ما حكم التبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت من وجهة نظر الإسلام والكنيسة؟

ما حكم التبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت من وجهة نظر الاسلام والكنيسة؟

انتشر جدل واسع حول قضية التبرع بالأعضاء، وتضاربت العديد من الأقاويل والآراء والفتاوى الدينية، بعد إقدام العديد من الاشخاص على التوصية بالتبرع بأعضائهم البشرية للمرضى أصحاب الحاجة أو للبحوث العلمية.

ويعرف التبرع بالأعضاء البشرية على أنه موافقة أي شخص بالتبرع بأحد أعضائه لشخص آخر تبعًا للقوانين المنصوصة، سواء كان المتبرع على قيد الحياة أو بعد وفاته، ولكن بوصية منه قبل الوفاة أو بعد موافقة أقاربه.

ما حكم الدين الاسلامي في التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة؟

تعددت آراء العلماء في قضية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، حيث يقول بعض علماء الأزهر الشريف التالي:

- قال الدكتور خالد عمران، وهو أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية "يعتبر التبرع بالأعضاء بعد الوفاة من الصدقات، وذلك تصديقًا على قول الله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

- كذلك أكد الدكتور مجدي عاشور، وهو مستشار مفتي الجمهورية، على جواز التبرع بالأعضاء البشرية، لكن بشرط عدم اختلاط الأنساب، والتأكد من عدم الإضرار بالمتبرع وإفادة المنقول له. بينما أكد على عدم جواز بيع الأعضاء البشرية بمقابل مادي، حيث أن جسم الإنسان وأعضائه ليست سلعة يمكن شرائها.

- أما عن رأي الدكتور مبروك عطية، وهو أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، فقد قال إنه لا يجوز التبرع بالأعضاء البشرية سواء كنت حيًا أو ميتًا، حيث أن الإنسان لا يملك جسده ولا أعضائه، إذن فهو يتبرع بشيء لا يملكه.

- كما أوضح الدكتور أحمد كريمة، وهو أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر عن مدى إباحة التبرع بالأعضاء البشرية في الحالتين الحياة أو الموت، حيث أكد أنه حرام ومخالف للشريعة الإسلامية. ذلك لأن الإنسان لا يملك جسده، فلا يجوز التصرف فيه، ومن هنا تكون جميع عقود التبرع بالأعضاء باطلة ولا صحة لها، حيث أن جميع أعضاء الإنسان ملكًا لله عز وجل.

رأي العلامة ابن عثيمين في جواز التبرع بالأعضاء بعد الموت

قد أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بمنع عملية التبرع بالأعضاء البشرية، وفسر ذلك بأنه لا يجوز للإنسان بيع أعضاء جسده أو التبرع بها حتى بعد وفاته، واستدل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "كسر عظم الميت كَكَسْرِه حيا."

رأي الشيخ الشعراوي في جواز حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت

حذر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله من التبرع بالأعضاء البشرية، وذك باعتبار أن أعضاء جسم الإنسان أمانة من الله سبحانه وتعالى، ولا يحق له التبرع بها أو بيعها.

التبرع بالأعضاء بعد الموت رأي الكنيسة

اتفقت الكنائس المسيحية في مصر بجميع طوائفها في إتاحة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، ولكن بشرط أن تتوافق مع جميع الشروط والأحكام.

والجدير بذكره، أنه تحدث عمليات التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة الطبيعية أو الموت دماغيًا، وذلك في خلال 24 ساعة من توقف القلب، كما يمكن الاحتفاظ بالأعضاء والأنسجة البشرية لمدة تصل إلى 5 سنوات ما عدا القرنية. مما يثير قضية أخرى، وهي عمل بنوك لحفظ الأعضاء البشرية.

المصدر : وكالة سوا-العين الاخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد