توماس فريدمان يستعرض 3 مسارات محتملة لنهاية حرب بوتين في أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية

وصف الصحفي المخضرم توماس فريدمان ما عانته روسيا الأسبوع الماضي على المستويات العسكرية والدبلوماسية وحتى المحلية، بالانتكاسة.

واعتبر أن "الأسبوع الماضي كان أسوأ أسبوع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ غزوه لأوكرانيا قبل 7 أشهر، في قرار كان يفتقر إلى الحكمة والعدالة والرحمة، ودون أن تكون لدى صاحبه خطة بديلة"، وفقا لمقال له في صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times).

ووفق فريدمان فإن أوكرانيا وحلفاءها أجبروا الروس على الانسحاب الفوضوي من جزء كبير من الأراضي، وإن زعيمي الصين والهند أعربا لحليفهما بوتين عن امتعاضهما من حربه وما نجم عنها من تضخم في الغذاء والطاقة أضر بسكان بلديهما البالغ عددهم 2.7 مليار نسمة، فضلا عن إعلان إحدى نجوم البوب الروس لمتابعيها البالغ عددهم 3.4 ملايين على إنستغرام أن الحرب في صدد "تحويل بلدنا إلى دولة منبوذة والتسبب في تدهور حياة مواطنينا".

وبحسب فريدمان وصل الاستياء والقلق لحلفاء روسيا الأوروبيين، ورغم هذه التطورات فإن السؤال الذي ما يزال منذ بداية الحرب يطرح نفسه هو: كيف تنتهي هذه الحرب بشكل متوازن وثابت؟

3 مسارات لانتهاء الحرب

يقول فريدمان إنه ما يزال جاهلا بالإجابة الشافية عن السؤال، لكنه يذكر أنه استشف خلال بحثه عن تلك الإجابة أن ثمة " نتائج محتملة، بعضها جديد تماما وبعضها مألوف، ولكن جميعها تأتي بآثار جانبية معقدة وغير متوقعة:

المسار الأول

أن تنتصر أوكرانيا بشكل كامل، وهو ما قد يدفع بوتين بحسب فريدمان، للإقدام على عمل جنوني، عندما يرى نفسه يواجه بشكل مباشر الإذلال والهزيمة.

لكن فريدمان أبرز ألا أحد يتوقع أن يكون الجيش الأوكراني قادرً على متابعة المكاسب العسكرية الكبيرة التي حققها خلال الأسبوعين الماضيين من خلال طرد القوات المتبقية من الأماكن التي تتمترس فيها، ولو تم ذلك، فإن فريدمان يحذر من أن بوتين ربما يلجأ للسلاح النووي الذي كثيرا ما لوح به.

المسار الثاني

إبرام "صفقة قذرة" على حد وصف فريدمان، مع بوتين تؤمن وقفا لإطلاق النار وتوقف التدمير، لكنها تخاطر بتقسيم الحلفاء الغربيين وإثارة غضب العديد من الأوكرانيين.

وأوضح فريدمان أنه لا يستطيع أن يتخيل أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيقبل بوقف لإطلاق النار أو شيء قريب من ذلك، حيث تتمتع قواته حاليا بقدر كبير من الزخم، وقد التزم باستعادة كل شبر من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

المسار الثالث

إبرام "صفقة أقل قذارة" تعود فيها الأمور إلى ما قبل غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، ويرى فريدمان أن كييف ربما تكون على استعداد للتعايش مع ذلك، وربما حتى الشعب الروسي أيضا.

ويعتقد فريدمان أن مثل هذه الصفقة قد لا تكون ممكنة ما لم تتم الإطاحة ببوتين أولا، إذ لا يمكنه أن يتحمل مواجهة الحقيقة المترتبة على ذلك والتي لا مراء فيها، وهي أن حربه كانت "عبثية" بكل ما في الكلمة من معنى.

وأوضح فريدمان أن التباين بين الاحتمالات الثلاثة عميق، ملفتا إلى أنه أيا كانت النتيجة فإن غالبيتنا سنستمر في التأثر بهذه الحرب، قائلا: "قد لا تكون مهتما بحرب أوكرانيا، لكن حرب أوكرانيا ستهتم بك، بأسعار الطاقة والغذاء، والأهم من ذلك بإنسانيتك".

وأغلق فريدمان مقاله بالقول إن هذه الحرب يمكن أن تنتهي بطرق مختلفة بعضها أفضل من بعض وبعضها أسوأ، لكن لن تكون أي نهاية منها سهلة، "هذا حتى بدون النتيجة الرابعة، أي شيء لا يمكن لأحد التنبؤ به".

المصدر : الجزيرة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد