مركز فلسطين: الإهمال الطبي أداة قتل بطيء للأسرى
قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى اليوم الأحد، إن سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تستخدمها سلطات الاحتلال وإدارة سجونها بحق الاسرى سلاح فتاك وأداة من أدوات القتل البطيء للأسرى جسدياً ونفسياً الامر الذي يعرض حياة 130 اسيراً هم أصحاب الأمراض الخطيرة للموت في أي لحظة.
وكشف مركز فلسطين أن سياسة الإهمال الطبي سبب رئيس في استشهاد (73) اسيراً في السجون منذ عام1967، كان آخرهم الشهيدة المسنة سعدية سالم فرج الله (65 عاما) من بلدة اذنا قضاء الخليل والتي استشهدت في سجن الدامون بعد إصابتها بجلطة نتيجة الإهمال الطبي واحتجازها في ظروف قاسية كونها كبيرة في السن وتعاني من عدة أمراض.
وبين الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز، أن الاحتلال يهدف من سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج زيادة وتفاقم معاناة الأسرى وقتلهم ببطء وانعدام الامل في شفائهم، أو تحويلهم لأجساد هزيلة ومريضة وعالة على أسرهم وشعبهم بعد التحرر، بعد أن فشل الاحتلال من إفراغهم من محتواهم الوطني والثوري من خلال الاعتقال.
وعزا "الأشقر" وجود مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال للأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى، والتي تفتقد للحد الأدنى من المقومات المعيشية والصحية السليمة، إضافة الى ظروف التحقيق القاسية التي يتعرضون لها في بداية الاعتقال، ثم سياسة الإهمال الطبي التي تتركهم فريسة للأمراض تنهش أجسادهم دون رحمة.
وأشار الأشقر ما يزيد عن (600) أسير يعانون من أمراض مختلفة، بينهم حوالي (130) أسير مصابون بأمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والضغط، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم، وهؤلاء جميعاً يتعرضون لمجزرة صحية حقيقية ولا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.
وقال "الأشقر" أن المشاكل الصحية لدى الأسرى تكون بسيطة في بدايتها، ويمكن علاجها والسيطرة عليها لو توفرت الرعاية الطبية الحقيقية بشكل عاجل، ولكن الاحتلال يتعمد إهمال علاجها لفترات طويلة تصل لسنوات مما يؤدي الى الامر تراكم التعب والاجهاد وتغلغل المرض في جسد الأسير الى حد كبير، وتتحول مع طول الوقت لأمراض مزمنة وخطيرة يصعب علاجها.
واتهم الأشقر الاحتلال بارتكاب جريمة قتل واغتيال مكتملة الأركان بحق الأسير "ناصر ابوحميد"، الذي أصيب بمرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي، وروف السجن القاسية الامر الذي يعرض حياته للخطر الشديد ومن الممكن ان يرتقي شهيداً فى أي لحظة، مع استمرار رفض الاحتلال إطلاق سراحه او تقديم رعاية طبية حقيقية له.
وأكد الأشقر ان العامين الأخيرين شهدا تصاعد واضح في اصابة العديد من الأسرى بأمراض خطيرة كالسرطان في مراحل متقدمة، والجلطات القلبية وغيرها نتيجة عدم الكشف المبكر على الأسرى، وعدم تقديم علاجات مناسبة للأمراض التي تصيب الأسرى في مراحلها الأولى، و الاستهتار بحياتهم بعدم اجراء عمليات جراحية او فحوصات ضرورية لهم.
واعتبر "الأشقر" سياسة الاحتلال بحق الأسرى انتهاك فاضح لكل الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على أنه (تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهريًّا، لمراقبة الحالة الصحية واكتشاف الأمراض في بدايتها، وتوفير العلاج اللازم لها.
وطالب " الأشقر" كافة المؤسسات الدولية الطبية بضرورة القيام بمسئولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على الأوضاع القاسية التي تؤدي الى إصابة الأسرى بالأمراض واستشهاد بعضهم فيما بعد، والوقوف على حقيقة ادعاءات الاحتلال بتقديم خدمات طبية كافية للأسرى، والعمل الجاد على إطلاق سراح الاسرى المرضى قبل فوات الاوان.