الأورومتوسطي: الذرائع الأمنية لحصار غزة متناقضة وسخيفة

الحصار على غزة - توضيحية

قال مسؤول البرامج والاتصال في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "محمد شحادة" إن الذرائع الأمنية للحصار الإسرائيلي المفروض على غزة "متناقضة وسخيفة"، في الوقت الذي أصبح فيه الحصول على تصريح للعمل داخل إسرائيل أسهل نسبيًا من الحصول على تصريح للدراسة أو العمل أو العيش أو الزواج في الضفة الغربية.

وأشار "شحادة" في ندوة إلكترونية نظّمها "مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية" إلى إنّ "أحد أسوأ جوانب العيش في غزة هو المرور العصيب والبطيء للوقت، والذي يدفع الكثير من الشباب للقول إنّهم مرعوبون من فكرة الموت قبل الاستمتاع بالحياة".

واستضافت الندوة التي نُظّمت بعنوان "كابوس غزة المستمر" مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل "عمر شاكر"، والأستاذة المساعدة في الجامعة العربية الأمريكية "دلال عريقات"، والعضو في مجلس الشرق الأوسط "عمر رحمان".

وأوضح "شحادة" خلال الندوة أنّ السلطات الإسرائيلية تقيّد على نحو كبير عملية التنقّل بين غزة والعالم الخارجي، إلى جانب حظرها دخول المعدات التقنية البسيطة للقطاع، مثل أجهزة الصراف الآلي وآلات عد النقود، في إطار تشديد القيود على القطاع الاقتصادي.

وقال إنّه نتيجة لعقود من العمل الإسرائيلي المتواصل لأمننة السكان المحاصرين في قطاع غزة، والحط من إنسانيتهم، لا يجرؤ اليوم أي سياسي إسرائيلي سواء كان يميني أو يساري أو من الوسط على إظهار أدنى علامات التعاطف الحقيقي تجاه غزة لأن ذلك سيكون "انتحارًا سياسيًا"، مضيفًا أنّ الشيء الوحيد الذي يفعله السياسيون الإسرائيليون هو "استعراض قوة الردع لديهم من خلال خطاباتهم وسلوكياتهم تجاه غزة".

وأكّد أنّ إسرائيل تتعمد عرقلة المصالحة الداخلية بين الفلسطينيين، وكذلك إجراء الانتخابات الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّ المجتمع الدولي مطالب باتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الممارسات الإسرائيلية في هذا الإطار.

وناقش "شحادة" عددًا من الأسباب التي تدعو للتفاؤل الحذِر فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، مثل إمكانيات القطاع الهائلة وغير المستغلة من حيث المعالِم والموارد الطبيعية، فضلًا عن روح المبادرة والصمود لدى سكانها على الرغم من القيود القاسية المفروضة عليهم.

وذكر "شحادة" أن مشروع "لسنا أرقامًا" التابع للمرصد الأورومتوسطي ومشروع "غزة سكاي جيكس" الشبابي شاهدان على محاولات فئة الشباب في قطاع غزة للعيش بكرامة رغم الأزمات الإنسانية المتوالية.

ولفت إلى أنه لا يمكن تجاهل الواقع القاسي الذي يحول دون توظيف وتنمية الطاقات البشرية في غزة، إذ يعاني سكان القطاع بشكل مستمر بفعل سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية، والممارسات الأخرى التي تُشعرهم بالتهديد الدائم مثل التحليق المستمر للطائرات الإسرائيلية المسيرة في أجواء القطاع.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد