غزة: الدعوة لجمع شهادات الأسرى من داخل سجون الاحتلال
دعا مسؤولون ومتخصصون إلى إنشاء مركز إعلامي خاص بالأسرى وقضاياهم، والبدء بجمع شهادات الأسرى من داخل السجون حول تجربتهم الاعتقالية ومعاناتهم، وتعزيز تعليمهم من خلال التواصل مع الجامعات الفلسطينية والعربية والإسلامية للحصول على موافقة لاستكمال الأسرى دراستهم في البرامج الممكنة.
جاء ذلك خلال يوم دراسي بعنوان "الأسرى يتحدثون عن معاناتهم"، عقده اليوم الاثنين، مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني بالجامعة الإسلامية في غزة .
وما يميز هذا اليوم الدراسي الذي موله مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين_ ماليزيا، الشهادات الحية التي رواها 19 أسيراً عن معاناتهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لتعبر عن معاناة جميع الأسرى البالغ عددهم 4600، من خلال تسجيلات صوتية استطاعوا إخراجها من السجون وإيصالها للمعنيين بقضيتهم.
وقال بهاء الدين المدهون وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين، إن أهمية هذا اليوم الدراسي تكمن في تسليطه الضوء على جوانب مهمة من حياة الأسرى الإنسانية، مؤكدا على أهمية قضية الأسرى، وأن نصرتها واجب وطني وأخلاقي وإنساني.
وركز المدهون على ثلاث نقاط هامة، أولها أن تبقى قضية الأسرى حاضرة في كل تفاصيل حياتنا، وشدد على تخصيص مساحة لإشراك الأسرى في القرارات السياسية الفلسطينية الهامة لما لديهم من أفكار وتطلعات، وركز على استمرارية معركة الأسرى مع السجان داخل سجون الاحتلال، ولن تنتهي إلا بانتصارهم وانتزاع حريتهم.
ودعا زكريا السنوار، رئيس مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني، إلى تنفيذ مشروع كبير يشارك فيه مركز حضارات ووزارة الأسرى والمحررين وجمعية واعد ومهجة القدس وجميع المراكز البحثية التي تعنى بشؤون الأسرى، لتأسيس مركز شفوي لدراسات الأسرى داخل سجون الاحتلال فيتم تدريب الأسرى على آليات العمل، وتصدر الروايات الشفهية من داخل السجون للخارج للجنة المركزية والعمل على تجميعها وتوثيقها.
وتمنى السنوار أن يخرج جميع الأسرى من سجون الاحتلال عوضاً عن إقامة مشاريع لدعمهم داخلها.
وأشارت نور اليعقوبي، المتحدثة باسم مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين_ ماليزيا، إلى ضرورة تسليط الضوء على قضية الأسرى الإداريين وخاصة المضربين منهم عن الطعام، وقالت إن الإضراب عن الطعام أصبح جزءا ثابتا من حياة المعتقلين، فهم يرفضون الموت على المعاملة المشينة التي يتعرضون لها، مثل البقاء في العزل الانفرادي، والتفتيش العاري والضرب المبرح وغيرها من أساليب التعذيب اليومية بحقهم، مؤكدة أن قضيتهم من أوليات المركز، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات عملية على المستوى الإعلامي والقانوني والسياسي لنصرتهم.
وقال خالد حماد عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية، أن الأسرى يخوضون معركة جبارة أشرس من معركة الدماء، مشددا على وجوب ألا يبقى الأسرى خلف القضبان وخص بالذكر الأسيرات، اللاتي تنتهك حقوقهن وخصوصيتهن من السجان الإسرائيلي الذي يتعمد إذلالهن.
وحث المشاركون في اليوم الدراسي المؤسسات الحقوقية الدولية على إلزام الاحتلال بالسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم في ظروف كريمة وعدم حرمانهم منها، وشددوا على ضرورة التأهيل النفسي للأسرى بعد تحررهم وتعزيز فكرة فكاكهم في المجتمع الفلسطيني من خلال نوافذ الإعلام المتنوعة.
واشتمل اليوم الدراسي على ثلاث جلسات، خصصت جميعها للاستماع لشهادات الأسرى، من بينهم الأسير أيهم صباح الذي اعتقل عام 2016 في عمر الرابعة عشر بزعم تنفيذه عملية طعن، وحكم عليه بالسجن 35 عام، تحدث في شهادته عن مرحلة التعذيب أثناء التحقيق، دون مراعاة لسنه الصغيرة وقتها ولا لإصابته برصاص الاحتلال وحاجته الماسة للعلاج.
وتحدث الأسير فادي غانم عن تجربة الاعتقال الإداري وتجديده له 4 مرات، ومكوثه في الأسر 7سنوات دون تهمة، إضافة للأسير علي الحروب الذي يعاني من السرطان بسبب الإهمال الطبي، والأسير رمزي عابد عن العزل وثق تجربته مع العزل الانفرادي والحرمان من الزيارات والتنكيل به، والعديد من الشهادات التي رسمت راقع الأسرى داخل السجون