مساعدة الطفل بالواجبات المدرسية المنزلية.. مسؤولية من؟

مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم يؤثر على تحصيلهم الدراسي

إنّ مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم لها تأثير كبير في نجاح وتحقيق أهداف الطفل المرجوة في المدرسة، حيث يعد متخصصون أنّ التدخل الأسري في العملية التعليمية من بين أهم العوامل التي تؤثر على النجاح المدرسي للأبناء.

ويؤكّد خبراء علم الاجتماع وعلم النفس أنّ التعليم ليس مسؤولية المدرسة فقط، بل هو التزام مشترك بين الطلاب، الأسر، المعلمين، المدرسة، وفق متخصصين.

مسؤولية من؟

يقول المستشار الأسري الدكتور حسين الحلبي إنّ مسؤولية تعليم الأبناء مطلوبة من الوالدين، وليس من المفروض أن يكون هناك نزاع على ذلك، فتدريس الأبناء جزء من اهتمام الأب والأم على حد سواء، وهما يلعبان دورا فعالا في مساعدة أولادهما من الناحية التعليمية.

ويضيف أنّه من المعتاد أن تقوم الأم وحدها بمتابعة الدروس اليومية للأولاد في البيت، غير أنّ الطفل يحتاج فعلياً إلى اهتمام الأب، لذلك فإنّ مشاركة الأب الفعالة في عملية التدريس تؤهل الطفل لتحقيق التفوق.

ويشير إلى أنّ دور الأم أهم من دور الأب في تنمية ثقافة الأبناء، فهي تقوّي شخصية أولادها وتحافظ عليهم وتعلمهم الأخلاق، وأيضاً يقع على عاتقها الدور الأكبر في تربية وتعليم الأبناء بحيث تقوم بمساعدة أبنائها في مراجعة الدروس وحلّ الواجبات والتحضير للدروس الجديدة.

وبحسب الحلبي، غالباً ما يكون أحد الطرفين غير ملم بكل الأمور التعليمية أو غير متعلم بالقدر الكافي لمتابعة طفله في المنهج الدراسي، لذلك يجب على الطرف الآخر (أباً كان أم أماً) أن يسد هذا النقص ويكون له دور فعال ومؤثر في عملية متابعة التحصيل الدراسي.

ويحذّر الحلبي من الأساليب الخاطئة التي يعتمدها بعض الأهل مع أبنائهم في المذاكرة منها العنف اللفظي (إهانة الطفل ووصفه بأنّه غبي أو العقاب الجسدي، الأمر الذي يؤدي إلى توتر الطفل وشعوره بالخوف من تكرار الخطأ والفشل في الدراسة؛ مما يجعل عقله غير قادر على التحصيل العلمي الجيد.

أنشطة لتعليم الأبناء

من أهم ما تطرق إلى أهمية الأهل في نجاح أولادهم بالتحصيل الدراسي "نموذج أبستين" وكان للباحثة جويس أبستين، التي صنفت عدداً من أنشطة مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم أهمّها:

الرعاية الأبوية:

من خلال توفير الوالدين لأبنائهم البيئة المنزلية الجيدة التي تدعم التعلم وتتضمن توفير الأمن النفسي، الرعاية الصحية، التغذية الملائمة، أساليب التربية والتنشئة الإيجابية، تنمية السلوك والقيم والأخلاق، فضلاً عن النصح والوعي بأهمية التعليم وغيرها.

التعلم في المنزل:

حيث يساعد أولياء الأمور أبناءهم في أداء الأنشطة التعليمية كالواجبات المدرسية، المذاكرة، القراءة، البحث، تنفيذ المشاريع والتجارب.

كما يشمل مساعدة المدرسة لأولياء الأمور في تقديم الدعم التعليمي الكافي لأبنائهم. من خلال إرشاد الوالدين لأفضل الطرق والإستراتيجيات التي يمكنهم استخدامها أثناء تعليم أبنائهم بالمنزل، وكيفية التغلب على المشكلات السلوكية أو التعليمية التي يواجهها المتعلمون، أو التعرف على المناهج والمشاريع التربوية الجديدة.

اتخاذ القرار:

أي مشاركة أولياء الأمور في عملية اتخاذ القرار في المدرسة كالانضمام إلى مجلس الآباء أو مجلس إدارة المدرسة، قيادة وتمثيل مجتمع أولياء الأمور.

الدور المهم للأم

كما قامت الباحثة جانا فيلجارانتا من أصول فنلندية مع عدد من زملائها، بأبحاث شملت عدداً من طلاب الصف الثاني والرابع الابتدائي لمعرفة مدى أهمية دور الأمهات في متابعة أولادهن في التحصيل الدراسي مقابل دور الآباء.

وخلصت إلى أنّ أدوار الأمهات في عملية التدريس مهمّة جداً لأنّهن يدفعن أولادهن حتى يكونوا أكثر إصراراً والتزاماً وثقة واستقلالية في إنجاز المهام، كما أنهن يقدمن المساعدة في التدريس أو مراقبة ما إذا كان الطفل قد قام بواجبه المدرسي أو أنه قادر على القيام بذلك بنفسه.

.

المصدر : وكالة سواـ الجزيرة نت

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد