لحظة مثيرة.. مركبة فضائية ستصطدم بكويكب لتغيير مساره

مركبة فضائية ستصطدم بكويكب لتغيير مساره

ستقوم وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، يوم غد، بإنجاز لم يتم قبل ذلك وهو صدم مركبة فضائية عمداً بكويكب لتحويل مساره، مختبرة قدرة البشرية على منع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض.

وأطلقت المركبة الفضائية دابل أسترويد ريدايركشن تست (دارت) الذي يصغر حجمها السيارة ويبلغ قطرها نحو 160 متراً، من كاليفورنيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي تقترب بسرعة من هدفها الذي ستضربه بسرعة 23 ألف كيلومتر في الساعة.

ومن خلال الاصطدام بديمورفوس، تأمل "ناسا" في دفعه إلى مدار أصغر حيث توفر عشر دقائق من الوقت الذي يستغرقه للالتفاف حول ديديموس الذي يبلغ حالياً 11 ساعة و55 دقيقة، وهو تغيير سيكتشف بواسطة تلسكوبات أرضية في الأيام التالية.

من أجل ضرب هذا الهدف الصغير ستتوجه المركبة بشكل مستقل خلال الساعات الأربع الأخيرة من الرحلة، مثل صاروخ موجه ذاتياً، وستلتقط كاميرتها، المسماة "دراكو"، الصور الأولى للكويكب الذي لا يعرف شكله بعد، وبمعدل صورة في الثانية، ستكون رؤيته ممكنة مباشرة على الأرض مع تأخير نحو 45 ثانية فقط.

وبعد دقائق، سيمرّ قمر اصطناعي يسمى LICIACube وانفصل عن "دارت" قبل أسبوعين، قرب الموقع، لالتقاط صور الاصطدام والمواد المقذوفة، كذلك ستراقب هذا الحدث مجموعة من التلسكوبات، على الأرض وفي الفضاء، من بينها "جيمس ويب"، وقد تكون قادرة على رؤية سحابة غبار مضيئة.

وأخيراً، سيراقب مسبار هيرا الأوروبي، المقرر إطلاقه عام 2024، ديمورفوس عن كثب عام 2026، لتقييم عواقب الاصطدام وحساب كتلة الكويكب للمرة الأولى.

وقال كبير العلماء في "ناسا" توماس تسوربوخن: "أضمن لكم أنّه إذا انتظرتم مدة كافية، سيكون هناك جسم ما"، إلا أنّه يعد عدد قليل جداً من مليارات الكويكبات والمذنبات الموجودة في النظام الشمسي الذي تنتمي إليه الأرض خطراً على كوكب البشر.

ورصد حتى الآن نحو 30 ألف كويكب من كل الأحجام قرب الأرض (تطلق عليها صفة أجسام قريبة من الأرض، أي أن مدارها يتقاطع مع مدار كوكب البشر). ويعثر على نحو ثلاثة آلاف نوع جديد كل عام.

ووفقاً للعلماء، رصدت كل الكويكبات التي يبلغ طولها كيلومتراً أو أكثر بشكل شبه كامل. لكنهم يقدّرون أنهم لم يرصدوا إلا نحو 40% من الكويكبات التي يبلغ مقاسها 140 متراً أو أكثر، وهذه لديها القدرة على تدمير منطقة كاملة.

ومن المتوقع أن يحدث الاصطدام بين المركبة الفضائية والكويكب عند الساعة 19:14 بالتوقيت الشرقي (23:14 بتوقيت غرينتش)، ويمكن متابعته عبر البث المباشر لـ"ناسا".

إذا أخطأت "دارت" هدفها، ستكون لدى المركبة كمية وقود كافية لمحاولة أخرى في غضون عامين. لكن إذا نجحت، ستكون خطوة أولى نحو عالم قادر على الدفاع عن نفسه من تهديد وجودي في المستقبل، كما قالت نانسي شابوت، من مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز.

 

المصدر : وكالة سواـ العربي

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد