اعتصام أمام المقر الرئيسي للأونروا بغزة رفضاً لتقليصاتها

غزة / سوا / بدعوة من اللجان الشعبية للاجئين لمنظمة التحرير الفلسطينية بقطاع غزة، اعتصم اليوم المئات من اللاجئين الفلسطينيين، وفصائل العمل الوطني والإسلامي أمام مقر وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " الرئيسي بمدينة غزة، احتجاجًا على تقليصات الوكالة ورفض ما صدر عن المفوض العام للوكالة ببير كرينبول عن عزمه القيام بتقليص خدمات التعليم والصحة والإغاثة وبرنامج الطوارئ، ما يزيد من المعاناة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين.


من جهته طالب بسام درويش في كلمة القوى الوطنية والإسلامية "الأونروا" بضرورة التراجع عن سياسة التقليصات اتجاه اللاجئين والتي تفاقم من معاناتهم.


وأوضح درويش أن سياسة التقليصات ترتب عليها زيادة أعداد الطلاب في الصفوف، داعيًا إلى زيادة أعداد المعلمين كحل جزئي لمشكلة البطالة بين الخريجين، ولتحسين العملية التعليمية ووقف أي تقليص في القرطاسية المخصصة للطلاب. وشدد درويش على أن القوى الوطنية والإسلامية من خلال وقفتها الاحتجاجية اليوم تطالب الوكالة بالتراجع فوراً عن قراراها الجائر المتمثل بتخفيض خدماتها بحق اللاجئين الفلسطينيين ، موجهاً في الوقت ذاته الدعوة للدول المانحة والدول العربية لبحث الأزمة المالية التي تشهدها وكالة الغوث ما يمكنها من الإيفاء بالتزاماتها التي أنشأت من أجلها.


وأكد درويش على رفض القوى الوطنية والإسلامية لموقف الوكالة بأن تجعل بعض الدول المارقة تتحكم في الدعم المالي عبر مساعدتها وتوظيفه في الابتزاز ، والضغط على الشعب الفلسطينيين للتنازل عن حقوقه الوطنية المشروعة.


من جانبه أكد زياد الصرفندي أمين سر المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة في كلمته خلال الاعتصام أن اللجنة بادرت لهذا الاعتصام كخطوة أولى ورفع مذكرة لمفوض الاونروا لكي يتراجع عن التقليصات بحق اللاجئين في ظل الحصار، ولنقول للعالم أجمع ان الدول المانحة عليها تسديد الأموال المستحقة عليها للاونروا لكي تتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها، قائلا : «ان الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الغوث في ميزانيتها حاليا ستكون بمثابة كارثة حقيقية تحل على اللاجئين، خاصة القاطنين في قطاع غزة، وحذر الصرفندي مما وصفه العواقب غير المحمودة لمثل هذه الأزمات وما ينتج عنها من تناقص الدعم والخدمات المقدمة للاجئين، والتي من شأنها التأثير على المنطقة بأسرها وخلق حالة من عدم الاستقرار فيها.


وأكد أن دور وكالة الغوث في الفترة الحالية مهم وأساسي خاصة مع استمرار الحصار الإسرائيلي وتفاقم أوضاع اللاجئين ودخول المزيد منهم تحت خط الفقر، مبينا أن أي عجز إضافي في ميزانية المنظمة الدولية سينعكس بشكل سلبي على الفئات الأشد فقرا في قطاع غزة. وأوضح الصرفندي أن توفير الدعم المالي اللازم يعني الاستمرار في تقديم وتطوير الخدمات المقدمة للاجئين وإنقاصها يتسبب في زيادة معاناتهم، وهذا ينذر بكارثة إنسانية على الصعد كافة وناشد الصرفندي الدول المانحة بزيادة دعمها لوكالة الغوث وسد العجز الحاصل في ميزانيتها بشكل فوري، كما طالب «الاونروا» بالعمل وإعداد برامج وخطط تهدف لتحسين حياة اللاجئين.


من جهته، أكد شحدة مخيمر مسئول المكتب القطاعي للاجئين في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن تقليصات الأونروا تطال برامج مهمة وتمس المخيمات والمساكن الجديدة التي تم بناؤها مؤخرا لمن هدمت منازلهم في العدوان الإسرائيلي الأخير في خانيونس ورفح وأنه تم تحويل خدماتها للبلديات وتنصلت الأونروا في تقديم الخدمات اللازمة لها.


وأوضح مخيمر ، أن 750 ألف أسرة تستفيد من برنامج الطوارئ الذي بدأ العمل فيه مع بداية انتفاضة الأقصى الثانية، وأن هذه الأسر جميعها تعيش تحت مستوى خط الفقر، وأن 11 ألف ومئتين أسرة منها تم حرمانهم من هذا البرنامج بزعم أنه طرأ عليها وضع اقتصادي جديد.


وأشار إلى أن الأونروا عمدت لدمج برنامج الطوارئ مع برنامج الخدمات الاجتماعية المقدم للأسر التي تعاني فقرا شديدا، وذلك بهدف دمج الطواقم الإدارية والاستفادة من زيادة عدد الباحثين الميدانيين الذين يعملون من أجل تقديم معلومات دقيقة عن عائلات اللاجئين.


ووصف مخيمر إجراءات وقرارات الأونروا بغير المفهومة وأنها تحاول المس بقضية اللاجئين وتحميل اللاجئ عبء ما تتذرع به من صعوبات مالية تواجهها، لافتا إلى تحذيرات الأونروا من الخطر الكبير الذي قد يجتاح القطاع مع حلول عام 2020 على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وأن هناك تفاقما كبيرا في الحياة السكانية سيحدث. معتبرا ذلك مناقض لإجراءات الأونروا على الأرض.


وأكد أن الفعاليات التي تنظمها القوى الوطنية والإسلامية ستتواصل لتعرية سياسة الأونروا أمام الرأي العام العالمي وتحميل المجتمع الدولي المسئولية عما يجري، داعيا المسئولين في الأونروا لدعوة المانحين لعقد اجتماع عاجل لتحديد سياساتها بما يخدم اللاجئين الفلسطينيين.


وكان المحتجون قد رفعوا يافطات ورددوا شعارات تدعم حقوقهم وتدعو الوكالة للتراجع عن سياسة تقليص خدماتها والتي بدأتها مع بداية العام الدراسي الجديد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد