حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذاهب الأربعة – حلال أم حرام ؟

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذاهب الأربعة – حلال أم حرام ؟

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذاهب الأربعة – حلال أم حرام ، إذ يصادف اليوم السبت الموافق 8 أكتوبر 2022 ، 12 ربيع الأول 1444 ذكرى تاريخ المولد النبوي والذي تكون فيه إجازة رسمية مصادق عليها رسميا من قبل الجهات الحكومية ، إذ تقيم بعض الطوائف والجاليات طقوسا للاحتفال بالمولد النبوي.

وتشهد محركات البحث نشاطا كبيرا في هذا الوقت للبحث عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذاهب الأربعة ، وهل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2022 حلال أم حرام ، وذلك في ظل كثير من المعلومات المضللة المنتشرة على المنصات والمواقع الدينية.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذاهب الأربعة

وتستعرض لكم وكالة سوا الإخبارية في هذا المقال حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذاهب الأربعة وهي المالكية والجنبلية والشافعية والحنفية ، وكذلك سنجيب على سؤال هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حلال أم حرام وفقا لرأي أهل الدين والشريعة.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي

يرى المذهب المالكي أنه بدعة لا يجوز أن يتم الاحتفال بهذا اليوم، وهو في ذلك يرى أنه لا يوجد دليل واحد يمكن الإثبات به أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد احتفل بأي يوم من الأيام أو في أي سنة بعيد مولده الشريف كما هو الحال أيضًا بالنسبة للصحابة والتابعين.

مما يعني أن الأخذ باحتفال هذا اليوم من وجهة نظر المذهب المالكي يعتبر أمر غير مقبول ولا يمكن اعتباره إلا أنه بدعة قد اتخذها الناس دون وجود إثبات لها أو سند يمكن الرجوع إليه.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب الحنفي

كذلك كان الحال بالنسبة للمذهب الحنفي تجاه إمكانية الاحتفال بيوم المولد النبوي من عدمه، فليس لنا أي علم برائي الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت بهذا.

بناءً على حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة فيمكن القول إن الاحتفال بهذا اليوم يعتبر بدعة لا يمكن العمل بها ولا يوجد لها أي دليل، وحتى لم يُفعل هذا في عهد الخلفاء الراشدين أو حتى التابعين لهم، ولم يقول أي مذهب من المذاهب الأربعة أن هذا اليوم مباح فيه الاحتفال، فبعضهم لم يرد به الذكر ومنهم من يرى أنه بدعه، ومن هذا المنطلق لا يمكن الاحتفال بهذا اليوم.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي حسب المذهب الحنبلي

لم يتم ذكر أي شيء في المذهب الحنبلي حول مدى صحة الاحتفال بهذا اليوم من عدمه، لكن بعض اتباع هذا المذهب من الحنابلة قالوا إن الاحتفال بهذا اليوم غرضه فقط التذكرة وليس بقصد الاحتفال أو التعظيم المبالغ فيه كما يظن بعض المذاهب الأخرى.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب الشافعي

على نفس النهج الذي سار عليه المذهب المالكي كان نفس ما قاله المذهب الشافعي بما فيه أنه بدعة ولا يوجد أصل أو دلالة لهذا اليوم بالاحتفال ذكرت في السنة أو في القرآن الكريم، وبالتالي لو وجود إسناد لها يمكن أن يقول أن هذا الأمر مباح.

أقوال العلماء في جواز الاحتفال بالمولد النبوي

على جانب آخر تعددت أراء العلماء والشيوخ حول مسألة حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة، كما أن بعضهم قد رجح إمكانية الاحتفال ولكن عن طريق قراءة القرآن وقول الأحاديث النبوية، وليس بصيغة التعظيم أو ذكر أحد الصفات التي توقع صاحبها في فخ الشرك نتيجة للحب الزائد للرسول.

كما أن بعض الشيوخ قالوا إن الهدف من هذا الاحتفال هو فقط إحياء شعائر الدين الإسلامي وليس القصد منه هو الاحتفال بعينه، ومن أقوال الذين أجازوا الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي الشريف:

الشيخ محمد متولي الشعراوي: قال إن هذا الاحتفال هو أحد السمات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق ويستحق الفرح بقدومه والتبجيل بشأن يوم ولادته، ويحق للمسلم أن يظهر معالم الشعور والفرح بهذا اليوم.

الشيخ محمد ال نابلس ي: يرى أن الاحتفال بهذا اليوم يعتبر ذكرى لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن ليس في يوم معين دون غيره، ويمكن اتخاذه قصد كصورة من صور الدعوة إلى عبادة الله بالالتزام بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

الدّكتور نوح القضاة: كان من أحد مؤيدي حق المسلم في إمكانية الاحتفال بيوم المولد النبوي بقصد محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي هو أعظم وأشرف الخلق، وهو واحد من أعظم النعم التي أعطاها الله سبحانه وتعالى إلى عباده المسلمين ليتخذوه قدوة بالالتزام بسنته.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام

الاحتفال بالمولد النبوي غير مشروع، بل هو بدعة، لم يفعله النبي ﷺ ولا أصحابه، وهكذا الموالد الأخرى، لـعلي أو للحسين أو لـعبد القادر الجيلاني أو لغيرهم، الاحتفال بالموالد بدعة غير مشروعة، والرسول ﷺ هو الداعي إلى كل خير، وهو المعلم المرشد للأمة، وقد بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا يدعو إلى كل خير، وقال الله في حقه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28]، وقال في حقه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ۝ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا [الأحزاب:45-46]، وقال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158].

ولم يرشد أمته إلى الاحتفال، ولم يحتفل في حياته بمولده، ولا فعله الصديق ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة، ولا في القرون المفضلة القرن الأول والثاني والثالث، وإنما أحدثه الرافضة، ثم تابعهم بعض المنتسبين للسنة.

والرسول عليه السلام قال: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وكان يقول في خطبته عليه الصلاة والسلام: خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

فالراجح والصواب عدم شرعية الاحتفال بالمولد؛ مولد النبي ﷺ وغيره، والله جل وعلا إنما نفع الأمة وهداها ببعثته ما هو بالمولد، إنما نفع الله الأمة وأرشدها وأخرجها من الظلمات إلى النور ببعثه ﷺ والوحي إليه، لما بعثه الله على رأس أربعين سنة وصار نبيًا رسولًا نفع الله به الأمة وأنقذ به الأمة من جهلها وضلالها لا بالمولد، نسأل الله أن يصلي عليه ويسلم عليه صلاة وسلامًا دائمين اللهم صل عليه...

المقصود أن الراجح هو أن الاحتفال بالمولد بدعة ولا يجوز فعله، وإن فعله كثير من الناس الآن، فالبدع لا ترجع سنة بفعل الناس، البدع بدع وإن فعلها الناس، ولكن المشروع للمسلمين العناية بأحاديثه وسيرته والسير على منهاجه، وتدريس سنته في المدارس وفي المساجد، تعليم الناس لسنته ودينه في المسجد في المدرسة في أي احتفال في الإذاعة حتى يتعلم الناس دينهم، وحتى يسترشدوا بما بينه لهم عليه الصلاة والسلام هذا هو المشروع.

أما الاحتفال بمولده في ربيع الأول من كل سنة بالأكل والشرب والذبائح والخطب هذا لا أصل له، هذا من البدع وهو وسيلة إلى الشرك، كثير من هؤلاء المحتفلين يقع منهم الشرك والغلو في النبي عليه الصلاة والسلام مع البدعة. نسأل الله السلامة.

وخلال المقال السابق نكون متابعي سوا قد نشرنا لكم حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المذاهب الأربعة وكذلك أجبنا على سؤال هل الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام والتي يمكن الاستناد عليها بعد تقصى فريق الوكالة من كافة المعلومات ومصادرها الرسمية.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد