غزة: المجلس التشريعي يعكف على إعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية

مدير عام الشؤون القانونية في المجلس التشريعي بغزة، أمجد الأغا

قال مدير عام الشؤون القانونية في المجلس التشريعي ب غزة ، أمجد الأغا، إن المجلس التشريعي حريص على تطوير وتجويد القوانين بما يحقق أكبر خدمة للمجتمع الفلسطيني.

وأضاف الأغا، "في سبيل ذلك يعمل حالياً على مشروع قانون جديد للأحوال الشخصية يعالج العديد من الملفات في مواضيع الزواج والطلاق والحضانة وسيرى النور خلال 3 أشهر على أبعد تقدير".

وفيما يلي نص ما وصل وكالة سوا:

أكد مدير عام الشؤون القانونية في المجلس التشريعي أمجد الأغا على أن المجلس التشريعي حريص على تطوير وتجويد القوانين بما يحقق أكبر خدمة للمجتمع الفلسطيني، موضحًا أنه في سبيل ذلك يعمل حالياً على مشروع قانون جديد للأحوال الشخصية يعالج العديد من الملفات في مواضيع الزواج والطلاق والحضانة وسيرى النور خلال 3 أشهر على أبعد تقدير.

التفاصيل في الحوار التالي:

* ما هو الإطار القانوني المعمول به حالياً، ولماذا تم اللجوء طرح قانون جديد للأحوال الشخصية؟

المجلس التشريعي تبنى سياسة تهدف إلى تحديث قانون الأحوال الشخصية، فقد أقر قانون الأحوال الشخصية رقم (6) لسنة 2021م، ودخل حيز التنفيذ في المحاكم الشرعية، وهو يختص في تنفيذ الأحكام الشرعية الباتة والنهائية، ولكن مع الممارسة العملية وجدنا أننا بحاجة لقانون جديد لذا مشروع قانون الأحوال الشخصية له أسباب عديدة خاصة وأن القوانين القديمة مر على إقرارها زمن طويل، ويعتريها الكثير من القصور، كما ظهرت مستجدات تستدعي المواكبة والموائمة، وبالتالي كان لابد من طرح مشروع قانون جديد.

* أبرز الإضافات في مشروع القانون الجديد؟ وماذا سيستفيد المجتمع مقارنة مع القوانين السابقة؟

مشروع القانون الجديد يتكون من 380 مادة، مقترح من لجنة شكلت من القضاء الشرعي، وهو مستلهم من قانون الأحوال الشخصية الأردني لسنة 2010 وتعديلاته، باعتبار المجتمع الأردني الأقرب إلينا، وتناول مسائل الأحوال الشخصية الأصلية كالزواج والطلاق ومرحلة الخطبة وشروطها والحقوق الزوجية والنفقة والسكن والحضانة وغيرها.

* الإيجابيات التي سيحققها في المجتمع ومزايا تطبيقه؟

هناك العديد من الإضافات التي ستحقق إضافة نوعية للأسرة بشكل عام والمرأة بشكل خاص، مشروع القانون مثلاً يعترف بوسائل الاتصال الحديثة المؤمنة والموثوقة وفق اللوائح التنفيذية التي ستعتمد لاحقًا في انعقاد الزواج، حيث في القانون السابق كان يشترط حضور الطرفين في عقد الزواج، كما أن مشروع القانون حدد سن الزواج بعمر 18 عامًا، وليس أقل من ذلك كما بالقوانين السابقة، وهذا كان مطلبًا مجتمعيًا ويتناسب مع سن الرشد المقر بالقانون الفلسطيني.

وهناك استثناء للسماح في الزواج بسن 16 عامًا، بموافقة المحكمة الشرعية، وله اعتبارات خاصة، في حالة البلوغ والاستعانة بخبراء للتأكد من حالة البلوغ ومصلحة الزواج تنعقد بالبلوغ.

كما يطرح مشروع القانون ضرورة ابلاغ الزوجة بأن زوجها يعتزم الزواج بامرأة ثانية، وهو خيار للمحكمة وليس وجوبيًا، مع ضرورة تأكد القاضي على قدرة الزوج على الانفاق وتوفير كل الحقوق وإعلام الثانية بأن زوجها سبق له الزواج.

ومن الإيجابيات لمشروع القانون وجوب توثيق عقد الزواج خلال 3 أشهر، ويعاقب كل من لا يوثق هذا العقد سواء الزوجين أو المأذون أو الشهود بعقوبة جزائية تصل للسجن أو الغرامة المالية 200 دينار لكل شخص.

* الإضافات الجديدة بخصوص الطلاق والخلع؟

مشروع القانون الجديد تطرق إلى أحكام تفصيلية لانحلال العلاقة الزوجية، مسألة الطلاق مهمة ومشروع القانون فصل في أحكام انحلال عقد الزواج وحالات جديدة من الطلاق، وضيق في بعض حالات الطلاق الشائعة وغير منعقدة مثل الطلاق التعسفي.

ويؤكد المشروع على عدم وقوع الطلاق على المرأة في مرحلة العدة 3 أشهر، والطلاق من السكران والمجنون والنائم والمغمى عليه والمدهوش، بعلة عدم وعيه لما تلفظ، وهناك بعض ألفاظ شائعة في مجتمعنا مثل الحلفان بالطلاق، رأي المشرع أنه لا يقع الطلاق بموجب التلفظ طالما لم تضمن صيغة الطلاق مخاطبة الزوجة بشكل مباشر وواضح وبنية مبيته للطلاق.

ومن حالات الانحلال الزوجية رغبة الزوجة في الانفصال والتنازل عن حقوقها مثل حالات الخلع بالتراضي والتفريق والهجر، ويوجد صور أخرى للطلاق بسبب عدم الانجاب والعجز عن دفع المهر والانشقاق وصور أخرى لم تكن موجودة في القوانين السابقة.

* هل هناك جديد في مشروع القانون فيما يخص سن الحضانة؟

يعتبر من أكثر المواضيع التي تثار في المجتمع، فبحسب القانون الحالي المعدل لسنة 2009م تستمر الحضانة للأم المطلقة لسن 9 سنوات للفتاة، والذكر لسن 11 سنة، والأرملة التي حبست نفسها لرعاية أولادها، أما مشروع القانون الجديد وفي المادة 188 عدل سن الحضانة للام المطلقة لسن 13 عامًا سواء الذكر والأنثى ولغير الأم حتى سن 9 سنوات، وهذا سيتم بحثه باستفاضة مع كافة الجهات ذات العلاقة قبل إقرار القانون، مع مراعاة الأبعاد المجتمعية والنفسية وسيكولوجية الطفل ومصلحة الأب في رعاية الأبناء ومصلحة الأم في بقاء أبنائها تحت رعايتها.

هذه المسألة ليست نهائية للنص المقترح، وهناك أمور تفصيلية في الحضانة، مثلًا الطفل المحضون إذا كان لديه إعاقة أو مرض هناك أحكام تفصيلية أخرى ترجح الكفة لإحدى الطرفين سواء للأب أو الأم ولابد من أن تقرأ المسألة كلياً لأن مصلحة المحضون هو الأساس وتوفير البيئة المناسبة.

* ما الجديد في قضية اثبات النسب؟

مشروع القانون الجديد اعترف بالوسائل الحديثة لإثبات النسب مثل التحليل الجيني والبصمة الوراثية.

* مدى موائمة مشروع القانون الجديد مع القوانين الدولية الخاصة بالأسرة والأحوال الشخصية؟

المجلس التشريعي عندما يقر قانون يقوم بدراسة ما يسمى بالبيئة المحلية والبيئة الدولية، البيئة المحلية وهي دراسة مدى انسجام مشروع القانون الجديد مع القوانين السارية، وعدم وجود تعارض ومخالفة، أما البيئة الدولية تعني دراسة القوانين السارية بالدول المحيطة بنا، والسياسات التشريعية التي تبنتها، وكذلك الاتفاقيات الدولية المبرمة، مع ضرورة أن تتناسب كل القوانين والاتفاقيات مع مبادئ الشريعة الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا كما تنص المادة 4 في القانون الأساسي الفلسطيني.

* خطة المجلس في توسيع رقعة المشاركة المجتمعية في إقرار مشروع القانون وغيره من القوانين؟

ألية إقرار القوانين في التشريعي تعتمد على إنضاج مشروع القانون داخليا على المستوى الاستعانة بالخبراء ولجنة صياغة التشريعات والمختصين، وبعد الوصول لآلية واضحة وإطار لمشروع القانون يعرض المشروع القانون على المواقع الالكترونية ومن خلال عقد ورش عمل ويتم استضافة خبراء ومختصين، مشروع قانون الأحوال الشخصية نعمل من أجل أن يكون صمام أمان للمجتمع والأسرة، لذا حريصون على أوسع مشاركة في انضاجه وتجويده.

* الصعوبات والعقبات التي تواجهكم لإقرار مشروع القانون؟

أي مشروع قانون له تحديات وصعوبات، والتحدي الأكبر لهذا المشروع هو أن يوازي بين المصالح الخاصة والأطراف المتناقضة، إضافة أن هناك تحدي كبير بأن يكون القانون منسجم مع كافة القوانين ولا يتعارض معها.

* متى سيدخل مشروع قانون الأحوال الشخصية حيز التنفيذ؟

مشروع القانون على رأس أولويات المجلس التشريعي وسيدخل حيز التنفيذ بعد استكمال كافة الإجراءات والمدد القانونية، ونحن بصدد انهائه وبمجرد قرأته بالقراءة الثانية ونشره سيدخل حيز التنفيذ ونسعى أن يدخل حيز التنفيذ خلال شهرين أو ثلاثة أشهر على أبعد تقدير.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد