حياة الرسول من ولادته حتى وفاته كاملة مكتوبة pdf

حياة الرسول من ولادته حتى وفاته كاملة مكتوبة pdf

حياة الرسول من ولادته حتى وفاته كاملة مكتوبة pdf - يبحث طلاب العلم والكتاب والعديد من الأشخاص عن حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ولادته وحتى وفاته ، وذلك بالتزامن مع اقتراب ذكرى المولد النبوي والذي يعد من المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون في جميع أنحاء العالم .

وارتفعت مؤشرات البحث من قبل الآلاف من الأشخاص حول حياة الرسول من ولادته حتى وفاته كاملة مكتوبة pdf ، والذي يوافق الثاني عشر من ربيع الأول 1444هـ ، ويصادف في العام الميلادي يوم السبت 8 أكتوبر الجاري .

إقرأ/ي أيضا: بالفيديو: هل يجوز الصيام في المولد النبوي الشريف 2022 ؟

وتقدم لكم وكالة سوا الإخبارية في هذا المقال حياة الرسول من ولادته حتى وفاته كاملة مكتوبة pdf والتي يبحث عنها العديد من المسلمين حول العالم وذلك مع حلول ذكرى المولد النبوي .

حياة الرسول من ولادته حتى وفاته كاملة مكتوبة pdf

ولادة النبي ونسبه

للتعرف على حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، نبدأ بمعرفة نسب النبي فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

وقد تزوج والد النبي عبد الله من آمنة بنت وهب، وولد النبي - عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، وهو العام الذي توجه فيه أبرهة لهدم الكعبة ، إلا أن العرب تصدت له ، وأخبره عبد المطلب بأن للبيت رب يحميه ، فقدم أبرهة مع الفيلة، فأرسل عليهم الله طيوراً تحمل حجارةً من نارٍ أهلكتهم، وبذلك حمى الله البيت من أي أذى.

وتوفي والده وهو حمل في بطن أمه على الصحيح من أقوال العلماء ، فولد الرسول يتيماً ، قال - تعالى -: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى).

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وأمّه آمنة بنت وهب ، ولد في يوم الاثنين من ربيع الأول في عام الفيل .

اسم أم النبي محمد صلى الله عليه وسلم

أم النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، تعرف بزهرة قريش ، ويضل نسبها إلى إسماعيل ابن إبراهيم -عليهم السلام - وقد كان تمتاز بأنها من أجمل من أجمل وأشرف بنات قريش وابنة أحد ساداته .

نشأة النبي صلى الله عليه وسلم ورضاعته

رضع النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- من حليمة السعدية بعد أن قدمت إلى قريش تلتمس أي من الرضعاء ، وكان لها ابناً رضيعاً لا تجد ما يسد جوعه ، ذلك بعد أن رفضت نساء بن سعد إرضاع النبي - عليه السلام - بسبب فقده لوالده ؛ ظناً منهن أن لا تعود عليهن رضاعته بالخير والأجر، وبسبب ذلك نالت حليمة السعدية بركة في حياتها وخيراً عظيماً لم تر مثله قط .

ونشأ محمد -عليه السلام- بخلاف غيره من الشباب من حيث القوة والشدة . وعادت به إلى أمه بعد أن بلغ العامين من عمره واستأذنتها ببقاء محمد عندها خوفاً عليه من الأمراض في مكة ، وعاد معها بالفعل ، وفي أحد الأيام أتاه رجلان ذوي ثياب بيضاء شقّا بطنه واستخرجا علقةً سوداء منه ، فكانت حادثة شق الصدر، الأمر الذي دفع حليمة أن تعيده لأمه خوفًا عليه ، وبعد أن عاد لأمه لم تعش طويلًا فتوفيت وهو ابن ست سنوات، وكانت وفاتها في منطقة الأبواء، فكفله جده عبد المطلب الذي توفي هو الآخر والنّبي -صلى الله عليه وسلم- في عمر الثامنة، وانتقل بعدها للعيش في كفالة عمه أبو طالب، الذي كفله وعامله كما يعامل أبناءه ، عمل النّبي في الرّعي والتّجارة في شبابه برفقة عمّه أبو طالب .

كفالة النبي – عليه السلام -

توفيت والدة النبي -عليه السلام- آمنة بنت وهب وهو ابن ست سنواتٍ ، وكانت عائدةً به من منطقة الأبواء ؛ وهي منطقةٌ واقعةٌ بين مكة والمدينة، إذ كانت في زيارة لأخواله من بني عدي من بني النجار، فانتقل بعدها للعيش في كفالة جده عبد المطلب حيث كان يعتني به اعتناءً شديداً؛ ظاناً فيه الخير والشأن العظيم ، ثم توفي جدّه والنبي في الثامنة من عمره ، وانتقل بعدها للعيش في كفالة عمه أبي طالب ، وكان يأخذه معه في رحلاته التجارية ، وفي إحدى الرحلات أخبره إحدى الرهبان بأن محمداً سيكون ذو شأن عظيم .

عمل النبي في مهنة رعي الأغنام

عمل الرسول -عليه الصلاة والسلام – في مهنة رعي أغنام أهل مكة ، وفي ذلك يقول -عليه الصلاة والسلام-: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ -جزء من الدينار والدرهم- لأهْلِ مَكَّةَ)، وبذلك كان النبي -عليه السلام- قدوةً في كسب الرزق .

عمله في مهنة التجارة

كما وعمل النبي عليه الصلاة والسلام في مهنة التجارة ، حيث كانت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ذات مالٍ كثيرٍ ونسبٍ رفيعٍ ، وكانت تعمل في التجارة ، وحين بلغها أن محمداً رجلٌ صادقٌ في قوله أمينٌ في عمله كريمٌ في أخلاقه استأمنته على الخروج تاجراً بأموالها مع غلامٍ لها يُدعى ميسرة مقابل الأجر، فخرج -عليه الصلاة والسلام- تاجراً إلى بلاد الشام ، وجلس في الطريق تحت ظل شجرة قريبة من راهب ، فأخبر الراهب ميسرة أن من نزل تحت تلك الشجرة لم يكن إلّا نبياً ، وأخبر ميسرة خديجة بقول الراهب ، مما كان سبباً في طلبها الزواج من الرسول ، فخطبها له عمه حمزة ، وتزوّجا .

المشاركة في بناء الكعبة

عقدت قريش العزم على تجديد بناء الكعبة ؛ لحمايتها من الهدم بسبب السيول ، واشترطوا بناءها من الأموال الطيبة التي لم يدخلها أي نوعٍ من الربا أو الظلم ، وتجرّأ الوليد بن المغيرة على الهدم ، ثم شرعوا بالبناء شيئاً فشيئاً إلى أن وصلوا إلى موضع الحجر الأسود، إذ وقع الخلاف بينهم في من سيضعه في موضعه، وتراضوا على قبول حكم أول داخل عليهم ، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وأشار عليهم بأن يضع الحجر الأسود على ثوب تحمله كل قبيلةٍ من طرفٍ ليضعه في مكانه ، وقبلوا بحكمه دون خلافٍ ، وبذلك كان رأي الرسول -عليه الصلاة والسلام- عاملاً في عدم تنازع قبائل قريش وعدم خلافها فيما بينها .

بداية نزول الوحي

كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يخلو بنفسه في غار حراء في شهر رمضان تاركاً كل من حوله ؛ مبتعداً عن كلّ باطلٍ ، محاولاً التقرّب من كل صوابٍ قدر ما استطاع ، متفكّراً في خلق الله وإبداعه في الكون ، وكانت رؤياه واضحةً لا لبس فيها، وبينما هو في الغار جاءه ملكٌ قائلاً: (اقرأ)، فردّ الرسول قائلاً: (ما أنا بقارئ)، وتكررّ الطلب ثلاث مرّاتٍ، وقال الملك في المرة الأخيرة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، فعاد إلى خديجة وهو في حالة فزعٍ شديدٍ ممّا حصل معه، فطمأنته .

وفي ذلك روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ} حتَّى بَلَغَ - {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ} .

ثمّ أخذت به خديجة -رضي الله عنها- إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل ، وكان شيخاً كبيراً لا يُبصر يكتب الإنجيل بالعبرية، وأخبره الرسول بما حصل، فقال ورقة: (هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا).

ثمّ توفي ورقة، وانقطع الوحي عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- فترةً من الزمن، وقيل إنّها استمرت لأيامٍ فقط ، والغاية من ذلك طمأنة الرسول وتشويقه للوحي مرةً أخرى، إلّا أنّ النبي -عليه السلام- لم ينقطع عن الخلوة بنفسه في غار حراء، بل استمرّ على ذلك، وفي إحدى الأيام سمع صوتاً من السماء وكان جبريل -عليه السلام-، ونزل بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِر* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)، وبذلك أمر الله -تعالى- نبيّه بالدعوة إلى توحيده وعبادته وحده.

نزل جبريل -عليه السلام- بالوحي على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء، ووقفت السيدة خديجة إلى جانب زوجها وطمأنته ، وقال له ورقة بن نوفل أنّه هو النبي الذي بعد موسى .

بداية الدعوة السرية

بسبب انتشار عبادة الأصنام والإشراك بالله ، لم تستقر أحوال الدعوة في مكة ؛ لذلك كان من الصعب الدعوة إلى توحيد الله فيها بشكلٍ مباشرٍ في بداية الأمر، فما كان من رسول الله إلّا الإسرار بالدعوة، وبدأ بدعوة أهل بيته ومن رأى فيه الصدق والرغبة بمعرفة الحقّ ، فكانت زوجته خديجة ومولاه زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالبٍ وأبو بكر الصديق أول من آمن بدعوته ، ثم ساند أبو بكر الرسول في دعوته فأسلم على يديه:عثمان بن عفان، والزبير بن العوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله ، ثمّ انتشر الإسلام في مكة شيئاً فشيئاً إلى أن جهر بالدعوة بعد ثلاث سنواتٍ من الإسرار بها .

بداية الدعوة الجهرية

بدأ رسول الله -عليه السلام- بدعوة عشيرته جهراً ، قال تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)، فصعد الرسول على جبل الصفا ودعا قبائل قريش إلى توحيد الله فاستهزؤا به، إلّا أنّ الرسول لم يتوانَ في الدعوة، وأخذ أبو طالب على نفسه حماية الرسول ، ولم يلتفت إلى أقوال قريش بصدّ الرسول عن دعوته .

واتفقت قبائل قريش على مقاطعة الرسول ومن آمن به ومحاصرتهم في شِعب بني هاشم، وكانت تلك المقاطعة بعدم التعامل معهم في البيع أو الشراء ، إضافةً إلى عدم تزويجهم أو الزواج منهم، وقد وثّقت تلك البنود على لوحةٍ وعلّقت على جدار الكعبة، واستمرّ الحصار مدة ثلاث سنواتٍ ، وانتهى بعد أن تشاور هشام بن عمرو مع زهير بن أبي أميّة وغيره في إنهاء الحصار، وهمّوا بشقّ وثيقة المقاطعة ليجدوا بأنّها قد اندثرت إلّا "باسمك اللهم" منها، وبذلك فُكّ الحصار .

عام الحزن

توفيت السيدة خديجة التي كانت بمثابة السند لرسول الله قبل هجرته إلى المدينة بثلاث سنواتٍ، وفي ذات العام مرض أبو طالب الذي كان يحمي الرسول من أذى قريش مرضاً شديداً، واستغلّت قريش موقف مرضه وبدأت بالتعرّض للرسول بالأذى الشديد، وذهبت مجموعة من أشراف قريش إلى أبي طالب حين اشتدّ مرضه وطلبت منه أن يكفّ الرسول عن دعوته، فحدّثه أبو طالب بما يريدون، ولم يلتفت لذلك، وقبل وفاة أبي طالب حاول معه الرسول بنطق الشهادتين إلّا أنّه لم يستجب، وتوفي على حاله، وبوفاته ووفاة خديجة -رضي الله عنها- حزن الرسول حزناً شديداً؛ إذ كانا بمثابة السند والدعم والحماية له، وسمّي ذلك العام بعام الحزن .

الدعوة خارج مكة

توجه رسول الله -عليه السلام- إلى الطائف في سبيل دعوة قبيلة ثقيف إلى توحيد الله بعد وفاة عمّه وزوجته، وتعرّض للأذى من قريش، طالباً من ثقيف نصرته وحمايته، والإيمان بما جاء، راجياً منهم القبول، إلّا أنهّم لم يستجيبوا وقابلوه بالسخرية والاستهزاء .

الهجرة إلى الحبشة

حثّ الرسول أصحابه على الهجرة إلى أرض الحبشة ؛ نظراً لما تعرّضوا له من التعذيب والأذى، مخبراً إيّاهم بأنّ فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحدٌ، فخرجوا مهاجرين، وكانت تلك أوّل هجرةٍ في الإسلام، وقد بلغ عددهم ثلاثاً وثمانين رجلاً.

وحين علمت قريش بأمر الهجرة أرسلوا عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بالهدايا والعطايا إلى النجاشي ملك الحبشة وطلبوا منه ردّ المسلمين المهاجرين؛ احتجاجاً بأنّهم فارقوا دينهم الذي كانوا عليه، إلّا أنّ النجاشي لم يستجب لهم.

طلب النجاشي من المسلمين بيان موقفهم، فتكلّم عنهم جعفر بن أبي طالب، وحدّث النجاشي بأنّ الرسول أرشدهم إلى طريق الصلاح والحق بعيداً عن طريق الفواحش والرذائل فآمنوا به، وتعرّضوا للأذى والسوء بسبب ذلك، وقرأ عليه جعفر بداية سورة مريم فبكا النجاشي بكاءً شديداً، وأخبر رسل قريش بأنّه لن يسلّم أحداً منهم، وردّ هداياهم إليهم، إلّا أنّهما عادا إلى النجاشي في اليوم التالي يخبرانه بأنّ المسلمين يتأوّلون القول على عيسى بن مريم، وسمع من المسلمين رأيهم بعيسى فأخبروه بأنّه عبد الله ورسوله، وبذلك صدّق النجاشي المسلمين وردّ عبد الله وعمرو .

الإسراء والمعراج

اختلفت الروايات التي حدّدت تاريخ رحلة الإسراء والمعراج؛ فقيل إنّها كانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من السنة العاشرة من النبوة ، ومنهم من قال بأنّها كانت بعد البعثة بخمس سنواتٍ، وكانت الرحلة بحيث أُسري برسول الله من البيت الحرام في مكة المكرمة إلى بيت المقدس على دابةٍ تسمّى البراق برفقة جبريل -عليه السلام- .

ثمّ عُرج به إلى السماء الدنيا حيث التقى بآدم -عليه السلام-، ثمّ إلى السماء الثانية والتقى بيحيى بن زكريا وعيسى بن مريم -عليهما السلام-، ثمّ إلى السماء الثالثة التي رأى فيها يوسف -عليه السلام-، ثمّ التقى بإدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة، وهارون بن عمران -عليه السلام- في السماء الخامسة، وموسى بن عمران في السماء السادسة، وإبراهيم -عليه السلام- في السماء السابعة، وتمّ السلام بينهم وإقرارهم بنبوّة محمّدٍ -عليه السلام-، ثمّ رُفع بمحمدٍ إلى سدرة المنتهى، وفرض الله عليه خمسين صلاة ، ثمّ خففّها إلى خمسٍ .

بيعة العقبة الأولى والثانية

قدم وفدٌ من الأنصار يبلغ عددهم اثني عشر رجلاً إلى الرسول ليبايعوه على توحيد الله -سبحانه- وعدم السرقة وعدم الوقوع في الزنا أو المعاصي أو القول الزور، وتمّت تلك البيعة في مكانٍ يسمّى العقبة ؛ ولذلك سمّيت ببيعة العقبة الأولى ، وأرسل معهم الرسول مصعب بن عمير يعلّمهم القرآن ويبيّن لهم أمور الدين، وفي العام التالي في موسم الحج قدم إلى رسول الله ثلاث وسبعون رجلاً وامرأتين؛ ليبايعوه، وتمّت بذلك بيعة العقبة الثانية.

واستمرت الدعوة إلى الإسلام في مكة مدة عشر سنوات، تخللها الكثير من الأحداث والإيذاء من كفار قريش، أدت إلى هجرة بعض المسلمين إلى الحبشة .

الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة

تعد الهجرة النبوية الشريفة من مكّة المكرمة إلى المدينة المنورة من أعظم الأحداث التاريخية، وهي ليست من الأحداث العادية أبدًا ، فلقد غيرت مجرى التاريخ، وهي حدث وقع في أطهر بقاع الأرض وأبطاله أطهر خلق الله .

حيث لم تدري قريش أنّ الله -سبحانه وتعالى- قد أذن لرسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يهاجر بعد أن أذن للمسلمين بذلك ، فكانت قريش قد اجتمعت لتضع خطّةً لقتل النّبي، لكنّ الله بإرادته وقدرته سهّل للنّبي أن يخرج من بيته في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر بعد أربعة عشر سنة من البعثة، والمشركون يحيطون بداره، وأتى دار أبو بكر ليكون صاحبه في السّفر، واستخلف علي بن أبي طالب ليؤدي الأمانات لأهلها ثم يلحق بهم .

وخرج الني من مكة سالكًا الطريق باتّجاه الجنوب نحو اليمن وليلحق المشركون برسول الله وأبو بكر يفتّشون عنها، ليلجأ إلى غار ثور الذي وصل إليه المشركون، و ليخبر أبو بكر بما حصل حينها بقوله: “قُلتُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!”.

وليخرجا منه بعد ثلاثة أيام، لتتوالى المعجزات على الطريق منها معجزة سراقة وحفظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه منه، ومنها شاة أمّ معبد التي سقت بحليبها بعد أن كانت هزيلةً لا تدر .

ولما سمع الأنصار من أهل المدينة بقدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، خرجوا يستقبلونه، وكان يوم وصول النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنور يومٍ مرّ على المدينة، فلاقوه وهم يحملون سيوفهم يحيطون به .

وقد خرجت النّساء والصبيان، وتنافس سادة القوم من سيقيم عنده رسول الله، فيتسابقون لأخذ زمام ناقته، وهو يقول لهم دعوها فإنّها مأمورة، حتّى بركت أوّل مرّة في مكان المسجد النبوي اليوم، ولكنّ النّبي -صلى الله علي وسلم- لم ينزل، فقامت حتّى بركت عند بيت أبو أيوب الأنصاري، وبات عنده رسول الله، ثمّ آخى النّبي -صلى الله عليه وسلّم- بين المهاجرين والأنصار، وبنى مسجده ومساكنه، ثمّ أذن الله -سبحانه وتعالى له بالقتال ضدّ المشركين .

غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

كل معركة شارك وخرج فيها النّبي -صلى الله عليه وسلم- تسمّى غزوة ، وكلّ معركةٍ لم يشارك فيها تسمّى سرية، ولم يتّفق أهل العلم في عدد غزواته وسراياه، فقيل أنّ عدد الغزوات خمسة وعشرون وقيل ثمانية وعشرين، وزادت عدد سراياه وغزواته عن المائة، وإنّ من أوائل الغزوات غزوة بدر الكبرى، التي اشتهرت أنّها الغزوة الأولى، ولعل غزوات الرّسول -صلى الله عليه وسلم- المشهورة هي ما سيتمّ ذكره فيما يأتي بالترتيب:

غزوة الأبواء وتسمى غزوة ودان في صفر في السّنة الثانية للهجرة.

غزوة بواط وقعت في ربيع الأول في السنة الثانية للهجرة.

غزوة العشيرة حدثت في جمادى الأولى في السنة الثانية للهجرة.

غزوة بدر الأولى وقعت في السنة الهجرية الثانية.

غزوة بدر الكبرى حصلت في رمضان في السنة الثانية للهجرة.

غزوة بني سليم في العام الثاني الهجري.

غزوة بني قينقاع في شوال السنة الثانية للهجرة.

غزوة السويق في شهر في الحجة من السنة الثانية للهجرة.

غزوة ذي أمرّ في محرم من السنة الثانية هجرية.

غزوة الفرع من بحران، في ربيع الآخر من السنة الثالثة للهجرة.

غزوة أحد في شوال السنة الثالثة للهجرة.

غزوة حمراء الأسد في شوال من السنة الثالثة الهجرية.

غزوة بني النضير في ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة.

غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة.

غزوة بدر الآخرة في شعبان من السنة الرابعة للهجرة.

غزوة دومة الجندل في ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة.

غزوة بني المصطلق وقعت في شعبان من السنة الخامسة للهجرة.

غزوة الأحزاب في شوال السنة الخامسة هجرية.

غزوة بني قريظة في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة.

غزوة بني لحيان وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة السادسة.

غزوة الحديبية في ذي القعدة من السنة السادسة.

غزوة ذي قرد في محرم من السنة السابعة.

غزوة خيبر في شهر محرم من السنة السابعة.

غزوة ذات الرقاع في السنة السابعة.

فتح مكّة كانت في رمضان من السنة الثامنة الهجرية.

غزوة حنين في شوال في السنة الثامنة للهجرة.

غزوة الطائف في شوال في السنة الثامنة الهجرية.

غزوة تبوك في رجب للسّنة التاسعة للهجرة.

دعوة الملوك و الأمراء إلى التوحيد

أرسل رسول الله عدداً من أصحابه رسلاً لدعوة الملوك والأمراء إلى توحيد الله -سبحانه-، فمن الملوك من أسلم ومنهم بقي على دينه، ويُذكر من تلك الدعوات:

عمرو بن أميّة الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة.

حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر.

عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك فارس.

دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك الروم.

العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي ملك البحرين.

سليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة.

شجاع بن وهب من بني أسد بن خزيمة إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق.

عمرو بن العاص إلى ملك عُمان جيفر وأخيه.

الوفود

قدم أكثر من سبعين وفداً من القبائل بعد فتح مكة إلى رسول الله يعلنون إسلامهم، يُذكر منهم: وفد عبد القيس، وقد توافدوا مرتين؛ الأولى في السنة الخامسة من الهجرة، والثانية في عام الوفود.

وفد دوس، إذ توافدوا في مطلع السنة السابعة للهجرة حين كان رسول الله في خيبر.

فروة بن عمرو الجذامي في السنة الثامنة للهجرة.

وفد صداء في السنة الثامنة للهجرة. كعب بن زهير بن أبي سلمى.

وفد عذرة في شهر صفر من السنة التاسعة للهجرة.

وفد ثقيف في شهر رمضان من السنة التاسعة للهجرة.

كما أرسل رسول الله خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب في نجران يدعوهم إلى الإسلام ثلاثة أيامٍ، ودخل عددٌ منهم الإسلام، وشرع خالد في تعليمهم أمور الدين وتعاليم الإسلام، وقد أرسل رسول الله أبو موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قبل حجّة الوداع.

زوجات النبي عليه السلام

تزوّج النّبي -صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرة مرّة، فكان له 11 إمرأة توفّي عن تسعةٍ منهنّ على عصمته، وكانت أوّل زوجة لرسول الله هي السّيدة خديجة بنت خويلد أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- ولم يتزوّج غيرها حتّى وفاتها، وإنذ زوجات النّبي -صلى الله عليه وسلم- كلّهنّ بالترتيب :

السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.

ومن ثمّ سودة بنت زمعه رضي الله عنها.

كذلك أمّ المؤمنين عائشة بنت الصحابيّ الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنهما.

ومن ثمّ حفصة بنت عمر رضي الله عنها.

و كذلك زينب نبت خزيمة رضي الله عنها.

وبعدها كان زواجه من أمّ سلمة، والتي تدعى بهند بنت أبي أميّة المخزوميّة رضي الله عنها.

و كذلك زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها.

كذلك جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، وقد ورد أنّ اسمها كان برة، فسماها النبيّ محمّد -عليه الصلاة والسلام- بجويرية.

صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.

أم حبيبة رضي الله عنها، واسمها رملة بنت أبي سفيان.

ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.

أبناء وبنات النبي عليه السلام

كان للنّبي -صلى الله عليه وسلّم- ثلاثة أولادٍ من الذّكور وأربعةٌ من الإناث، وكان جميع أولاده من السّيدة خديجة -رضي الله عنها- إلا واحد وهو ابن مارية القبطية، وقد توفّي أولاده الذّكور جميعًا في صغرهم أمّا بناته الإناث فقد توفّوا في حياته جميعًا بعد زواجهنّ إلا فاطمة الزهراء توفّيت بعد وفاته، وإنّ أبناءه وبناته جميعًا هم:

القاسم بن محمد بن عبد الله: وهو الابن الأول لرسول الله من خديجة، ولد قبل البعثة ومات قبلها.

عبد الله بن محمد بن عبد الله: ولد بعد البعثة وسُمي الطيب والطاهر، ومات وهو صغير.

إبراهيم بن محمد بن عبد الله: الابن الثالث لرسول الله من الذكور، ولد في السنة الثامنة للهجرة، وهو ابن مارية القبطية، وقد توفي وهو ابن ثمانية عشر شهرًا.

زينب بنت محمد بن عبد الله: وهي البكر من أولاد النبي، تزوجت من أبي العاص الربيع بن وائل، وتوفيت في الدينة المنورة في السنة الثامنة للهجرة.

رقية بنت محمد بن عبد الله: ولدت عندما كان عمر النبي ثلاثةً وثلاثين سنة، تزوّجت من عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- وتوفّيت في المدينة بعد غزوة بدر مباشرةً.

أمّ كلثوم بنت محمد بن عبد الله: ولدت في مكّة قبل البعثة، تزوجت عثمان بن عفان بعد وفاة أختها رقية، وتوفيت في السنة التاسعة للهجرة.

فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله: أصغر بنات النّبي -صلى الله عليه وسلم- ولدت قبل البعثة بسنةٍ واحدة، تزوّجت من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وتوفّيت بعد وفاة رسول الله بستّة أشهرٍ فقط .

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

توفّي الرسول - صلى الله عليه وسلم- في يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول في السّنة الحادية عشرة للهجرة، وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة، وذلك كان في وقت اشتداد الحرّ من الظّهيرة، وهو يومٌ كان أحزن ما يكون على المسلمين .

وقد كانت وفاته -صلى الله عليه وسلم- بعد صراعه مع السّم أحد عشر يومًا، والذي كان قد وضعه له اليهود في الطّعام بخيبر، وقد روى الصّحابي الجليل أنس بن مالك قال: “أنَّ المُسْلِمِينَ بيْنَا هُمْ في صَلَاةِ الفَجْرِ مِن يَومِ الِاثْنَيْنِ، وأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي لهمْ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إلَّا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إليهِم وهُمْ في صُفُوفِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ أبو بَكْرٍ علَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وظَنَّ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرِيدُ أنْ يَخْرُجَ إلى الصَّلَاةِ، فَقَالَ أنَسٌ: وهَمَّ المُسْلِمُونَ أنْ يَفْتَتِنُوا في صَلَاتِهِمْ، فَرَحًا برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأشَارَ إليهِم بيَدِهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْ أتِمُّوا صَلَاتَكُمْ ثُمَّ دَخَلَ الحُجْرَةَ وأَرْخَى السِّتْرَ”.

وكانت تلك النّظرة هي نظرة الوداع ، ليدخل النّبي غرفته مستندًا على السّيدة عائشة، وجاءته سكرات الموت، فأمر بالسواك ووعظ أزواجه، ثمّ رفع يده وشخص بصره، وتحرّكت شفتاه ودعا اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، ومالت يده وكانت وفاة أعظم خلق الله في أرضه .

وخلال المقال السابق نكون متابعي سوا قد نشرنا حياة الرسول من ولادته حتى وفاته كاملة مكتوبة pdf ، والتي يبحث عنها طلاب العلم والمسلمين في كل أنحاء العالم لمعرفة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من ولادته حتى وفاته .

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد