ورشة بوزارة التعليم تؤكد أن الاحتلال والانقسام يعيقان التقدم في التعليم بفلسطين

غزة / سوا/ أكد خبراء ومختصون في مجال التربية والتعليم أن الاحتلال الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني يعيقان التقدم المحرز للتعليم في فلسطين، مطالبين بضرورة العمل الجاد لإنهاء هذا الواقع من أجل المستقبل المشرق لأجيال الطلبة والتنمية والرقي في فلسطين.

جاء ذلك خلال الورشة التخصصية التي عقدتها وزارة التربية والتعليم العالي بين جناحي الوطن في مطعم الروتس بغزة و رام الله بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو وذلك لإطلاق تقرير التقييم الوطني للجميع – وتقرير الرصد العالمي للتعليم.

وتقرير التقييم الوطني للتعليم للجميع تم إعداده من قبل مسؤولي الوزارة في الضفة والقطاع و مشاركة اليونسكو و وكالة الغوث واليونيسيف وعدد من المختصين التربويين ويتألف من 157 صفحة ويرصد الجهود المبذولة في فلسطين لتحقيق أهداف التعليم للجميع منذ العام 2000 حتى العام 2015 حيث إن فلسطين كانت من الدول التي تعهدت خلال المنتدى العالمي للتربية الذي عقد في السنغال عام2000 بضمان العمل لتحقيق أهداف التعليم للجميع الستة وهذه الأهداف هي: توسيع الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، وتعميم التعليم الأساسي، وملاءمة الحاجات التربوية للشباب والكبار، وتحسين مستوى محو الأمية لدى الكبار، والتكافؤ والمساواة بين الجنسين في التعليم، وجودة التعليم.

وأكد د. زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي أن التقرير يشير إلى وجود تقدم حقيقي للتعليم في فلسطين بالرغم من المعيقات والتحديات الموجودة، مشدداً على أهمية المحافظة على الإنجازات من خلال العمل الدؤوب وبذل الجهد، موضحاً أنه في محور جودة التعليم فنحن بحاجة للعمل في مجال اختيار وتدريب المعلمين قبل وأثناء الخدمة، كما أننا بحاجة لتطوير أساليب التدريس وتطوير المناهج وتضمينها مهارات الحياة.

ونوه د. ثابت إلى أهمية دعم قطاع التعليم الخاص ورياض الأطفال حتى تنهض هذه المؤسسات لأن لها دور في مجال الطفولة المبكرة، مبيناً أن الكثير من الرياض والمدارس الخاصة هُدمت وتضررت مثلها مثل المدارس الحكومية وهي بحاجة لدعم.

وأكد وكيل وزارة التعليم أن التقدم والتطور في النظام التعليمي خلال الأعوام المقبلة أمر مطلوب وبالغ الأهمية، مبيناً أن قطاع غزة حقق الكثير من التميز رغم الظروف الصعبة من حصار وعدوان .

ووجه د. ثابت عدة تساؤلات لحكومة التوافق الوطني والوزارة برام الله واليونسكوا أبرزها : هل سنبدأ العام الدراسي المقبل 2015-2016 بخطتين واحدة في الضفة وأخرى في غزة؟ وهل سنبدأ العام الدراسي في غزة دون موازنة تشغيلية؟ وهل سنستمر بإغلاق مراكز محو الأمية بسبب عدم توفير موازنات، وهل سنبدأ العام الدراسي وهناك 11 ألف معلم بدون رواتب؟ وهل سنبدأ العام الدراسي ولدينا شواغر ولا يوجد هناك تعيين معلمين جدد؟

وأكد د. ثابت أن التطوير للتعليم في غزة موجود وتقرير التقييم الوطني للتعليم يبين ذلك ، لكن حقيقة التطوير يحتاج لتدخل من حكومة التوافق الوطني من خلال صرف الموازنات التشغيلية وصرف رواتب الموظفين كما أننا بحاجة لوقف العدوان الإسرائيلي وانتهاكات الاحتلال بحق المدارس والطلبة.

من جهته قال د.بصري صالح وكيل الوزارة المساعد لشؤون التخطيط :” إن فلسطين حققت إنجازات مهمة في مجال التعليم منذ إعلان دكّار، لكن لا تزال هناك تحديات منها تطوير نظام تربوي جديد يرتكز على الطالب، وتطوير المناهج وإيجاد طاقم قيادي تربوي فاعل إضافة إلى ضرورة تدخل العالم لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وانتهاك حقه في التعليم، مشدداً على الشراكة الفاعلة بين الوزارة والمؤسسات الوطنية والدولية الناشطة في مجال التعليم خاصة منظمة اليونسكو التي تعمل على تقديم خدمات نوعية للتعليم، وأعرب عن أمله بتطبيق المصالحة وتخصيص الموازنات بين شقي الوطن.

بدوره أكد د. أنور البرعاوي وكيل وزارة التعليم المساعد للشؤون التعليمية أن التعليم في فلسطين وفي قطاع غزة على وجه الخصوص بحاجة إلى وقفة دولية لحماية طلبتنا ومدارسنا، فالاحتلال يشكل خطراً على طلبتنا ومعلمينا ومدارسنا ، فهناك الكثير من المدارس خلال السنوات الماضية تعرضت للضرر والقصف نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر كما أن الكثير من الطلبة قد استشهدوا أو أُصيبوا، ولا يزال الاحتلال يعرقل وصول الطلبة لمدارسهم في بعض المناطق الفلسطينية في الضفة و القدس بسبب الحواجز والجدران، كما أن الاحتلال مصدر خطر للكثير من المدارس الحدودية في قطاع غزة .

بدوره، شدد السيد لودوفيكو فولن كلابي مدير مكتب اليونسكو- رام الله، على أهمية تعزيز حق الجميع في الوصول إلى التعليم، مؤكداً أن التعليم يعد من أصعب المهام الملقاة على عاتق الحكومات والمؤسسات المدنية الأمر الذي يؤكد أهمية تضافر كافة الجهود من أجل ضمان تحقيق الأهداف خاصة في مجال التعليم الابتدائي وتحسين جودة التعليم والمساواة بين الجنسين وغيرها.

من جانبه، قدّم القائم بأعمال المتخصص في برنامج التعليم بمكتب اليونسكو بيتر هايل لارسن عرضاً حول تقرير الرصد العالمي للتعليم 2015، أشار فيه إلى وصول فلسطين إلى مستويات تكاد تكون أفضل من مستويات العديد من البلدان العربية، موضحاً أن فلسطين قطعت شوطاً مميزاً في تحقيق أهداف التعليم للجميع رغم الاحتلال والظروف الصعبة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد