غزة / سوا / نظم مركز الاعلام المجتمعي عرضاً سينمائياً للفيلم الوثائقي "الجمعة السوداء"، بتمويل من هينريش بول الالمانية، بحضور نخبة من الاعلاميين وممثلين عن المؤسسات الحقوقية والمدنية في قطاع غزة، بقاعة فندق جراند بالاس اليوم الأحد.

ويوثق فيلم "الجمعة السوداء" أحداث مدينة رفح خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة العام الماضي، من خلال ظهور مواطنين عايشوا الحالة ووثقوا من خلال الفيلم روايتهم حول جرائم الحرب التي حدثت تحديداً في مجزرة رفح في الأول من أغسطس 2014.

وقالت عدوان: " هذا الفيلم ليس لنبش الذاكرة, التي نعرف أنها لا زالت حية متألمة, بل هو شهادة حق للعالم الذي لا يرى فينا سوى ارهابيين لا يستحقون إلا القتل بدم بارد".

وأضافت: هذا الفيلم لا يعبر بدرجة كافية عن سواد ذلك اليوم وما تلاه, ولا يعبر عن حجم ماعانينا بكل الأحوال, ولكنه محاولة لصناعة الذاكرة, وهو وثيقة مرئية صادقة تشير نحو المجرم وما ارتكبته قوات الاحتلال الاسرائيلي".

وقال يوسف نتيل مخرج الفيلم، "الفيلم ليس بحاجة للشرح كثيراً فمن يشاهده يرى حجم المعاناة الحقيقي التي عاناها المواطنين اللذين وقعت عليهم المجزرة خلال العدوان"، وأضاف "واجهنا صعوبة كبيرة خلال تجهيز الفيلم، بسبب عدم قدرة الاعلام على تغطية ما حدث برفح في وقتها من شدة صعوبة الأوضاع، ولجأنا إلى المواطنين وما استطاعوا من تصويره على جوالاتهم الخاصة".

واختار المخرج نتيل ثلاثة أبطال عايشوا ثلاث قصص من جرائم الحرب التي ارتكبت في مدينة رفح, يوثقون جرائم الحرب التي حدثت معهم ومع غيرهم من المواطنين، والتي نتجت عن اتباع الاحتلال لتكتيك هانيبال الحربي وما ترتب عليه من قتل للمدنيين العزل واستهداف أعيانهم المدنية و حالة التهجير القسري تحت النار التي عايشوها.

وجاءت نهاية الفيلم بإظهار صور الحياة التي استمرت في ذات الأماكن التي شهدت تلك الجرائم, في محاولة منه للتأكيد على أن الحياة الكريمة حق للفلسطينيين رغم معاناتهم وأن ضمان هذا الحق واجب دولي وانساني على العالم اجمع.

ويسعى مركز الاعلام المجتمعي من خلال انتاج وعرض أفلام وثائقية في مشروع توثيق انتهاكات العدوان الاسرائيلي على رفح, "في محاولة لجذب انظار العالم لمعاناتنا ومطالبهم واحتياجاتهم لعلنا ننجح في دعم وتطوير حقوق الانسان الفلسطيني" كما قالت عدوان في كلمة المركز.

والجدير بالذكر أن مركز الإعلام المجتمعي ، مؤسسة أهلية مستقلة، تعمل في قطاع غزة منذ تأسيسها بداية 2007 بمبادرة من نشطاء في العمل الأهلي والإعلامي الذين رأوا ضرورة وجود مؤسسة أهلية تعنى بالإعلام حول حقوق و قضايا المواطنين و خصوصاً الفئات المهمشة مثل الشباب و المرأة.