فابيوس: عندما يزداد الاستيطان يتراجع حل الدولتين ومن المهم أن تستأنف المفاوضات
القاهرة/ سوا/ اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، اليوم السبت، في القاهرة انه عندما يزداد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة تتراجع الآمال المعقودة حول حل الدولتين في اطار عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وكان فابيوس يتحدث في القاهرة في مستهل "جولة دبلوماسية مكثفة" في منطقة الشرق الاوسط تشمل مصر والاردن والاراضي الفلسطينية واسرائيل، وتهدف لعرض مبادرة فرنسية لاستئناف عملية السلام المجمدة منذ نحو عام.
وقال فابيوس في ترجمة لتصريحاته باللغة العربية "من المهم ان تُستأنف المفاوضات والا لن يحصل تقدم"، وذلك في مؤتمر صحافي في قصر الاتحادية الرئاسي عقب مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
واضاف ان "ضمان أمن اسرائيل هو شيء مهم جدا ولكن ايضا الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، فلا سلام بدون عدالة. وعندما يزداد الاستيطان يتراجع حل الدولتين".
وتابع الوزير الفرنسي "سوف اتكلم في هذا الموضوع مع الرئيس الفلسطيني ( محمود عباس ) ورئيس الوزراء الاسرائيلي (بنيامين نتانياهو) وأسالهم كيف يريان مستقبل هذه المفاوضات".
واوضح "ان لم نفعل شيئا فهناك خطر ان نستمر في المراوحة وان نغرق في الاوحال، وحينها نواجه خطر ان تشتعل هذه المنطقة".
ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 غير شرعي، فضلا عن كونه احد اكبر المعوقات امام عملية السلام بين الفلسطينين والاسرائيليين.
من جهته، اعتبر شكري ان "حل الدولتين لا يزال هو الذي يبشر بالامل لاستقرار المنطقة"، معربا عن "القلق حيال الوضع في ما يتعلق بعملية السلام" بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وينتقل فابيوس الى عمان الاحد ثم رام الله و القدس وتل ابيب خلال زيارته الرابعة للمنطقة منذ العام 2012 لعرض الفكرة الاساسية للمشروع الفرنسي التي تقوم على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تحت رعاية دولية ووفق جدول زمني محدد.
وبدأت فرنسا تنشط لتحريك عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، الامر الذي يعتبر تقليديا من اهتمامات واشنطن، وذلك بعد فشل وساطة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ربيع 2014.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وصل إلى القاهرة اليوم السبت حاملا مبادرة تهدف إلى إعادة إطلاق محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
ويأمل وزير الخارجية الفرنسي في إعادة اسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات ضمن إطار عمل دولي وسط تزايد عدم الاستقرار في المنطقة.
وفي مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره المصري سامح شكري، قال فابيوس "نحن نواصل العمل ونبحث عن السلام في هذه المنطقة وهذه ليست مجرد رسالة هامة جدا بالنسبة لفرنسا ولكنها ضرورية في رأينا. بعد المحادثات التي أجريتها مع زميلي وصديقي وزير (الخارجية المصري سامح شكري) التقيت أيضا بالرئيس (المصري عبد الفتاح السيسي) حيث تحدثنا حول العلاقات الثنائية وهي علاقات ممتازة في جميع المجالات."
وأضاف "نحن نريد أيضا أن نواصل العمل من أجل النمو الاقتصادي ولا يزال هناك الكثير من الامور التي سنقوم بها معا. تحدثنا أيضا عن القضية الفلسطينية الاسرائيلية وهي واحدة من الأسباب الرئيسية وراء زيارتي. اقترحت على الرئيس (السيسي) الرؤية الفرنسية التي تضم ثلاث أفكار رئيسية. أولا بذل أقصى جهودنا من أجل أن يواصل الطرفان المفاوضات. الفكرة ليست بالنسبة لنا هي تحقيق السلام ولكن دفع الأطراف لجعل هذا السلام ممكنا".
وتأمل فرنسا ان تقنع الدول العربية والاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالضغط على الجانبين لتقديم تنازلات لا يريد اي منهما أن يقدم عليها وحده.
وتركز فرنسا حتى الان مع الدول العربية على مشروع قرار محتمل لمجلس الامن يضع أطرا للتفاوض وجدولا زمنيا ربما عام ونصف العام لاستكمال المحادثات.
وتجيء زيارة فابيوس للشرق الاوسط قبل الجولة الاخيرة من المحادثات النووية بين القوى العالمية وايران اواخر حزيران الجاري.
وأوضحت واشنطن انها لن تناقش عملية الشرق الاوسط الى ان يتضح الموقف الايراني وهو ما قد يرجيء المبادرة الفرنسية الى ما بعد ايلول (سبتمبر) القادم.