شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً قياسياً أمام العملات الرئيسية عقب الحرب الروسية الأوكرانية، ووصل مؤشر الدولار الي 112.62 للمرة الأولى منذ مايو 2002 ، والذي يعتبر متوسطاً مرجحاً لقيمته مقابل ست عملات عالمية رئيسية إلى أعلى قيمة له . حيث سجل سعر صرف الدولار الامريكي اليوم أمام الشيكل الإسرائيلي 3.54 شيكل، وذلك في ظل الاضطرابات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، نتيجة لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والتي عززت من ارتفاع الطلب على الدولار باعتباره ملاذاً آمناً، فضلاً عن تشديد السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي...

أسباب ارتفاع الدولار الامريكي:

هناك عوامل أدت إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي على حساب العملات الرئيسية الأخرى، ويتمثل أهمها في التالي:

1- الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية: حيث أن أوروبا الأكثر معاناة من الحرب في أوكرانيا، التي أشعلت فتيل أزمة الطاقة ويمكن أن تؤدي إلى ركود طويل وعميق.

2- قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بشكل أسرع وهذا يجعل العوائد على سندات الخزانة الأمريكية أعلى من عوائد ديون أوروبا، مما يدفع المستثمرين الي الدولار والابتعاد عن اليورو...

3- ملاذ آمن: ينظر إلى الدولار الامريكي كملاذ آمن للاستثمار أو الادخار في أوقات الاضطرابات والازمات الاقتصادية، وحالياً ومع تزايد احتمال تعرض كثير من الاقتصادات المتقدمة للركود، ارتفعت معدلات الطلب على الدولار، على نحو عزز من قيمته، وأشار بنك "ستاندرد تشارترد" إلى أن حوالي 45% من قوة الدولار الأخيرة مستمدة من وضعه كملاذ آمن...

4- تشديد السياسة النقدية: يمكن تفسير ارتفاع الدولار هذا العام من خلال سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي النقدية المتشددة، فخلال العام الحالي 2022 رفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة أربع مرات وذلك لاعادة التضخم الي هدفه 2% ، ويتوقع استمرار تشديد الفيدرالي السياسة النقدية لفترة أطول...

5- ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية: ارتفعت عوائد السندات الأمريكية، نتيجة رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما تواكب معه جذب مزيد من المستثمرين الباحثين عن الأصول الأمريكية، ومن ثم ارتفاع الطلب على الدولار...

6- المخاوف من الركود يقود لزيادة الطلب على الدولار...

7- اتساع الفجوة بين البنك الفيدرالي الأمريكي الأكثر تشددا في سياساته النقدية والبنوك المركزية الأخرى..

8- وضع أفضل للاقتصاد الأمريكي: تبدو أوضاع الاقتصاد الأمريكي أفضل حالاً من نظرائه، خاصة دول أوروبا، حيث تواجه أوروبا أزمة طاقة متفاقمة مع سعيها لخفض اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية، مما ضاعف من الضغوط التضخمية الواقعة عليها، وتستعد كثير من الدول الأوروبية لمواجهة انكماش حاد..

وفي الختام.. يمكن القول إن الدولار الأمريكي قد يكون في طريقه نحو الارتفاع حتى العام المقبل 2023، ويعزي ذلك الي استمرار قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، وكذلك استمرار التوترات الجيوسياسية مع روسيا، والآفاق القاتمة للاقتصاد العالمي، مما سيدفع المستثمرين نحو الاحتفاظ بالعملة الأمريكية مع استمرار الحرب وتفاقم التداعيات، على حساب العملات والأصول الأخرى.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد