في ظل معيقاتٍ كبيرة
خاص: نتائج توجيهي 2022..طموحات مستقبلية وقصصُ يرويها طلبة الثانوية العامة
نتائج توجيهي 2022 يرسم طالب الثانوية العامة "توجيهي 2022"، أهدافه ويضع خططه ناظرًا بعينٍ ثاقبة ومُحللةٍ للأوضاع والأحوال السائدة في المجتمع الفلسطيني، في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحكم قبضته أمام طموحات الشباب وآمالهم، وفرض الحصار الخانق على قطاع غزة ، في أوضاعٍ اقتصادية ومادية صعبة، جعلت الأجيال المتلاحقة، تندفع باهتمام كبير نحو التعليم والتفوق الدراسي سواءٌ أكان في المرحلة الثانوية أو ما بعدها، من خلال الإبحار نحو مرحلةٍ جديدةٍ في اختيار التخصصات الجامعية.
معيقات اختيار التخصص
لم تمضِ أيام قليلة على بدء العام الدراسي الجديد توجيهي 2022 ، للطالب بلال رياض، 17 عامًا، من غزة، حتى وضع منذ الأيام الأولى جدولًا دراسيّ ينظم من خلاله ساعات الدراسة، واضعًا أمام عينيه هدفًا لطالما كان يحلم به منذ صغره، بأن يكون مهندسًا معماريًا كما كان يرى والده.
وأوضح الطالب رياض، من الفرع العلمي، مدرسة الكرمل الثانوية للبنين، لـ وكالة "سوا الإخبارية"، أنه اصطدم من آراء العديد من خريجي كليات الهندسة، والواقع الذي يعانون منه، ما جعل قرار اختيار كلية الهندسة، أمرًا يستدعي منه التفكير وقراءة الواقع والظروف السيئة التي تحيط بحملة الشهادات الهندسية، وما ينتظره من بطالة وصعوبة في إيجاد عملٍ يُناسب رغباته وطموحاته.
نتائج الثانوية العامة توجيهي 2022 حسب رقم الجلوس والاسم اضغط هنا
وعلى الرغم من المعيقات التي ستواجه الطالب بلال وهو أحد طلاب توجيهي 2022 ، إلا أنه أكد على دور عائلته التي تدعمه بشكل كبير في اختيار ما يحب ويطمح إليه من التخصص في كلية الهندسة، حتى لو اضطروا إلى إرساله خارج البلاد على نفقتهم الخاصة، أو الحصول على منحة دراسية خارجية، في سبيل إيجاد وظيفةٍ أو عمل يناسب رغباته وطموحاته المستقبلية.
التفكير في المستقبل الذي ينتاب الطالب رياض، هو ذاته الذي تفكر فيه الطالبة سجى 17 عامًا، من غزة، ولكن في ظروف مختلفة، حيث تطمح في دراسة الطب، بحال حصلت على نتيجةٍ عالية في امتحانات الثانوية العامة، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها عائلتها، جعلتها تشعر بالإحباط والعجز أمام تحقيق أمنياتها ورغباتها التي كانت ترسمها في مخيلتها منذ الصغر، خاصةً مع الرسوم العالية في الجامعات الفلسطينية والتي تصل رسومها للساعة الواحدة 100 دينار، وهو ما يفوق قدرة عائلتها المالية.
والجدير ذكره، أن الوكيل المساعد لشؤون القياس والتقويم والامتحانات في وزارة التربية والتعليم محمد عواد، أكد خلال فترة امتحانات الثانوية العامة توجيهي 2022 ، أن عدد الطلبة الذين توجهوا لتقديم امتحانات الثانوية، قد وصل عددهم إلى أكثر من 87 ألف طالب/وطالبة، منهم 39 ألف ذكورًا، و48 ألف إناثًا، موزعين على 729 قاعة، في جميع أرجاء ومدن ومحافظات الوطن.
سوق العمل
منذ العام الماضي، بدأ من الملاحظ توجه طلبة الثانوية العامة، عقب إصدار شهاداتهم، نحو التخصصات التكنولوجية، كتخصص هندسة الحاسوب أو هندسة البرمجيات، أوكلية تكنولوجيا المعلومات وما تحتويها من تخصصاتٍ عديدة، تلائم احتياجات سوق العمل، الذي صار يشكل علامةً فارقةً ومختلفة في عالم العمل الحُر.
وعلى إثره أصبح الطالب الذي يعيش في ظروف صعبة تحيط به من كل جانب، وقلة معدل التوظيف، وازدياد نسبة البطالة في المجتمع، مدركًا أهمية العمل الحُر، الذي يمكنه من ادخال مردودٍ مالي عليه، وهذا ما يتوجه إليه العالم الآن، نحو الأعمال الالكترونية والتسويقية الحُرة.
الطالبة عبير 18 عامًا، من غزة، ترى في نفسها أنها ستبدع بشكل كبير في التخصصات التكنولوجية، خاصةً مع الإقبال الكبير نحو العمل الحر، الذي تراه مناسبًا لميولها وقدراتها العقلية والإبداعية، وما تطمح له منذ أن بدأت الدراسة في المرحلة الثانوية.
تقول عبير خلال حديثها لوكالة "سوا"، من الفرع العلمي، مدرسة الجليل الثانوية للبنات، لـ وكالة "سوا"، إنها تواجه اختيارًا صعبًا بين ما تريده وتطمح إليه وبين ما تراه عائلتها مناسبًا لها، والتي ترغب أن تراها في المجالات الطبية، حال تحصيلها على معدل عالّ يؤهلها لدخول هذه التخصصات.
وعلى إثر هذه الضغوطات التي تلاحقها من قبل عائلتها، ترى الطالبة عبير، أنها واقعة في مشكلة قد تفاقم من توترها بشأن ما ترغب به في التوجه نحو تخصصات كلية تكنولوجيا المعلومات، فضلًا عن صعوبة اختيار الجامعة الأنسب لمثل هذه التخصصات، عقب سماعها العديد من الآراء من حولها التي تنصحها بالالتحاق بهذه الجامعة أو تلك.
وفي المقابل، أكدت الطالبة مرح، في حديثٍ مع "سوا"، من الفرع العلمي، أن عائلتها تدعمها في اختيار التخصص الذي تريده بناءًا على المعدل العام الذي ستحققه عند صدور النتائج، وفي حال لم تحصل على المعدل الذي يؤهلها لدخول ما تطمح له، ستلجأ لخطة بديلة كانت قد وضعتها هدفًا أمام عينيها خلال فترة تقديم الامتحانات، وبما يتناسب مع احتياجات السوق دون أي ضغط أو عوامل تساعد على زيادة عنصر التوتر لديها.
ووفقًا لما أصدرته وزارة التربية والتعليم العالي، في بياناتها، فإن هنالك 16 كلية وجامعة في قطاع غزة، معترفٌ بشهاداتها الجامعية، من أشهرها: الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر، وجامعة الأقصى، وجامعة فلسطين، وجامعة القدس المفتوحة وغيرهم.
وعلى غرار ذلك، فقد أُجريت إحصائية في العام الماضي 2021، حول توجه طلبة الثانوية العامة إلى الجامعات واختيار التخصصات التي تناسبهم، فقد خلصت هذه الإحصائية، إلى أن 9% من الطلبة حصلوا في المدرسة على خدمات ساعدتهم في التعرف إلى تخصصاتهم الجامعية الأنسب، و16% حصلوا على خدمات بالجامعة ساعدتهم في التعرف إلى تخصصاتهم الجامعية الأنسب، فيما صرح 53.3% من الطلبة عن رغبتهم في الدراسة في جامعة أخرى غير تلك الملتحقين بها، و53.6% منهم عن رغبتهم في دراسة تخصص آخر غير الملتحقين به.
كما عبّر 62% من الطلبة عن رغبتهم في الحصول على وظيفة في القطاع العام أو الخاص، و24% يطمحون في إنشاء مشروع خاص، يكون من ضمن التخصص أو بعيدٍ عنه، بينما كان 14% يفكرون بالهجرة والعمل خارج البلاد.