العالم يعيش أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية

بيروت / سوا / وصفت منظمة العفو الدولية، أزمة اللاجئين في العالم، بأنها "الأسوأ" منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مشيرة الى أن "إهمال وتآمر" قادة العالم، أوصل الأوضاع لهذا السوء، في ظل استجابة "متقاعسة ومخزية" للمجتمع الدولي تجاه هؤلاء البشر.


وقالت المنظمة في تقرير لها، حمل عنوان "أزمة اللجوء العالمية.. مؤامرة قوامها الإهمال"، وتلاه أمينها العام سليل شيتي، خلال مؤتمر بنقابة الصحافة في العاصمة اللبنانية بيروت أمس الاثنين، إن "إهمال قادة العالم لقضية اللاجئين يحكم على ملايين الأشخاص بحياة بائسة ويدفع الآلاف إلى حتفهم".


ولفت التقرير الذي صدر قبل أيام من الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، في 20 حزيران/يونيو الجاري، أن 4 ملايين لاجئ سوري "يعانون من أجل البقاء على قيد الحياة في تركيا، ولبنان، والعراق، والأردن، ومصر"، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي "تقاعس عن توفير الموارد الكافية لهذه الدول، أو للوكالات الإنسانية المعنية بمساعدة اللاجئين".


وأوضح تقرير منظمة العفو أن هناك أكثر من 3 ملايين لاجئ في دول إفريقيا، جنوب الصحراء، بسبب القتال في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، مشيرًا إلى أن "5 من أكبر بلدان العالم من حيث عدد اللاجئين الفارين منها، تقع في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، و4 دول من أكبر بلدان العالم من حيث استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين تقع في نفس المنطقة".


وبينما انتقد التقرير "عدم اهتمام المحافل الإقليمية والدولية بأزمة اللجوء في أفريقيا"، تطرق أيضًا إلى أزمة أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار، جنوب شرق آسيا، لافتًا إلى أن المنظمة الدولية للهجرة قدرت في أيار/مايو الماضي، وجود 8 آلاف شخص تقطعت بهم السبل في قواربهم قبالة سواحل تايلاند "أغلبهم من الروهينغيا الفارين من اضطهاد الدولة في ميانمار".


وقدر التقرير وجود أكثر من 300 شخص من هؤلاء قضوا غرقًا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري "جراء الجوع، والجفاف، والإساءة التي ارتكبتها بحقهم طواقم القوارب التي كانوا على متنها".


وقال التقرير إن العالم "يشهد أسوأ أزمات اللجوء في ظل حكومات تحرص على تحقيق مكاسب سياسية أنانية، عوضًا عن إبداء شيء من أبسط ملامح التعاطف الإنساني"، واصفًا استجابة المجتمع الدولي لهذه التحديات بـ"المتقاعسة المخزية".


وقال أمين عام منظمة العفو إنه "لم يعد بإمكان العالم أن يجلس ويكتفي بالمشاهدة، بينما ترزح بلدان من قبيل لبنان وتركيا تحت أعباء مهولة، حيث أنه لا ينبغي ترك أي بلد كي يتعامل وحده مع هذه الحالة الإنسانية الطارئة الضخمة، دون تلقيه مساعدة من بقية الدول".


وختمت المنظمة تقريرها بالدعوة إلى عقد مؤتمر قمة دولي، حول أزمة اللاجئين العالمية، ووضع نظام محلي متطور للاجئين، مشددة على ضرورة الالتزام المطلق بإنقاذ أرواح البشر أولًا، ومكافحة الإتجار بهم، ومكافحة ظاهرة كراهية الأجانب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد