إسرائيل والسعودية: "نافذة فرص" للتقارب بعيدا عن قضية فلسطين

القدس / سوا / ترددت أنباء مؤخرا عن تقارب بين إسرائيل والنظام السعودي، وأن هذا التقارب يأتي بحجة المصالح المشتركة بين الدولتين وخاصة في ما يتعلق بإيران وبرنامجها النووي. ويبدو من التقارير التي تطرقت إلى هذه العلاقات، أن النظام السعودي، الذي يعتبر نفسه "حامي العرب"، اقتنع بتصريحات رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو ، الذي يركز هجومه ضد إيران، التي يستخدمها كشماعة يعلق عليها كل المصائب والشرور في العالم.

 

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن المستشار السياسي لنتنياهو ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، التقى الأسبوع الماضي في واشنطن، مع مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والقانونية في جدة الدكتور أنور عشقي، وهو مستشار للنظام السعودي، وبحثا في "النضال الإسرائيلي – السعودي ضد إيران".

 

وقبل ذلك، في منتصف شهر أيار/ مايو الماضي، قال عشقي في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه "بعد أن شكل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حكومته الجديدة، فإني أدعوه إلى أن يقول نعم لمبادرة السلام العربية. والمبادرة ما زالت سارية المفعول ومطروحة ولم تختفِ بعد تغيير الحكم في السعودية".

 

وثمة إمكانيتان لتفسير لقاءات عشقي مع الإسرائيليين ولأقواله. الأولى هي أنه يجهل مواقف نتنياهو تجاه حل الصراع وأن رئيس حكومة إسرائيل يعارض حل الدولتين. والثانية هي أن عشقي، كباحث، يعلم جيدا مواقف نتنياهو وأنه يغلف دعوته لنتنياهو فقط من أجل التغطية على العلاقات مع إسرائيل لخدمة مصالح سعودية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية من قريب أو بعيد.

 

إلا أن عشقي ليس قناة الاتصال الوحيدة بين السعودية وإسرائيل. إذ ترددت أنباء عن لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين خلال السنوات الماضية. وأحد هذه اللقاءات، وربما أهمها، جمع ملك السعودية السابق، عبد الله، ورئيس الموساد السابق، مائير داغان، خلال ولاية أريئيل شارون في رئاسة الحكومة.

 

وعندما يلتقي مسؤولون سعوديون مع مبعوثين من قبل رؤساء حكومات مثل شارون ونتنياهو، فإن القضايا التي يبحثونها ليست قضية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بكل تأكيد، وإنما يبحثون قضايا أمنية فقط، لأن إسرائيل تنظر إلى العالم العربي كله من منظار الأمن ليس إلا. ليس هذا وحسب، بل أن "الخدمات الأمنية" التي تقدمها إسرائيل إلى دول عربية وحماية أنظمتها، تجعل هذه الدول تغض الطرف عن الاحتلال الإسرائيلي وعدوانيته الشرسة تجاه الفلسطينيين، وحتى ضد المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الحرم القدسي والمسجد الأقصى.

 

ورغم عدم وجود علاقات رسمية بين إسرائيل والسعودية، إلا أن العلاقات "السرية" بينهما، تجعل نتنياهو مطمئنا حيال استمرار سياسته تجاه الفلسطينيين، وتدفعه إلى إطلاق تصريحات جوفاء حول "سلام إقليمي". وهي تصريحات جوفاء لأن نتنياهو ليس بحاجة إلى سلام كهذا فيما العلاقات السرية تخدم مصلحة إسرائيل من دون أن تدفع أي ثمن.

 

وفي هذا السياق، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، رون بروساور، في مؤتمر هرتسليا السنوي، اليوم الثلاثاء، إنه "توجد نافذة فرص في العالم العربي يتعين علينا أن نستغلها. علينا أن نستخدم لمصلحتنا أمورا كثيرة تحدث في الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال، فإن المصالح السعودية تتطابق مع المصالح الإسرائيلية". وهذا كلام واضح وصريح من أحد أكبر وأهم الدبلوماسيين الإسرائيليين الحاليين.

 

وتطرق بروساور إلى حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، وقال إنه "توجد في الأمم المتحدة عملية نزع إنسانية ونزع شرعية لإسرائيل. إنهم يمارسون في الأمم المتحدة إرهابا سياسيا يوميا ضد إسرائيل. وهذه الظاهرة مختلفة عن الأمور التي اعتدنا على رؤيتها في الماضي".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد