التكنولوجيا: التكنولوجيا هي وسيلة تستخدم في الحياة يوميا للحصول على خدمات متنوعة قائمة على الأنشطة اليومية الروتينية كالتصفح على الإنترنت أو التعليم عن بعد أو استخدام أنظمة الملاحة في السفريات والرحلات الطويلة. كما وتساعد التكنولوجيا على التطور بين مختلف الحضارات والدول كاستنباط العادات والتقاليد الايجابية من بين الدول الأخرى.

- ماذا لو لم تكن التكنولوجيا؟

أصبحت التكنولوجيا ركناً أساسيا من أركان العيش والتعايش مع الحياة وخصوصا في الآونة الأخيرة بعد التطورات التي وردت عن الدول المتقدمة. مثال على ذلك، من الصعب جدا (أي الشبة مستحيل) للناس العيش بدون الانترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي حيث قديما كان هناك عجز في التواصل بين الناس في مختلف أنحاء العالم وذلك قبل اختراع الانترنت العظيم. كما ويعتمد الملايين حول العالم في كل تعاملاتهم اليومية على الوسائل التكنولوجية، سواء في التواصل مع الآخرين أو إنجاز أعمالهم، أو حتى الترفيه.

- من أعظم الاختراعات التكنولوجية والتقنية التي ظهرت في القرن الواحد والعشرين..

* مواقع الويب والخدمات الإلكترونية:

1- البلوتوث عام 2000: على الرغم من ظهور تقنية البلوتوث لأول مرة خلال عام 1999 إلا أن بداية عمله ودمجه في الأجهزة بشكل رسمي كانت في عام 2000 والآن هو واحد من أهم التكنولوجيات التي تعمل عليها الأجهزة الذكية.

2- فيس بوك 2004: فيس بوك لم يكن أول موقع للتواصل الاجتماعي فسبقه مواقع أخرى مثل MySpace وBebo، ولكنه تمكن من أن يصبح الأكثر شعبية في وقت قياسي.

3- يوتيوب 2005: في عام 2005 تم إطلاق موقع يوتيوب وأصبح مفضلا لدى أغلب المستخدمين حول العالم في مشاهدة محتوى الفيديو.

4- شبكات 4G: في عام 2008، حدد الاتحاد الدولي للاتصالات مجموعة من متطلبات الجيل الرابع (4G) والمعايير، وقدمت للمستخدمين إمكانيات وسرعات متطورة للغاية.

* السيارات ووسائل النقل:

حيث تمتاز بعض الدول المتقدمة بتقدمها في صناعة السيارات والطائرات الحربية الحديثة المزودة بتقنيات القيادة الآلية والاطلاق الذكي. وهناك العديد من الشركات البارزة في مجال السيارات الكهربائية والالكترونية وأبرزها شركة تسلا واسمها الكامل (تسلا موتورز) وتقع في منطقة كاليفورنيا والتي حازت على أرباحاً بعد 10 سنوات من الربع الأول من عام 2013, يُعتبر ما جذب انتباهًا واسعًا لشركة تسلا هو إنتاجها لسيارات كهربائية من نوعِ سيدان. وعملية مثل السيارة تسلا من طراز إس. الشركة أيضاً تقوم ببيع مجموعات بطاريات الليثيوم أيون لشركات عالمية، لاستخدامها في القطارات الكهربائية، وقد أعلن مجلس إدارة الشركة أنَّه يسعى للإنتاج الكمي للسيّارات الكهربائية، لخفض تكلفتها لتكون في متناول المُستهلك المتوسط.

* عالم الطب:

- أصبح الإنترنت المصدر الرئيس للمعلومات الطبية: حيث بالإمكان ملاحظة هذا من خلال انتشار المواقع الطبية باللغات المختلفة والتي تساهم في رفع الوعي ونشره حول الطب والصحة، إذ أصبح بالإمكان الحصول على المعلومة الطبية الموثوقة من خلال الإنترنت وبسهولة دون التحرك من مكانك.

- ساعدت في تقديم علاجات أفضل والتقليل من المعاناة في الوقت نفسه: إذ تمكنت التكنولوجيا من توفير آلات جديدة وأدوية وعلاجات ساعدت في حماية العديد من الأشخاص وحسنت من فرص علاجهم، ليس هذا وحسب بل استطاعت التكنولوجيا تحسين الأبحاث والدراسات العلمية لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة.

- سهولة التنبؤ بانتشار بعض الأمراض: حيث وفر الإنترنت والتكنولوجيا طرق تساعد الباحثين والعلماء في توقع الفترات التي من شأنها أن تشهد انتشارًا كبيرًا لبعض أنواع الأمراض والتحضير لمواجهتها بوقت أبكر من أجل تقليل الخسائر قدر المستطاع، كما حدث مع انتشار فايروس كورونا المستجد.

*مخاطر وجود التكنولوجيا على البشرية من ناحية:

السياسة: أصبح للتكنولوجيا دورًا كبيرًا في التأثير على المجال السياسي والحملات السياسيّة الانتخابية، من خلال استخدام استطلاعات الرأي على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات على الإنترنت، وتجميع معلومات هائلة وتفاصيل دقيقة عن كل ناخب في الدولة مثل العمر والديانة والجنس واهتمامات ونشاطات الناخب ومن ثمّ التأثير على سلوكه، حيث يتم تحليل هذه البيانات واستخدامها في إقناع الناخبين والتأثير على سلوكهم وآرائهم السياسيّة.

سرية المعلومات: تُعتبر الخصوصية وسريّة المعلومات ركنًا أساسيًا ومُهمًا في حياة البشر، إلّا أنّ للتكنولوجيا دورًا سلبيًا في ذلك، حيث يتم استخراج وتسريب المعلومات السرية عن طريق اختراق كميات هائلة من المعلومات الخاصة، إلى أيدي المجرمين والإرهابيين، أو الخصوم الأجانب أو الكيانات الخبيثة الأخرى.

التعليم: يعتقد بعض خبراء التعليم أنّ استخدام التكنولوجيا عالية التقنية يُعيق خطوات التعلم الصحيحة، حيث أصبح الطلبة يعتمدون إلى حد كبير على التكنولوجيا عوضًا عن استخدام عقولهم في عملية التفكير والتعليم والاستنتاج والبحث واكتساب المعرفة، وخَلق عادات دراسيّة سيئة لدى الطلبة، إضافة إلى وجود كميات هائلة من المعلومات الخاطئة على الإنترنت، كما تَخلق التكنولوجيا مسافة كبيرة بين الطلبة وبين تعليمهم بقضاء فترات طويلة من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وغرف الدردشة وغيرها.

الاقتصاد: إن للتكنولوجيا دورّا سلبيًا على الاقتصاد في بعض الأحيان، فإنَّ العمل على المستوى العالمي فتح الباب أمام الشركات وأصحاب العمل باستخدام العمالة الأرخص أجرًا، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الموظفين للوظائف بسبب الاستعانة بمصادر خارجيّة، كما أنَّ التكنولوجيا أدت إلى فقدان العديد من الوظائف لأنَّ الآلة حلت محل الموارد البشرية في كثير من القطاعات العملية والعلمية.

العلاقات الاجتماعية: تسّببت التكنولوجيا في حدوث نقص في العلاقات الاجتماعية والإنسانيّة، فنرى الناس منشغلون على الدوام بالعالم الافتراضيّ عن العالم الحقيقيّ، ومن ثمّ غياب الاتصال الحقيقيّ وجهًا لوجه مع الآخرين، الأمر الذي تسبب بحدوث الانطوائية والعزلة الاجتماعية لدى البعض.

العادات والتقاليد: كان للتكنولوجيا دورًا بارزًا في طمس بعض العادات والتقاليد، وإدخال عادات أخرى جديدة إلى المجتمعات، فمثلًا أصبحت رسائل التواصل الاجتماعي بديلًا عن الزيارات للأهل والأقارب وصلة الرحم، وتقبّل أفكار وعادات جديدة كانت منبوذة في وقت سابق.

الإجهاد النفسي: وذلك لنتيجة للقلق والتوتر والضغوطات النفسيّة المُستمرة.

الميول الانتحارية: للتكنولوجيا دورًا بارزًا في زيادة مستويات الاكتئاب، واليأس لدى البعض خاصة المراهقين، الذين أصبحوا أكثر ميلًا إلى التفكير في الانتحار.

هل يمكن أن تدمر التكنولوجيا حياة البشر بحلول سنة 2050؟

يتناول الباحث (أولريش إيبيرل) في كتابه "Life in 2050" جوانب وتصورات عديدة من الحياة في المستقبل في أغلب مجالات الحياة، ويبقى السؤال الذي يشغل بال الكثيرين، كيف سيبدو المستقبل في ظل التطور السريع اللامتناهي للتكنولوجيا، وظهور علم الذكاء الاصطناعي والذي يُعنى بقدرة الآلة على اكتساب الذكاء والقدرات البشرية، كالقدرة على التَّعلم والتفكير العقليّ والمنطقيّ، واكتساب مهارات جديدة، وإعطاء ردود أفعال مُناسبة، واتخاذ قرارات سليمة، والاستجابة للمتغيرات والمُعطيات، ومن ثمّ فهو يُتيح للآلة القُدرة على التَّصرف كالبشر تمامًا. وقد تم تطبيق الذكاء الاصطناعي واستخدام الروبوتات في مجالات مختلفة، كالطب والهندسة والصناعة والتعليم والتسويق الإلكترونيّ وغيرها الكثير، ونتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كافة أشكال الحياة، أدى ذلك إلى الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين في مجالات مُختلفة نتيجة لاستخدام الآلة عوضًا عن الإنسان في تلك المجالات، وبتالي انخفاض القدرات الذهنيَّة والعقليَّة والجسديَّة عند الإنسان مع الزمن، إضافة إلى تجرّد أنظمة الذكاء الاصطناعي من المشاعر الإنسانيَّة والأخلاقيات والقيم البشريَّة. إن دخول التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان العملية والشخصية، سيؤدي بالضرورة إلى سلبيات تتمثل في الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين في مجالات مُختلفة نتيجة لاستخدام الآلة عوضًا عن الإنسان في مجالات عديدة، وانخفاض القدرات الذهنيَّة والعقليَّة والجسديَّة عند الإنسان مع الزمن، وذلك لاعتماده الكلي على الآلة، وقد يؤدي تجرّد أنظمة الذكاء الاصطناعي من المشاعر الإنسانيَّة والأخلاقيات والقيم البشريَّة إلى مشاكل عديدة أيضًا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد