الــــقنبلة الديموغـــرافـــــية

يحيى احمد ابو قمر

قبل عقدين من الزمن كنت طالبا بجامعة النجاح الوطنية, وأثناء تتبعي للصحف والمجلات ,لفت انتباهي دراسة نقلت عن إحدى الصحف العبرية وهي للبروفسور/آرنون سوفير حول المخاطر التي ستنهى دولة إسرائيل إلى الأبد حيث توقع بأن إسرائيل تسير نحو الانتحار والحل يكمن في التخلص من السكان وإقامة الجدار.

فهذا يعنى النجاة لليهود ويقول إن الجدار هو الطريق الوحيد للانتصار على الرحم الفلسطيني, فإذا سقط هذا الجدار سيغمرنا طوفان هائل من الفلسطينيين ,وإذا سقط الجدار سقطت إسرائيل .


وتابعت لاحقا دراسات للبرفسور الياهو رابيونتش/ الذى تنبأ بخراب إسرائيل بعد احتلالها للأراضي العربية في حزيران عام1967م .


والبرفوسور سيرجى ديلا فرغولا/الذى تنبأ بأنه خلال سنوات معدودة سيتحول اليهود إلى أقلية في المساحة الواقعة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن, وأن الحل يكمن في تغيير الوضع الديموغرافي لصالح اليهود بصورة ملموسة.


مـــؤتــــمر هرتسيليا عام 2002م. وهو الأخطر في هذا المنطلق أوصى المؤسسة الإسرائيلية بإعطاء الأولوية العليا للمشكلة الديموغرافية
وهؤلاء العلماء هم من أوائل المحاربين للجانب الديموغرافى الفلسطيني في إسرائيل, و"سوفير" هو الذى زرع في أذهان الوزير السابق دان ميريدور ومن بعده أرائيل شارون وبنيامين بن أليعيزر وزير حربه, زرع ضرورة التصدي العاجل لخطر القنبلة الديموغرافية الفلسطينية, وكشف الإعلام العبري وجود دراسة "سوفير" على رأس أجندة الحكومة الإسرائيلية ويقوم بتطبيقها بناء على أوامر رئيسه شارون, الذي بادر ببناء الجدار العازل, وغير مكترث لبطلان شرعية الجدار حسب المحكمة الدولية في لاهاي.


وعلى ضوء التفوق الكمي والنوعي بين الديموغرافية الفلسطينية والديموغرافية اليهودية يمكن تعداد الاستهدافات الصهيونية الحالية لجهة حماية عناصر ومقومات الأمن القومي الإسرائيلي على حساب مقومات الأمن القومي الفلسطيني.


فالخطر الديموغرافي من الأخطار القادمة التي ستنهى الصهيونية وإسرائيل إلى الأبد.. ولم يذكر علماء الديموغرافية أخطار السلاح النووي أو الجيوش أو المقاومة أو أي مصدر من مصادر القوة العسكرية, بل حذروا من انفجار القنبلة الديموغرافية وحسب دراسة سوفير بأن عرب الداخل من يمتلكون حق المواطنة الكاملة يتوقع بتساوي عدد العرب واليهود بعد عام 2030م، متسائلاً ما مستقبل إسرائيل إذا فاز العرب بالانتخابات وحكموا الدولة !!!.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد