ماذا قال الرئيس الصيني قبيل اجتماع مرتقب مع بايدن؟

الرئيس الصيني شي جين بينج

قال الرئيس الصيني شي جين بينج، قبيل اجتماع مرتقب مع نظيره الأميركي جو بايدن في قمة مجموعة الـ 20 الشهر المقبل في إندونيسا، إن بلاده "مستعدة" للعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد طرق للتوافق.

وأوضح شي في رسالته وجهها أمس إلى اللجنة الوطنية بشأن العشاء السنوي للعلاقات الأميركية الصينية، إن "التواصل الأفضل بين البلدين سيعزز السلام والتنمية العالميين".

وتركت تعليقات شي "نبرة تصالحية" بعد اختتام مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأسبوع الماضي، إذ حصل على فترة ولاية ثالثة، ووعد أن الصين ستقف على موقفها في عالم أكثر عدائية.

وكررت تصريحات شي كررت صدى رسالته في الحفل ذاته العام الماضي، والذي جاء قبل قمة افتراضية مع بايدن نوفمبر الماضي. ومع ذلك، فإن شي يسعى إلى محاولة الحفاظ على العلاقات، رغم الخلافات المتعلقة بتايوان، واستجابة بكين للغزو الروسي ضد أوكرانيا، وقضية تصنيع الرقائق. ووفقاً لما أوردته وكالة "بلومبرغ".

بايدن: لا للصراع

وقال بايدن من جهته، في خطاب وُجه إلى قادة وزارة الدفاع، الأربعاء، أنه حتى مع احتفاظ الولايات المتحدة بميزتها العسكرية على الصين، فإن بلاده "لا تسعى للصراع"، مضيفاً: "ستكون هناك منافسة شديدة، لكن لا داعي لوجود صراع".

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن الإدارة "ستُبقي على خطوط الاتصال المفتوحة"، موضحاً أن الفرق "لا تزال تعمل على عقد اجتماع محتمل بين شي وبايدن"، عندما يجتمع قادة العالم في اجتماع مجموعة الـ 20.

"الاستيلاء على تايوان"

وتعتبر قضية تايوان من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، إذ تتهم واشنطن بكين بمحاولة كسر الوضع القائم في الجزيرة.

وأعاد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن هذه الاتهامات في مقابلة مع "بلومبرغ" الأربعاء، قائلاً إن الصين ترفض الوضع القائم بحكم الأمر الواقع منذ فترة طويلة في تايوان، مكرراً تقييماً سابقاً بأن بكين تسرّع جدولها الزمني للاستيلاء على الجزيرة.

وأضاف بلينكن أن الوضع القائم منذ أربعة عقود والذي تعترف فيه الولايات المتحدة ببكين فقط لكنها تزوّد الجزيرة بأسلحة للدفاع عن نفسها، قد "ساعد في ضمان عدم اندلاع نزاع بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان".

وتابع: "ما تغيّر هو التالي: قرار اتخذته الحكومة في بكين بأن الوضع القائم لم يعد مقبولاً، وأنهم يريدون تسريع العملية التي سيواصلون من خلالها إعادة التوحيد".

وأضاف أن الصين استخدمت "الإكراه وجعل الحياة صعبة بطرق متنوعة في تايوان، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تسريع إعادة التوحيد، وأيضاً في حال لم ينجح ذلك تمسكت بإمكانية استخدام القوة لتحقيق أهدافها".

ونوه بلينكن الذي أعطى تقييماً مشابهاً في ندوة سابقة له في "جامعة ستانفورد"، الى نشر بكين لقوات وإجراء مناورات عسكرية كبيرة في أغسطس، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

وأشار الى أن الوضع القائم سمح أيضاً بازدهار تايوان التي أصبحت قوة مهيمنة عالمياً في مجال تصنيع أشباه الموصلات الحيوية لصناعة السيارات والأجهزة الإلكترونيات، و"إذا تعطل ذلك لأي سبب من الأسباب، فسيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي".

وأضاف أن ممارسة الضغوط على تايوان "يجب أن يكون مصدر قلق ليس فقط للولايات المتحدة أو دول المنطقة، بل أيضاً في جميع أنحاء العالم".

وتعد الصين أن تايوان البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، جزء من أراضيها، وتعهدت بإعادتها إلى سيادتها ولو بالقوة. وتُعارض بكين أي مبادرة من شأنها منح السلطات التايوانيّة شرعية دولية، وأي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخرى.

وقال وزير خارجية تايوان جوزيف وو في وقت سابق الأربعاء، إنه يتوقع أن يبذل المسؤولون الصينيون في عهد شي جهوداً أكبر لتجريد تايبيه من آخر حلفائها، مضيفاً: "من المعقول أن يصبح وضعنا الدبلوماسي أكثر كآبة".

"تحقيق الوحدة"

من جهتها، قالت الصين إنها اتخذت "خطوة تاريخية" نحو تحقيق الوحدة مع تايوان، وذلك بعد أيام من اختتام الحزب الشيوعي الحاكم مؤتمره الـ 20.

ونقلت "بلومبرغ" عن ما شياوجوانج، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني، قوله في إفادة صحافية دورية، الأربعاء: "إننا أقرب من أي وقت مضى في التاريخ، وأكثر ثقة وقدرة على الإطلاق على تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية".

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، في رد ما على سؤال بشأن الخطاب السياسي الموسع الذي ألقاه شي في بداية المؤتمر الذي اختتم أعماله السبت، وأدرج الحزب إشارة في ميثاقه تشير إلى معارضة بكين لاستقلال تايوان.

وتلتزم الوثيقة الآن بـ"معارضة الاستقلال التايواني بكل حزم واحتوائه، إلى جانب الدفع قدماً بنموذج دولة واحدة ونظامين"، الذي اقترحته بكين في ما يتعلق بتايوان.

المصدر : وكالة سوا - الشرق

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد