300 مستفيد من"صندوق المريض الفقير" في مستشفى المقاصد شهرياً
القدس / سوا / دعا رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية أحمد جاد الله المتبرعين وأصحاب الخير الساعين إلى التصدّق خلال شهر رمضان المبارك إلى التبرّع لـ "صندوق المريض الفقير" في مستشفى المقاصد، حيث يغطي الصندوق تكاليف المساعدات الطبية والفحوصات المتخصصة ومصاريف الإقامة في المستشفى للمرضى المحتاجين ولمرافقيهم.
وأوضح جاد الله أن الصندوق كان قد تأسس منذ أربع سنوات لغرض تقديم الدعم والمساندة المالية للمرضى النزلاء وذويهم أو مرافقيهم، والمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير احتياجاتهم ومصاريفهم اليومية، وذلك استكمالاً للرسالة الخيرية والإنسانية التي يؤديها المستشفى.
وذكر جاد الله إن صندوق المريض الفقير يغطي وبعد دراسة الحالات الاجتماعية عن كثب ما تبقى من تكاليف العلاج والفحوصات لبعض المرضى، حيث تقوم وزارة الصحة الفلسطينية بتغطية ما نسبته 70-95% من تكاليف علاج المرضى المحولين، فيما تغطي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ما نسبته 70% من التكاليف، مع استثناء بعض الفحوصات المتقدمة. كما يحاول الصندوق تحمل نفقات علاج بعض المرضى غير المشمولين بأي تأمين صحي، ومنهم عدد من سكان مدينة القدس ممن تم سحب تأمينهم الصحي من قبل الحكومة الإسرائيلية نتيجة لسياسات الاحتلال العنصرية في المدينة.
وأشار جاد الله أن الصندوق يعمل على تحويل بعض الفحوصات الضرورية التي لا تتوفر في مستشفى المقاصد ولا يتم تغطيتها من قبل وزارة الصحة الفلسطينية إلى المشافي الإسرائيلية أو الأردنية. إضافة إلى تغطية الاستشارات من قبل بعض الاختصاصيين من خارج مستشفى المقاصد.
وأضاف أن صندوق المريض الفقير يصرف لكافة المرضى المحتاجين على حد سواء مبلغ بدل مواصلات، خصوصاً في حال كان المريض من محافظات بعيدة كأن يكون من قطاع غزة أو من محافظة نابلس أو جنين، وذلك بقصد التخفيف من معاناتهم وتكاليف رحلة علاجهم، كما يقدم لهم تكاليف عودتهم إلى المستشفى من أجل المراجعات.
ويصرف الصندوق للمرضى المحتاجين ولمرافقيهم بعض الأدوية غير المتوفرة في المستشفى، أو بعض الأدوية الخاصة لمرضى الأعصاب والأمراض النفسية، لافتاً إلى أن غالبية المرافقين لمرضى الضفة والقطاع هم من كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وضغط الدم ومشاكل العظام.
وأكد جاد الله أن قسم الخدمة الاجتماعية قد بدأ بإنشاء مركز لإعارة الأجهزة المساعدة للمرضى كالعكازات وأجهزة المشي والكراسي المتحركة.
وعن آلية تقديم الإعفاءات المالية والمساعدات الخاصة قال جاد الله، إن الحالات الاجتماعية تخضع لتقييم لجنة خاصة تبحث في الحالات الإنسانية والاجتماعية من أجل تقرير أحقيتها في الحصول على المساعدة، وتقديم توصيات بشأنها.
وفيما يتعلق بطرق تمويل ودعم الصندوق، قال جاد الله إن الدعم في الغالب يأتي عن طريق التبرعات الفردية وزكاة أموال أصحاب الخير أو بعض التبرعات غير المشروطة من قبل جهات كريمة، مؤكداً أن إجراءات التبرع تتم بشفافية تامة ومتابعة رسمية وقانونية من قبل إدارة المستشفى.
ولفت جاد الله إلى أن الصندوق بحاجة إلى ما يقارب سبعين ألف دولار شهرياً من أجل تغطية المساعدات القائمة دون المساهمة في تكاليف علاج المريض التي تغطي التأمينات جزءاً كبيراً منها، أو يقوم مستشفى المقاصد بعلاجها مجاناً مثل علاج جرحى العدوان على قطاع غزة صيف 2014، وأضاف: "إذا ما تم توسيع حجم خدمات الصندوق لتشمل المساهمة في توفير جزء من تكاليف علاج المريض فإن الميزانية المطلوبة للصندوق ستتجاوز 200 ألف دولار شهريا"، مؤكداً أن عدد المستفيدين من خدمات الصندوق شهرياً يفوق 300 مريض ومرافق، حيث تشكل نسبة مرضى قطاع غزة منهم ما لا تقل نسبته عن 80%.
وأضاف جاد الله: "في بعض الأحيان تلجأ إدارة المستشفى إلى تغطية تكاليف الصندوق من خلال ميزانية المستشفى الخاصة وذلك في حال حصول عجز في ميزانية الصندوق نتيجة قلة التبرعات، موضحاً أن بعض المرضى قد يحتاجون لتغطية فحوصات عالية المستوى تصل قيمتها إلى 1500دولار ، أو صرف بعض الأدوية غالية الثمن وغير المتوفرة في وزارة الصحة الفلسطينية، فيقوم صندوق المريض الفقير بدفع تلك التكاليف دون تحديد أي سقف لمبالغ المساعدات للمريض الواحد".
ودعا جاد الله جميع الراغبين في التبرع من أهل الخير مع حلول شهر رمضان المبارك إلى التوجه لصندوق المريض الفقير، وذلك لما يوفره من خدمات لجميع المرضى المحتاجين كصدقة جارية على مدار العام، حيث لا تنحصر المساعدات الموزعة لصالح مرضى بعينهم، مشيراً إلى أن الصندوق يستقبل بعض المساعدات العينينة كالعكازات والأجهزة المساعدة والكراسي المتحركة، والملابس الجديدة.
وبالإضافة إلى صندوق المريض الفقير فإن قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى المقاصد يقدم العديد من الخدمات الاجتماعية والنفسية والإرشادية للمرضى المقيمين في المستشفى وأسرهم الذين يعانون من ظروف اقتصادية وصحية ونفسية واجتماعية صعبة، كما يساعد في تأهيل المريض وأسرته، وعمل الإجراءات اللازمة لعودته إلى منزله. كما يشتمل القسم على غرفة ترفيهية مجهزة بألعاب وقصص الأطفال، ويضمّ طاقماً مؤهلاً ومؤلفاً من أفراد متخصصين في مجال الخدمة الاجتماعية والإرشاد النفسي والاجتماعي.