فروانة: اعتقال نحو 9 آلاف طفل فلسطيني منذ انتفاضة القدس
قال المختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين، عبد الناصر فروانة، إن من أخطر ما شهدته انتفاضة القدس التي اندلعت في 2015، تصاعد الهجمة "الإسرائيلية" بحق الطفولة، وخاصة في القدس، وإطلاق النار من مسافة قريبة باتجاههم، وارتفاع أعداد المعتقلين من الأطفال، ذكوراً وإناثاً، خاصة المقدسيين، بالإضافة إلى اتساع الانتهاكات والجرائم بحقهم، وإقرار مجموعة من القوانين والقرارات التي تهدف إلى توسيع اعتقال الأطفال وتغليظ العقوبة والأحكام الجائرة بحقهم وتشديد الإجراءات التعسفية ضدهم، مما فاقم من معاناتهم ومعاناة ذويهم.
وكشف فروانة إلى أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" اعتقلت قرابة 9000 طفل فلسطيني منذ اندلاع “انتفاضة القدس” في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهؤلاء يُشكلّون قرابة 20% من إجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة، وأن من بينهم نحو 700 طفل اعتقلوا منذ مطلع العام الجاري.
وأوضح فروانة بأن “هذا السلوك يُشّكل انتهاكاً فاضحاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية، التي جعلت من اعتقال الأطفال ملاذاً أخيراً، وجعلت من لجوء القاضي إلى الحكم بسجن طفل ما، وإن كان ولابد منه كاستثناء، فليكن لأقصر فترة زمنية ممكنة، فيما عمدت سلطات الاحتلال إلى أن يكون اعتقالهم هو القاعدة والملاذ الأول ولأطول فترة ممكنة، ونكاد نجزم هنا بأن كافة الأحكام الصادرة بحقهم مقرونة بفرض غرامات مالية”.
وأشار فروانة إلى أن حدث اعتقال الطفل “أحمد مناصرة” أظهر جزءاً من فظاعة الاستهداف "الإسرائيلي"، وبشاعة التعامل "الإسرائيلي" مع الأطفال الفلسطينيين، وظروف احتجازهم وما يُمارسه المحققون "الإسرائيليون" من ضغط وتعذيب نفسي بحق المعتقلين من الأطفال، حيث ما يزال “مناصرة” يعاني حتى الآن آثار الحدث وتداعيات الإصابة والعزل الانفرادي وتأثير الصدمات النفسية والذي تجاوز طفولته مكبلاً بالأصفاد وما زال يقبع في زنازين العزل الانفرادي.
وأوضح فروانة بأن سلطات الاحتلال صَعدّت بشكلٍ كبير من سياسة “الحبس المنزلي” خاصة بحق الأطفال المقدسيين، وجعلت من مئات البيوت الفلسطينية هناك سجوناً للأطفال وحَولّت الأهالي إلى سجانين على أبنائهم، مما يترك آثاراً سلبيةً على الطفل وأسرته ويخلف العديد من المشكلات الاجتماعية.
وأوضح فروانة بان كافة المعطيات الإحصائية تؤكد أن اعداد المعتقلين من الأطفال بمختلف المراحل العمرية قد ارتفع بشكل مضطرد وبوتيرة متصاعدة منذ العام 2015، خاصة بالقدس، وأن شهادات الأطفال المعتقلين، تكشف حجم الانتهاكات والجرائم المقترفة بحقهم، فيما كافة الوقائع تؤكد على أن الاستهداف الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين يندرج في إطار سياسة ممنهجة ورسمية، ولا تفرق في معاملتها ما بين طفل قاصر او شاب ورجل.
وأشار فروانة الى ان واحدة من الفتيات اللواتي اعتقلن خلال “انتفاضة القدس” استشهدت بعد اعتقالها بشهرين وهي الفتاة “فاطمة طقاطقة” (15 عاما) من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم ، والتي اعتقلت وهي مصابة ودخلت في غيبوبة، ورغم خطورة وضعها الصحي إلا أن سلطات الاحتلال أبقتها رهن الاعتقال ورفضت الإفراج عنها، ولم تقدم لها الرعاية الصحية اللازمة مما أودى بحياتها واستشهدت بتاريخ 20 مايو/أيار 2017.
وحذر فروانة من خطورة الاستهداف "الإسرائيلي" المتصاعد للأطفال الفلسطينيين، وتأثيرات الانتهاكات والجرائم المروعة التي تقترف بحقهم، وتداعيات الاعتقال والسجن على واقعهم ومستقبلهم.
ودعا فروانة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وكافة المؤسسات الدولية التي تُعنى بالطفل وحقوق الإنسان، الى التدخل العاجل لحماية الطفولة الفلسطينية من الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد، والتحرك الجاد لوقف الاعتقالات التعسفية في صفوف الأطفال، والعمل على اطلاق سراح قرابة 180 طفلاً ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".