ما هو مرض الحبسة الكلامية؟

مرض الحبسة الكلامية

مرض الحبسة الكلامية ، هو حالة يفقد فيها الشخص قدرته على التواصل مع الآخرين سواء بشكل كلي أو جزئي، حيث أنها تؤثر على التحدث والكتابة وفهم اللغة.

وتنشأ الحبسة الكلامية بالغالب نتيجة تلف منطقة أو أكثر من مناطق اللغة في الدماغ، في الغالب نتيجة حدوث سكتة دماغية. وتحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ نتيجة تجلط الدم، أو تسريب أو انفجار في الأوعية الدموية؛ فتموت خلايا الدماغ عندما لا تحصل على إمداداتها الطبيعية من الدم الذي يحمل الأكسجين والعناصر الغذائية الهامة، بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى.

وتعتمد شدة الحبسة على عدة عوامل، أبرزها: سبب ومدى تلف الدماغ، وبالتالي قد يتراوح الضعف في هذه القدرات ما بين الخفيف والشديد جدًا، ويمكن أن تحدث الحبسة الكلامية لأي شخص من أي عمر ولكنها أكثر شيوعًا لدى كبار السن.

وفي هذا التقرير سنتعرف سوياً على أنواع الحبسة الكلامية وأسبابها، وعلى أعراض الحبسة الكلامية وطرق تشخيصها ومضاعفاتها، فيما نستعرض طرق العلاج والوقاية من مرض الحبسة الكلامية.

أنواع مرض الحبسة الكلامية

تختلف أنماط الحبسة الكلامية، والتي تشمل الآتي:

1. الحبسة التعبيرية

وتسمى أيضًا بحبسة بروكا (Broca's Aphasia)، حيث أن الأشخاص المصابين بهذا النمط يفهمون ما يقوله الآخرين أفضل مما يمكنهم التحدث، وفي الغالب يعانون من فقدان القدرة على الكلام والتحدث بجمل قصيرة جدًا.

كما أنهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بشلل أو ضعف في الجانب الأيمن.

2. الحبسة الشاملة

ويطلق عليها حبسة فيرنيك (Wernicke's aphasia)، حيث أن الأشخاص المصابين بهذا النمط يتحدثون بسهولة وطلاقة لكن بجمل طويلة ومعقدة وغير مفهومة ولا معنى لها، وغالبًا لا يفهمون اللغة المنطوقة جيدًا ولا يدركون أن الآخرين لا يستطيعون فهمهم.

3. الحبسة العامة

يتميز هذا النمط بضعف الفهم وصعوبة تكوين الكلمات والجمل، حيث أن هذا النمط ينتج بسبب أضرار بالغة لشكبات اللغة في الدماغ، وفي الغالب يعاني المصابين بهذه الحبسة من إعاقات شديدة في الفهم والتعبير.

أسباب الحبسة الكلامية

السكتة الدماغية: يعد السبب الأكثر شيوعًا للحبسة هو تلف الدماغ الناتج عن السكتة الدماغية، حيث أنه يؤدي فقدان الدم إلى الدماغ إلى موت خلايا الدماغ أو تلف المناطق التي تتحكم في اللغة.

إصابة في الرأس: تؤدي بعض إصابات الرأس إلى تلف الدماغ والذي بدوره قد يؤدي لفقدان القدرة على الكلام، وقد تحدث هذه الحبسة عادةً مع مشكلات أخرى، مثل: مشكلات في الذاكرة.

تدهور شبكات اللغة تدريجيًا: الحبسة التقدمية الأولية يستخدم هذا المصطلح لصعوبة اللغة التي تتطور تدريجيًا، حيث أن خلايا الدماغ الموجودة في شبكات اللغة تتدهور بشكل تدريجي.

نوبة إقفارية عابرة: تسبب هذه الحالة حبسة كلامية مؤقتة، حيث أنه يتم انقطاع الدم عن الدماغ بشكل مؤقت.

أسباب أخرى: مثل: الخرف، وتكون ورم في المخ، والعدوى، والاضطراب العصبي.

أعراض مرض الحبسة الكلامية

عدم إكمال الجملة أو التحدث بجمل قصيرة.

استخدام جمل لا يوجد لها معنى وغير مفهومة.

عدم استخدام الكلمة الصحيحة واستبدالها بأخرى.

التحدث بكلمات لا يمكن فهمها.

استخدام الكلمات بترتيب خاطئ.

استخدام جمل لا معنى لها أثناء الكتابة.

صعوبة فهم المحادثة.

صعوبة القراءة.

طرق تشخيص الحبسة الكلامية

في البداية يقوم الطبيب للتحقق من فقدان القدرة على الكلام باختبار قدرة المريض على اتباع الأوامر، والمشاركة في الحديث، والإجابة عن الأسئلة، وكتابة كلمات.

ثم يوصي ببعض الاختبارات التصويرية لتأكيد التشخيص وتحديد مكان وشدة تلف الدماغ، ومن أبرز هذه الاختبارات:

التصوير بالرنين المغناطيسي.

التصوير المقطعي المحوسب.

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

علاج مرض الحبسة الكلامية

في الغالب يوصي الطبيب بعلاج النطق واللغة وبعض العلاجات الأخرى لعلاج الحبسة الكلامية وعادةً ما يستمر هذا العلاج ببطء وبشكل تدريجي، وقد تتضكم خطة العلاج:

1. تأهيل النطق واللغة

يهدف علاج النطق واللغة لتحسين قدرة الشخص على التواصل لاستعادة أكبر قدر من اللغة، وتشمل: أداء تمارين معينة لتحسين مهارات الاتصال، تعلم استخدام أشكال الاتصال الأخرى، مثل: الإيماءات، والرسومات.

2. تعليم طرق الاتصال البديلة

يتم من خلال العلاج إيجاد طرق مختلفة للتواصل، حيث أنه قد يتم استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية المصممة خصيصًا لتقديم الاتصال الصوتي، حيث أنه يتم إنشاء صوتًا بواسطة الكمبيوتر يمكن التواصل من خلاله.

3. تناول الأدوية

تُجرى حاليًا دراسات حول بعض الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الحبسة الكلامية، حيث أنها تساعد في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتعزز من قدرة الدماغ على التعافي، ومن أبرز هذه الأدوية: ميمانتين (Memantine).

مضاعفات الحبسة الكلامية

قد تؤدي الحبسة الكلامية إلى التأثير على شعور الشخص وتعاملاته مع الأشخاص الآخرين مما يؤدي لحدوث بعض المضاعفات، مثل: العزلة والوحدة، القلق، الاكتئاب وانخفاض جودة الحياة.

طرق الوقاية من الحبسة الكلامية

بشكل عام لا يمكن الوقاية من الإصابة بالحبسة الكلامية، ومع ذلك يمكن اتخاذ بعض الخطوات الوقائية من الأسباب المؤدية للحبسة، مثل: السكتة الدماغية، وتشمل:

اتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على صحة الدماغ قدر الإمكان.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على الوزن الصحي.

الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم الجيد لتعزيز صحة الدماغ.

الإقلاع عن التدخين والحد من شرب الكحول، حيث أنها تؤثر على صحة الدماغ.

الحفاظ على مستويات الكولسترول والسكري وضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك فرق الفرق بين الحبسة الكلامية والتلعثم في أن الأولى تتمثل في صعوبة فهم الكلام والتحدث أو النطق بشكل كلي أو جزئي، أما الثانية فهي مشكلة تتمثل في تكرار بعض أحرف الكلام، أو التداخل الصوتي عند التحدث مما يجعل الكلام غير واضح.

المصدر : وكالة سوا- وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد