوع الطفولة، واصفاً الأمر بأنه يعبر عن أصالة أبناء شعبنا في الضفة الغربية في مشاركة أبناء القطاع لا سيما الأطفال، والتخفيف عنهم والتضامن معهم .

وأكد أن الوفد لم يأتِ للمشاركة في أنشطة للطفولة فحسب، إنما نقل رسالة أبناء شعبنا من الضفة الغربية بأننا شعب متماسك ومترابط، فرحنا واحد وألمنا واحد، ولهذا نضع الكاتبة بشارات والحكواتية جبر فوق رؤوسنا على هذهِ المشاركة الثمينة .

وزار الوفد الفنان التشكيلي الشاب الصاعد محمد قريقع في منزل بحي الشجاعية، لدعمه وتشجيع موهبته وقدراته الإبداعية، كما التقى الوفد بعديد الكتّاب والأدباء والنشطاء والمثقفين في قطاع غزة .

كما زار الوفد مؤسسة فلسطينيات في قطاع غزة، وشارك في الحملة الوطنية التي تحث على ضرورة تبادل الزيارات في الضفة وغزة وأن من حق أبناء شعبنا حرية التنقل والحركة وزيارة المدن .

وقالت الكاتبة أحلام بشارات " كانت هذه الزيارة تأكيداً على رغبة الفلسطيني الدائمة، وقدرته، في الوقت نفسه، على تجاوز الحواجز التي يقيمها الاحتلال والانقسام معاً، إنها انتصار للفن وللقيم الإنسانية على الحروب وما تسببه من أحزان .

وأضافت بشارات " في أي مكان تلتقي فيه بالأطفال تصير مهمتك الوحيدة هي ما يحدث فعلاً، أن يشترك الجميع في حالة من الفرح، مع أطفال غزة تصير المهمة مضاعفة، إنها أن تستعيدهم من ذاكرة الموت ومشاهد الحرب والدمار أولاً، ثم تغسل وجوههم من غبار الحزن، ثم تغني معهم، وهكذا سيغيرون رأيهم، بدواء الموسيقى واللعب، سيفكرون بأن يصيروا لاعبي كرة قدم، مهندسين، رائدي فضاء، شعراء، بعد أن كانت فكرة الموت تسيطر على أحلامهم .

وبيّنت بشارات " غزة تشهد حالة إبداعية خاصة، أكبر من عمر حامليها، وأكبر من فكرة الإبداع ذاته، إنها الطريق الوحيدة التي يعبر عبرها الشباب إلى الحياة، في مكان مغلق ومحاصر من ثلاث جهات بالأسلاك الشائكة، ومن الرابعة بالبحر، البحر نافذة غزة الوحيدة وبوابتها في آن " .

وأوضحت " الحفاوة التي يلقى بها أهل غزة ضيوفهم حفاوة لا يمكن مجاراتها سوى بوقوع الضيف في حفاوة المضيف، بطعم السمك، ورائحة البهارات، ومذاق الشطة الغزيّة، إنها حفاوة رافقتنا من نقطة العبور قادمتين إلى غزة إلى نقطة العبور في طريق العودة إلى الضفة الغربية عبر حاجز قلنديا الاحتلالي، حواجز كثيرة لم تدم، لقد قتلتها حفاوة غزة، الأهل والأصدقاء .

فيما قالت الحكواتية عزة جبر أن زيارتها لقطاع غزة كان حلم لها وأصبح حقيقة، معتبرةً مشاركتها في أسبوع الطفولة الترفيهي في قطاع غزة، خطوة غمرتها بالفرحة والسعادة وتركت أثراً كبيراً في نفسها .

ورأت جبر أن الزيارة غيّرت مفاهيم مختلفة، أبرزها هو فكرة عدمية زيارة غزة والالتقاء بأبناء شعبنا والصعوبة التي كانت تعزل الشعب الواحد في الوطن الواحد، إلا أن الزيارة عززت لديها أن لا شيء صعب أمام الإرادة والسعي خلف الطموح والفكرة .

وقالت " لكل شيء في قطاع غزة مكانة كبيرة، لقد تعلمت الكثير من العبر، وتمعنت في الكثير من المواقف التي كانت شاهداً حقيقياً على شعب مليء بالحيوية والإنسانية ودائم العطاء والحب " .

وأضحت أن مشاركتها في أسبوع الطفولة في غزة، من أهم وأبرز المحطات في حياتها الشخصية والمهنية، مؤكدةً أنها ستواصل زياراتها إلى القطاع إن أتيحت لها الفرصة، للوقوف إلى جانب أبناء شعبنا وتعزيز قدراتهم وطموحاتهم وأحلامهم .

ووقعت الكاتبة أحلام بشارات كتاب " شجرة البونسيانا " في قاعة فندق آدم بمدينة غزة، بمشاركة لفيف واسع من الكتاب والأدباء والنقّاد والمثقفين والصحفيين وجمهور الأدب في قطاع غزة .

وجرى في ختام أسبوع الطفولة الترفيهي، تكريم الكاتبة أحلام بشارات والحكواتية عزة جبر في مقر جمعية المستقبل بمخيم النصيرات، تقديراً لجهودهنّ ودورهنّ المرموق في إنجاح فعاليات وأنشطة الأسبوع الترفيهي .

الجدير بالذكر، قامت إدارة فندق آدم بمنح اسم كتاب " شجرة البونسيانا " للكاتبة أحلام بشارات على أحد قاعات الفندق المتخصصة بالأنشطة والفعاليات الثقافية، وقامت الإدارة بوضع نسخة من الكتاب في صندوق زجاجي معلق على الحائط في مدخل القاعة .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد