بالصور: تحدي ونجاح... أصغر محاضر في الكلية الجامعية
"لن تذوق طعم رغيف الحياة حتى يطحن قمح قلبك" كانت هذه العبارة هي المرشد والدليل له طوال حياته، كونه يعلم أن طريق النجاح محفوف بالمخاطر في ظل أوضاع تزداد صعوبة مع مرور الأيام، وسعى جاهداً لتحقيق أهدافه وأحلامه التي رسمها وكتبها على أرض الواقع.
مزارعًا، ثم محاضراً جامعيًا
رامي بلبل 24 عام وُلد وترعرع في مدينة غزة ودرس الثانوية العامة في مدارسها تخرج من عمادة الاعلام وتكنولوجيا الاتصال من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، ليصبح أصغر محاضراً أكاديمياً فيها، تعود فصول الحكاية إلى ما قبل بداية حياته الجامعية فعندما تتحدث عن محاضر جامعي لعل أول ما يخطر ببالك هو شخص خمسيني العمر أشيب الشعر يرتدي العدسات الطبية، لكن الحال هنا يختلف قليلاً فنحن نتحدث عن شاب عشريني يعمل محاضراً ومزارعاً في آنٍ واحد.
فها هو اليوم ينتهي من تقديم محاضراته في حرم الجامعة وينطلق مسرعاً نحو دفيئته الزراعية ففي الجامعة يدٌ على السبورة تخرج الأجيال والأخرى معبقة برائحة تراب الأرض.
يقول رامي في حديثه: "عملت في حياتي في مهن عديدة أهمها حرفة الزراعة التي لطالما كانت الأقرب الى قلبي فبدأت اتعلمها حين كنت في سن الثانوية العامة وظل الأمر معي خلال حياتي الجامعية وبدأ الامر يكبر داخلي وبدأت التوسع في هذا المجال".
ان تكون في المقدمة هذا ليس بالأمر السهل فقد كانت هذه المرحلة طريقا محفوفا بكثير من التحديات كادت ان تقف عائقا امام مسيرته التعليمية لكنه سلكه وقطف وروده في سن مبكرة.
"عملت جاهداً أثناء دراستي لأكون في المقدمة دائماً، واستطعت أن أُوفقَ بين عملي ودراستي، حتى أحقق ما أطمح إليه، وهو أن أكون محاضراً جامعياً". بحسب قوله
شغف ورهبة
بعد فترة من التخرج تلقى رامي اتصالاً هاتفياً من الكلية الجامعية ليبلغه أنه تم تعيينه محاضراً اكاديمياً في عمادة تكنولوجيا المعلومات لم يكن ليصدق هذا الخبر فقد كان هذا الامر حُلماً بالنسبة له، فاليوم هو اول خطوة في طريق تحقيق الحلم وشعور الفرحة لا تصفه الكلمات، لم يأتِ الامتياز في الجامعة من فراغ، بل نتيجة سهر ليالٍ طوال تفيض بكثير من المشاعر مثل الإرادة والشغف والطموح، ليصبح رامي اليوم أصغر محاضراً أكاديميًا في اختصاص الوسائط المتعددة في الكلية الجامعية".
يقول رامي: "هذا الشغف الذي يملئني، كان ممزوجًا بالرهبة، حينما أقف أمام الطلاب، كونها التجربة الأولى وأخاف أن أخطئ، لكن تداركي لهذا الأمر أصبح مع مرور الوقت شغفًا يزداد حباً لإعطائهم ما تعلمته خلال مسيرتي الجامعية، وحياتي العملية"
يسألني الطلاب دومًا عن توفيقي بين المهنتين، فأجيب": ممارسة ما أُحب كان هو الدافع الرئيسي لأن أستمر، حتى في أوقات اليأس كنت أنظر للجانب المشرق، فأسعى دائمًا لأني أكون في مجال ما، حينما لا أعرف شيئًا أبحث عنه وأسأل، أجعل شغفي يكبر، أستمع لقصص نجاح لأشخاص بدأوا من الصفر حتى أصبحوا مثالًا يحتذى به".
رسالة ونصيحة
لا تترك شغفك، اتبع حلمك، كن ناجحًا واغتنم الفرص، هذه العبارات التي يتمنى رامي أن تصل بها رسالته إلى كل شخص يريد أن يصبح يومًا ما قدوة لأحدهم وأن يشق طريق نجاحه بنفسه، فلا عيب من التعثر في بداية الطريق، حيث لا توجد نار من غير دخان أو ورد بدون شوك، ليس هناك سوى شيئاً واحدًا يجعل الحلم مستحيلاً، وهو الخوف من الفشل، لذلك افشل ثم افشل ثم انجح (ومش خسارة إنك تجرب).
تغريد بلبل/ غزة