"نيويورك تايمز" توقف التعاون مع 3 مصورين فلسطينيين لهذا السبب!
قررت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إيقاف تعاملها مع ثلاثة مصورين صحافيين فلسطينيين، وهم حسام سالم وسليمان حجي وفادي حنونة، بسبب تقرير أعدته منظمة "أونست ريبورتنغ"، مقرها نيويورك، تتهمهم فيها بمعاداة السامية.
وتهدف منظمة "أونست ريبورتنغ" إلى محاربة المعلومات الكاذبة عن إسرائيل في وسائل الإعلام من خلال تسليط الضوء على التغطية المنحازة والمطالبة بالمساءلة.
واتخذت الصحيفة قرارها، وفقًا لتقرير أعده مُحرر هولندي، حاصل على الجنسية الإسرائيلية، لصالح المنظمة الإسرائيلية "أونست ريبورتنغ"، وقد تناول في التقرير الكيدي منشورات قديمة كتبها سالم، وعدد من الصحافيين الفلسطينيين، عبر صفحاتهم الشخصية، عن الأحداث التي مر فيها القطاع.
وأكّد المصور الصحفي حُسام سالِم أنّ صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أبلغته في اتصال سريع بإيقاف التعامل معه كمصور حُر، وذلك بعد خمس سنوات من التعاون في تغطية الحروب والتطورات في قطاع غزة المُحاصر إسرائيليًا منذ 16 عامًا.
وأضاف أنّ إيقاف التعامل معه جاء بعد "سنوات من التغطية تحت النار"، علماً أن عمله الأول مع الصحيفة الأميركية انطلق مع مسيرات العودة، في شهر مارس/ آذار 2018، من خلال إعداد تحقيق مع فريق المؤسسة حول مقتل المُسعِفة رزان النجار .
ويستنكر المُصور الفلسطيني استجابة الصحيفة السريعة فور نشر تقرير المنظمة الإسرائيلية، مُبينًا أن "أونست ريبورتنغ" لم تكتفِ بإيقاف عمله مع الصحيفة الأميركية، وإنما واصلت التحريض ضده عند الجهات التي عمل ويعمل معها.
وقال مُنتدى الإعلاميين الفلسطينيين في بيان له إنه ينظُر بخطورة بالغة للإجراء التعسفي السافِر، من تواصل الانحياز العربي للاحتلال الإسرائيلي، ومُوجه ضد الصحافي الفلسطيني بشكل عام، بهدف إسكات صوته، حيث دعا الصحيفة الأميركية إلى تصحيح مسارها، ووقف انحيازها الأعمى للاحتلال الإسرائيلي.
وتلاحق المنظمة الصحفيين الفلسطينيين على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكتابة التقارير التحريضية، ونشرها، لحث وسائل الإعلام التي يعملون فيها على فصلهم، حيث لا يتوقف عملها على مُراقبة وسائل الإعلام الفلسطينية أو العربية التي يعمل فيها الصحافيون الفلسطينيون فقط.
وينوّه مُدرب السلامة المهنية، الصحفي سامي أبو سالم، إلى أن سبب فقدان الصحافيين لعملهم هو نشاط الإسرائيليين في متابعة كل ما يكتبه الفلسطينيون، من خلال مؤسسات مُنظمة، في ظل انحياز كامل من المنظومة الإعلامية الغربية للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أنّ الحرب الإعلامية المتمثلة في المُلاحقة الإسرائيلية لكُل ما يصدر عن الصحافيين الفلسطينيين، تخلق نوع من الرقابة الذاتية سواء في وسائل الإعلام التي يعملون بها، أو على مساحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي وذلك خوفًا على لقمة عيشهم، كذلك من إغلاق حساباتهم الشخصية.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم إيقاف صحفيين عن العمل بسبب تقارير تتهمهم بـ "مُعاداة السامية"، بحيث شهدت الأشهر الأخيرة فصل صحافيين فلسطينيين ولبنانيين وأردنيين من مؤسسة "دويتشه فيله" الألمانية.