الجبهة الشعبية تصدر بيانًا في ذكرى وعد بلفور
أصدرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين اليوم الثلاثاء 1 نوفمبر 2022، بيانًا صحفيًا في ذكرى مرور 105 سنوات على إصدار وعد بلفور.
وجاء نص البيان كاملا كما ورد سوا وفق ما يلي:
بيان صادر عن الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في ذكرى مرور 105 سنوات على إصدار وعد/ تصريح بلفور
يا أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.. يا أحرار العالم..
يصادف اليوم مرور 105 سنة على إصدار بريطانيا الاستعمارية وعد/ تصريح بلفور، الذي قدمه وزير خارجيتها آرثر جيمس بلفور للورد والمصرفي اليهودي الصهيوني ليونيل روتشيلد، والذي بموجبه منح لليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين وعلى حساب شعبها، والذي هيأت له بريطانيا كل سبل تثبيته على الأرض من خلال دعمها للحركة الصهيونية ومؤسساتها السياسية والعسكرية والمالية، وتسهيل غزو طلائع المهاجرين الصهاينة، والتي تعامل معهم الوعد/التصريح، باعتبارهم شعبًا وليسوا جاليات منتشرة في بلدان العالم، في حين عدَّ سكان فلسطين طوائف، وليسوا شعبًا له مكونات ومقومات القومية بكل مركباتها، كما ضمنت بريطانيا الاستعمارية لليهود الصهاينة أن يصبح التصريح قرارًا دوليًا من خلال إقرار صك الانتداب في العام 1922 على يد عصبة الأمم، وصولًا إلى ارتكاب أبشع مجازر التطهير العرقي وضرب الوجود المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني على أرض وطنه، والتي تأسس عليها التهجير واللجوء وكل صنوف المعاناة والقهر والعذاب المستمرة منذ ما يزيد عن قرن من الزمان.
إن المراجعة التاريخية لهذا الوعد/ التصريح، والتدقيق في أبعاده ومراميه وأهدافه، وقبل ذلك صدوره بعد اتفاقية سايكس - بيكو التجزيئية للوطن العربي بعام، والتي من خلالها تقاسمته بين الدول الاستعمارية، وبالذات: بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية؛ توصلنا إلى أن نتائجه وآثاره وتداعياته لم تقف حدودها على الشعب الفلسطيني وعنده، بل الشعوب العربية كافة، وإلى عموم منطقة "الشرق الأوسط" بالمعنى الأبعد والأشمل، وإن ارتكز الوجود المادي لهذا التصريح على وجود دولة الغزو والعدوان الصهيوني على الأرض الفلسطينية. وعليه؛ فإن هذا الوعد/التصريح، لم يكن وليد ساعته، بل كان عبارة عن خلاصة فكرية وسياسية لمشاريع استيلائية استعمارية اقتلاعية للمنطقة وشعوبها، وفي القلب منها الوطن العربي؛ وضعتها أكبر الدول الاستعمارية في ذلك الزمان، حيث تلاقت أطماع وطموحات قادة الحركة الصهيونية مع المشروع الاستعماري الكولونيالي الغربي، بهدف جعل دولة اليهود عازلة وناهبة وحاجزة في المنطقة، في محاولة لمنع التوحيد القومي للأمة العربية ولجغرافية الوطن العربي، ونهب خيراته وثرواته وموارده الطبيعية، واحتجاز تطور شعوبه، وهذا ما حرصت الدول الاستعمارية – الإمبريالية الصاعدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية؛ المحافظة عليه، باعتبارها وريثة "شرعية" للاستعمار القديم، وأمعنت في تثبيت أركان هذا الوعد/التصريح في مجمل سياساتها المتعلقة بفلسطين والوطن العربي.
يا أبناء شعبنا وأمتنا
إن هذا الترابط التاريخي العضوي الذي نشاهده ونلمسه ونكتوي بناره اليوم، بين الاستعمار والإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية (معسكر الأعداء)، في شن حروبها على بلداننا وشعوبنا، وارتكاب المجازر بحقها، وإخضاعها للهيمنة والسيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية الكاملة، وتجاوز حقوقنا الطبيعية في أرض وطننا ومقدراتنا، وجعلنا نهبًا للحروب البينية وحروب الوكالة، والإفقار والجوع، وتغييب العدالة الاجتماعية، وإهدار الحقوق السياسية والكرامة الإنسانية، وتفشي الجهل والأمية، والانقسامات الإثنية والطائفية والمذهبية... والاستثمار في كل ذلك لتطبيع الوجود الصهيوني من خلال اتفاقات المساومة والاستسلام والخيانة؛ من كامب ديفيد مرورًا بأوسلو وليس انتهاء بالاتفاقيات الإبراهيمية التي أعرب فيها النظام الرسمي العربي بغالبيته عن طبيعة بنيته وجوهر معاداته لقضايا تحرر شعوبنا الوطنية والقومية والطبقية، وهنا يجب أن نُعلي من كل أدوات الرفض والمواجهة معه على الصعد الوطنية والقومية كافة، وهذا مناط بالقوى والأحزاب والتكتلات والمؤسسات المجتمعية والقواعد الشعبية الوطنية والتقدمية، على طريق بناء الجبهة العربية الموحدة لمواجهة التطبيع والتصفية، وإرجاع الحقوق العربية كافة إلى أصحابها الأصلانيين: شعوب الأمة لا غيرها.
أبناء أمتنا العربية.. أحرار العالم..
إنّ شعبنا الفلسطيني الذي لم يسكن لحظة أمام المشروع والغزو والوجود الصهيوني وقاومه منذ طلائع مهاجريه الأولى قبل مئة وثلاثين سنة، وما يزال يقدم المآثر البطولية والتضحيات العظيمة، ويجترح كل وسائل وأدوات إدامة كفاحه الوطني المديد ومقاومته الباسلة، منذ طلائع الثوار الأوائل في قرية ملبس الفلسطينية وعكا وحيفا والقسطل ودير ياسين... مرورًا بتجربته الثورية في مواقع اللجوء والشتات من الأردن ولبنان وسوريا... تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وأهدافها التحررية.. إلى المعارك المشهود لها والانتفاضات الشعبية في الأرض المحتلة وصولًا إلى كتيبتي جنين وبلاطة وعرين الأسود ب نابلس ، بما تمثله من امتداد طبيعي للشرعية الكفاحية التي تأسست وتتأسس في ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني، وتعبر في الوقت ذاته؛ عن الروحية الكفاحية المتأصلة في الشعب الفلسطيني وأبنائه؛ رغم الأزمة الوطنية العامة التي تعصف بحالتنا الفلسطينية، وتراجع دور قواه وتنظيماته المُنظم، والانقسام في السلطة وعليها، والذي لم يعد كافيًا لتجاوزها تكرار القول بها، بل ضرورة التداعي لمراجعة وطنية شاملة؛ نقف من خلالها على أخطائنا وإنجازاتنا للتجاوز والتركيم، وإعادة الاعتبار لمشروعنا الوطني التحرري، وأدواته الكفاحية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والتي يجب إعادة بناء مؤسساتها بشكل ديمقراطي جماعي، كمدخل أساسي لإنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي القائمة، وإرساء مداميك الوحدة الوطنية والشراكة السياسية، على أساس برنامج وطني واجتماعي تحرري وديمقراطي، والاستثمار في طاقات شعبنا وكفاءاته التي تبدع وتخلق أدوات فعلها الكفاحي، وإعلاء صوت وفعل المقاومة بأشكالها كافة؛ على طريق إنجاز أهدافنا وحقوقنا الوطنية التاريخية.
إنّ مواجهتنا لوعد/ تصريح بلفور، والضغط والتأثير على القوى الاستعمارية التي سنته، وإلحاق الهزيمة الساحقة بمشروعها الإمبريالي – الصهيوني؛ يحتاج لتضافر الجهود الوطنية والقومية والأممية كافة، وهنا موقع ودور الشعب الفلسطيني وقواه ومؤسساته الوطنية الأساسية، وهو موقع محوري ومسؤولية تاريخية لا تؤجل.
الخزي والعار للقوى الاستعماريّة والإمبرياليّة والصهيونيّة
الخزي والعار للرجعية والخونة والمستسلمين
المجد لشعوبنا المكافحة والمناضلة من أجل حقوقها واستقلالها وسيادتها
المجد للشهداء.. والحرية للأسرى.. والشفاء للجرحى.. والنصر حتمًا حليف شعبنا
الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين
دائرة الإعلام المركزي
01/11/2022
--