الغرفة المشتركة: نؤكد على حق شعبنا بغزة في كسر الحصار والاستفادة من ثرواته

الانسحاب الاسرائيلي من غزة

أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر الوطني "بالمقاومة نحقق الحلم ونبدد الوهم" في الذكرى 17 للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ، على "حق شعبنا بغزة في كسر الحصار والاستفادة من ثوراته".

وفيما يلي كلمة الغرفة المشتركة كما وصلت "سوا":

كلمة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية خلال مهرجان بالمقاومة نحقق الحلم ونبدد الوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية الوطن والثورة من قلب غزة المحررة، لأبناء شعبنا المعطاء على امتداد فلسطين كل فلسطين وفي المنافي والشتات..

تحية لأرواح شهدائنا الأكرم منا جميعاً..

تحية لجرحانا الأبطال أيقونات الفخر والإباء..

تحية لمقاومينا الأبطال وثوارنا الأحرار في جنين وتحية لأرواح شهيدينا الأفذاذ أحمد أيمن عابد وعبدالرحمن هاني عابد أبطال عملية حاجز الجلمة صباح اليوم الذين داسوا باقدامهم الطاهرة على كل الاحتياطات الأمنية واثبتوا ان الفلسطيني المقاوم قادر ان يصل الى حيث يريد ويضرب العدو في مقتل وقتما شاء وكيفما أراد .

تحية لأسرانا البواسل صناع المجد.. تحيةً لكل حر شريف من أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم..

والتحية كل التحية للسواعد الرامية الضاغطة على الزناد التي ما فتئت تصفع العدو في كل ميدان وفي كل زمان، وتلقنه الدرس تلو الدرس، تحيةً لكم جميعاً من قلب غزة العزة والشموخ، التي لطالما كانت كابوس المحتل ومحطمة نظرياته الأمنية، غزة التي تحررت بسواعد مقاوميها وبصمود شعبها؛ برجاله ونسائه وشيوخه وأطفاله، غزة التي ركّعت أباطرة الإحتلال وأسقطت حكوماته وأرّقت منامه، كيف لا وهي غزة؛ قاهرة الغزاة ومقبرة المحتلين على مدار الأزمان وفي كل العصور.

نُحْيي اليوم ذكرى "يوم المقاومة"؛ يوم أن أغلق العدو السياج على آخر جندي مندحر عن قطاع غزة، ظاناًّ أنه بذلك استراح من هذا الصداع الذي أرّقه لسنوات، وما علم بأن اندحاره سيؤسس لمرحلة جديدة من الصراع ستصبح فيه غزة قاعدة لانطلاق المقاومة في كل فلسطين ومنارة لكل الأحرار ونواة لجيش التحرير، وبأن مستوطناته التي كانت سرطاناً مزروعاً في قلب غزة يقطّع أوصالها وينغّص حياة أهلها ستغدو نابضةً بالحياة، ومستقراً لمواقع التدريب والتصنيع، ومتنفساً لشعبها الكريم المعطاء، بحماية المقاومة وبأس رجالها، وما علم المحتل يومها بأن ما قبل سبتمبر من عام 2005م لا يشبه أبداً ما بعده..

لقد باتت غزة اليوم تحتضن جيشاً عرمرماً من المقاتلين الأشداء الذين سيزحفون ذات يوم لتحرير فلسطين بعون الله، ملتحمين مع أبناء القدس والضفة والداخل المحتل وفلسطينيي الشتات وأحرار الأمة؛ في مشهد سيخلده التاريخ وتذكره الأجيال.

يا شعب الشهداء با فخر الأمة..

لقد شكلت وحدة المقاومة في غزة أنموذجاً فريداً، فما كان لهذا التحرير لجزءٍ عزيز من أرض فلسطين أن يكون لولا توحد جميع أطياف الشعب وفئاته على قلب رجلٍ واحد، وفي القلب منهم المقاومين، حيث شكلت عملياتهم المشتركة وضرباتهم المنسقة ورميهم عن قوس واحدة إرهاقاً للاحتلال، ورفعت من تكلفة احتلاله، ونسفت للأبد نظرية "نتساريم كتل أبيب"، مما أجبر العدو على الاندحار للتخلص من هذا العبء الثقيل..

وقد تواصلت الوحدة الميدانية لشرفاء شعبنا ومقاوميه وازدادت تطوراً وألقاً إلى أن توجت بالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية التي باتت تدير معاركها مع المحتل بشكل منسق ويتلاحم أبناؤها في شتى ميادين التدريب والقتال والشهادة..

لقد أثبت تحرير غزة للقاصي والداني فشل مشاريع التسوية والتنسيق مع الاحتلال وعرّت أرباب الحلول السلمية، فلا حوار مع المحتل إلا عبر فوهات البنادق وراجمات الصواريخ، فها هي غزة التي كان العدو يقسّمها بكل صلف وعنجهية قبل سبعة عشر عاما من مفترق الشهداء وحاجز أبو هولي ويفرض على شعبا أسلوب حياتهم وتنقلاتهم هاهي اليوم تفرض حظر التجوال على قلب الكيان ومركزه ورمز كبريائه المزعوم متى شاءت قيادة المقاومة بفضل الله..

يا أهلنا.. أيها الصامدون..

لقد سقطت كل مشاريع التسوية وفي مقدمتها أوسلو التي تمر ذكراها هذه الأيام، وبقي لواء مقاومة الاحتلال شامخاً مرفوعاً يزدهر ويزداد رسوخاً في أرضنا وفي قلوب أبناء شعبنا، وكما تحررت غزة وفرّ المحتل تحت ضربات المقاومين منها، سيتحرر كل شبر في فلسطين وستطهر المقدسات من دنس الاحتلال بنفس الكيفية مهما طال الزمان، فالمقاومة ثقافة تتوارثها أجيالنا، وخير شاهدٍ على ذلك البطولات التي يسطرها الجيل الفلسطيني الجديد في القدس والضفة والداخل المحتل؛ الذي أرادوه جيلاً مدجناً خانعاً متعايشاً مع الاحتلال، ولكنه صفعهم عشرات المرات وأثبت أنه سليل الأبطال والمقاومين وأنه لن يلقي السلاح مهما كان الثمن.

واننا اليوم في المقاومة الفلسطينية وغرفتها المشتركة نؤكد على حقنا في ثرواتنا وفي مقدمتها حقول الغاز أمام شواطئ غزة ، كما نؤكد على حقنا الخالص في إنشاء ممر مائي آمن مقدمة لرفع الحصار نهائيا عن قطاع غزة.

واليوم وبعد 17 عاماً على تحرير غزة واندحار الاحتلال ومستوطنيه يجرون أذيال الهزيمة، فإن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد بأنها بجميع مكوناتها على قلب رجل واحد، وماضية في الإعداد والتدريب والتجهيز لمعركة التحرير، وستبقى الأمينة على حقوق شعبنا وثوابته، والوفية لعذابات الأسرى والجرحى والمحاصرين والمبعدين..

وإن رهان العدو على كسر غزة وشعبها من خلال تشديد الحصار وتضييق الخناق سيبوء بالفشل، وهوا ما أكدته معاركنا مع الاحتلال، وما سيف القدس عنا ببعيد..

لقد ازداد التفاف الشعب حول المقاومة، وازدادت المقاومة صلابةً وقوةً، وترسخت القناعة لدى القاصي والداني بأن الحقوق السليبة لا تعود إلا بوحدة الصف والكلمة، وبقوة السلاح والمقاومة، وبالعزيمة الصلبة والإرادة القوية،

هذا عهدنا لشعبنا وأمتنا ولكل الأحرار بأن نحفظ الأمانة وأن نبقى الأوفياء ولن نغير أو نبدل حتى نزحف نحو الأقصى فاتحين، فاليوم غزة.. وغداً كل فلسطين بإذن الله، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.

والله أكبر والنصر للمقاومة،،،

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية

الأربعاء ١٤ سبتمبر ٢٠٢٢م

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد