ما هو الحكم الذي ينتظر فهد صبحي قاتل فرح حمزة أكبر في الكويت؟
ما هو الحكم الذي ينتظر فهد صبحي قاتل فرح حمزة أكبر في الكويت ، حيث من المقرر يتم النطق بالحكم النهائي يوم 23 يونيو الجاري ، حيث تطالب النيابة العامة بتطبيق حكم الإعدام بحقه ، في وقت يقول محامي الدفاع عن المتهم أنه ينتظر ان تنظر هيئة القضاء في الملف بشكل كامل عقب الجلسة الأخيرة التي شهدت مرافعات مارثونية بين أطراف القضية.
ويقول عدد من المحامين في دولة الكويت المطلعين على تفاصيل قضية فرح حمزة أكبر ، إن الحكم الذي ينتظر فهد صبحي قاتل فرح حمزة أكبر في الكويت هو الإعدام ، حيث ان ما تملكه النيابة العامة من أدلة وإثباتات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن النطق بالحكم من قبل المحكمة سيكون بالاعدام ، في وقت يأمل محامي المتهم تخفيف الحكم والابتعاد قدر الإمكان عن الإعدام كون فرح وفهد كانت بينهما علاقة قبل ذلك.
شهد قصر العدل اليوم ، مرافعات ماراثونية واكتظت قاعة محكمة الاستئناف بحضور حاشد خلال محاكمة المتهم بقتل فرح أكبر، والتي استمرت لساعات.
وقررت المحكمة بعد الانتهاء من سماع مرافعة النيابة العامة ودفاع المتهم إضافة الى مرافعة المدعي بالحق المدني، حجز القضية للحكم بجلسة 23 يونيو الجاري.
وسط حضور امني لتنظيم عملية الدخول للمحكمة، وإحضار المتهم من محبسه، ترافع ممثل النيابة العامة، مشاري السالم مؤكداً ان المتهم قتل المغدورة فرح أكبر وكأنها «دمية» بين يديه وليست نفساً معصومة، مشيراً إلى أنه تجرد من الإنسانية وأزهق روحاً بريئة، لذا فهو يستحق الإعدام جزاء ما اقترفت يداه.
وتطرق ممثل النيابة الى جانب آخر من أبعاد القضية، محذراً من تزايد العنف ضد النساء، قائلاً: كم من فتاة راحت ضحية انتقام او عنف؟ مشدداً على أن توقيع أشد العقوبات على الجناة عموماً والمعتدين على النساء على وجه الخصوص ضروري حتى يكون ذلك عبرة لكل من تسول له نفسه إزهاق الأرواح البريئة.
واعتبر ممثل النيابة العامة خلال المرافعة أن جريمة القتل عدوان على الحق في الحياة، مشيرا إلى أن المتهم استجاب لنوازعه الشريرة وبيت النية لقتل الضحية ولم يدعها إلا وهي جثة هامدة.
واضاف: على المجتمع أن يتمسك بتعاليم الدين الحنيف وبالحكمة وبالعلم إحلالاً للبناء في كل مجالاته، لا سيما بناء الإنسان، وذلك إعلاءً للنفس البشرية في آفاق التسامح والتآلف والعمل الحقيقي المثمر، بعيداً عن العنف والضياع، وحتى لا تتبدد الآمال ببناء جيل واعٍ، وتضعف التطلعات لمزيد من الأمن المجتمعي، مبيناً أن تشديد العقوبات غالباً ما يكون لازماً في سبيل الحفاظ على كيان المجتمع بوصفه ضرورة اجتماعية وضمانة للمستقبل، إذ يعمد الجزاء إلى مواجهة حالة إجرامية قائمة في الحاضر برادع من عقاب ليرسم صورة أكمل لمستقبل آمن من الجريمة تتحقق فيه العدالة.
وزاد: إن العقوبة لا تجد مبرراً لها في الجريمة المرتكبة فحسب بقدر ما تجد هذه العلة في منع وقوع جريمة أخرى في المستقبل، ومن هنا كان للقانون الجزائي أثر مطرد في نفوس أفراد المجتمع، لأنه يومئ لهم في الحاضر إلى ما سيكون في المستقبل.
وبناء على جميع ما تقدم، نطالب عدالة المحكمة برفض استئناف المتهم للأسباب المتقدمة، وبتأييد الحكم المستأنف فيما قضى به من عقوبة، مستشهداً بقول المولى جل شأنه في كتابه العزيز «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، وبقوله: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ».
أقدم المتهم على جريمته الشنعاء، إذ سدد طعنة نافذة لصدر المجني عليها كسرت ضلعها الرابع الأيسر ونفذت إلى قلبها من الجدار الأمامي، ما أودى بحياتها على النحو الثابت بتقرير الطب الشرعي المؤيد بما قررته الطبيبة الشرعية معدة التقرير أمام المحكمة بجلستها المنعقدة في 10 فبراير 2022.
تضمنت المرافعة أن النيابة العامة قد راعت في دعواها الماثلة براءة الدليل من كل عيب، وصحته في شرائطه، وخلوصه من كل نقيصة، ونقاءه من أي علة وتسانده مع واقع الدعوى وسائر الأدلة، وقطعه في ثبوت الاتهام. ولما كان قصد القتل أمراً خفياً لا يدرك بالحس الظاهر وإنما يدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والأمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني، وتنم عما يضمره في نفسه، فقد محصت كل التفاصيل والأدلة.
جاء في المرافعة أن المتهم اعتاد ملاحقة المجني عليها لبضعة أشهر على يوم الواقعة حتى جاء يوم الثلاثاء الموافق 20 أبريل 2021 حينما توجه إلى منطقة صباح السالم ليلتقي بها، بيّد أنها تجاهلته، فما إن رآها تقود مركبتها معية ابنتها وابنة شقيقتها حتى طاردها بسيارته فتوقفا على مقربة من إشارة مرورية في ذات المنطقة وترجل المتهم وطلب منها فتح النافذة فرفضت –وذلك على مرأى من خالتها نبيلة– إلى أن غادر المتهم المكان.
تطرق ممثل النيابة إلى ما هو ثابت بالتسجيل الصوتي المنسوب للطفلتين (الشاهدتين على الجريمة) بصدد روياتهما من أنهما شاهدتا المتهم وهو يسدد طعنته للمغدورة، وهي شهادة منهما وإن كانتا في حلٍ من اليمين بحكم القانون لصغر سنهما، غير أن شهادتهما، في أثرها، أبلغ من أي شهادة أخرى توافر عليها ملف القضية، بوصفهما شهدتا الواقعة عياناً فأدركتاها بجل الحواس، فترجمتاها بعبارات صادقة تلتئم وصفاء سرائر الأطفال ونقاء الرواية، من أن المتهم أفهمهما –بُعيد قتله للمجني عليها– أنه شرطي وسيحيق بهما الأذى إذا ما وشيتا به.
اعتبر ممثل النيابة أن جريمة القتل التي راحت ضحيتها فرح أكبر وقعت عمدا مع سبق الإصرار، وهي جريمة عدوان على الحق في الحياة.
في بداية المرافعة خاطب ممثل النيابة القاضي بالقول: لتسمحوا لي أن أقف وكما هو عهدكم بنا دوماً في مثل هذه المواقف أن أصدع بالحق المجلجل، دفاعاً عن مصلحة المجتمع الذي ائتمننا على حراسة قوانينه، والذود عن الحق في الحياة، بوصفها هبة الله المقدسة، ثم أعيروني أذناً واعية، ودعوني أحدثكم عن التي من هول الموت خبا مكان النور من عينها، وتجمد جفنها، وذبل جسدها، من قبل أن تضيع نداءاتها بالرحمة.
قال ممثل النيابة العامة: كان من بين أدلتنا على أن المتهم هو من طعن المجني عليها قاصداً قتلها ما شهد به مجري التحريات بالتحقيقات من اعتراف المتهم له بطعنه للمجني عليها بواسطة سكين كانت بحوزته.
ذكرت المرافعة أن ملاحقة المجرمين وعقابهم يحققان الردع ويحميان المجتمع، وأن النيابة العامة تمضي في أداء رسالتها مستعينة بالله تعالى على صعابها، ساهرة على تطبيق القوانين وملاحقة المجرمين، تعبيراً عن حق الناس في الأمن. وأضاف ممثل النيابة: لئن كان النص القرآني الكريم –فيما يفهم من مقصود لفظه ودلالة معناه– أنه أورد مثلاً جامعاً للمفسدين في الأرض ممن يستحلون حرمات الله قتلاً للأنفس المعصومة بلا سبب ولا جناية إسرافاً في الغي، فكانوا ممن يتهددون قوام الحياة، فإن القضية الماثلة أمام عدالة المحكمة تكاد تنطق بمراد النص القرآني وحقيقة معناه.
تطرق ممثل النيابة إلى ما قرره طبيبان أمام عدالة المحكمة، اللذان كانا أول من شهد الجريمة وفيما بذلاه من محاولات يائسة في سبيل تدارك المجني عليها بالعلاج، بيد أن الأجل أدرك محاولتهما، فإذا بالروح قد بارحت الجسد قبل وصول الضحية للمستشفى. وأضاف: حين يتيه الشباب في بحور الدم والتعصب هازئين بكل قوة، يكونون على استعداد لنشر الموت لأسباب لا تكاد تذكر، عبثاً في عدوانية مكبوتة تجد غريزتها في قلوب متحجرة، وعقول منغلقة وضمائر خاوية، ورغبات جامحة كالطوفان، تغرق في وحل من الاضطراب والبغي والفساد، تتنازعها الوحشية، فأي منهم مستعد للقتل باعتباره الحياة الأمثل للعبور إلى ما يريد أو الهروب مما يخشى أو الابتعاد عمن يكره.
واستدرك بالقول: إنها أفكار خبيثة تلف من يَشبُ عليها دماراً فلا تعود ثمة حرمة للنفس ولا قداسة للروح التي هي من أمر الله، وكل أمة هذا شأن أفرادها، تفسد لديها جميع معاني الإنسانية. وخاطب ممثل النيابة القاضي قائلاً: «أما وأن هذه الفتاة ضحية العنف، فهذا مما لا شك فيه، أما وأن الواقعة ليست إلا صورة قبيحة عن بعض مظاهر الانتقام والتسلط، فهذا مما لا شك فيه، أما وأن هذه المأساة قائمة في مجتمعنا، فهذا مما لا شك فيه».
وأضاف: حتى لا تتبدد الآمال ببناء جيل واع، وتضعف التطلعات لمزيد من الأمن المجتمعي، فإن الجزاء أشدُّ ما يكون لازماً في سبيل الحفاظ على كيان المجتمع، بوصفه ضرورة اجتماعية وضمانة للمستقبل.
ويتابع الشارع الكويتي بشكل مستمر قضية مقتل الفتاة فرح حمزة أكبر والمتهم بقتلها فهد صبحي ، حيث أثارت الجريمة الرأي العام الكويتي والجمعيات النسوية التي ما زالت تطالب بضرورة تطبيق حكم الإعدام بحق قاتلها.