أم الأسير ضياء الأغا معاناة متجددة وإرادة من حديد
2014/06/14
126-TRIAL-
غزة / خليل الاغا / سوا / منذ عشرات السنين والشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي الغاصب, ومنذ ذاك الوقت ونحن نسمع قصص صمود وتحدي الشهداء والأسرى وذويهم.
أم ضياء الأغا امرأة فلسطينية من خان يونس لها قصص مع الزنازين الإسرائيلية التي قبع فيها زوجها في العام 1973م وخرج بعد ثلاث سنوات ومن ثم نجلها "عزام" في العام 1991م الذي أفرج عنه كذلك بعد ثلاث سنوات وصولا لعميد أسرى قطاع غزة "ضياء" المعتقل منذ العام 1992م وهو في عمر ستة عشر عاماً انتهاءاً بمحمد" الذي اعتقل عام 2003م وحكم عليه اثنا عشر عاماً، وقد شاء القدر أن يرافع عنه في محكمته المحامي فتحي عكيلة الذي رافع عن والده من قبله في العام 1973م.
في بيتها المتواضع في السطر الغربي بخان يونس بدأت أم ضياء بالتحدث عن نجلها ضياء وقد غالبتها دموعها برهة تخللتها نظرات عين متلوعة شوقا وحسرة, بدأت تتغلب على دموعها بقولها" أخشى ما أخشاه أن توافيني المنية قبل أن أرى ولدي ضياء حراً طليقاً، فهذا ما أطلبه من الله أن يطيل عمري لكي أفرح بضياء وأزوجه ".
ضياء والانتقام تقول والدته" إن ضياء كان كثيرا ما يجلس مع نفسه تراه سارحاً بخياله وكأنه يفكر بشيء ما ولم أكلف نفسي بسؤاله عن سر تفكيره الذي أصبح مألوفا لدي" , وتروي بأن ضياء خرج فجر يوم 10/10/1992م إلى عمله كعادته، إلى أنه تبين في وقت لاحق أنه كان قد دخل إلى مجمع غوش غطيف ونفذ حكم العدالة في آمتس حاييم ضابط المخابرات الاسرائيلي - الذي كان أحد المخططين والمنفذين لعملية اغتيال الشهداء القادة الثلاثة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وكذلك أحد المشاركين في اغتيال أبو جهاد بتونس- ثم خرج من المستوطنة دون أن يراه أحد، ولكن ما كشف أمر ضياء أنه دخل من بوابة المستوطنة كعامل، وبالتالي كان قد سلم بطاقته الشخصية كغيره من العمال، وعندما خرج لم يخرج من البوابة الرئيسية وبقيت بطاقته لدى حراس البوابة وهذا ما سهل عمل الجيش الإسرائيلي في معرفة المنفذ، فجاءت القوات الإسرائيلية بعد فترة قصيرة إلى البيت وبدأت بالتحقيق معي ومع أفراد العائلة والجيران إلى ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي، إلى أن توصلوا بطريقتهم إلى معرفة المكان الذي يختبئ فيه ضياء وتم اقتيادي معهم لمنزل ابنتي في معسكر خان يونس حيث كان ضياء هناك ولغاية ذلك الوقت لم اكن أعرف-والقول لأم ضياء- أنه هو من نفذ العملية فهو لم يخبر أحدا بذلك وكانت مجرد توقعات وتخمينات، إلى أن ثبت هذا الأمر بشكل رسمي بعد اعتقاله.
وتذكر الحاجة أم ضياء أنه تم تطويق المعسكر بالكامل أثناء عملية الاعتقال وكان الجنود الإسرائيليون على درجة عالية من الخوف من أية مفاجئات وخصوصا ان شوارع المعسكر وأزقته ضيقة وينشط فيها عمل مطاردي الانتفاضة من حركة فتح والذين كان ضياء واحد منهم، وتقول بأن اعتقال نجلها كان أمام عينيها وقد اعتقدت-حينها- أنها لن تراه مرة أخرى.
وتضيف "أنه وبعد حوالي سنة من اعتقاله استطعنا معرفة مكان اعتقاله من خلال نقابة المحامين وقمت بزيارته الأولى في سجن ريمون, وقدر الله أن يكون شقيقه معتقلا في ذاك الوقت في سجن النقب الصحراوي فكنت أزور عزام يوم الخميس وضياء يوم الجمعة وبقيت على هذا الحال إلى أن خرج عزام قبل عودة السلطة للوطن، وبقي ضياء في السجن إلى أن أصبح عمره ثمانية عشر عاما وتم بعدها إصدار حكم مدى الحياة بحقه" .
زيارات مهينة!
تسرد أم ضياء قصتها مع زيارتها لابنيها محمد وضياء فتقول "منعت من الزيارة فترة طويلة, ومن زيارة ضياء بالذات بحجة أنني لست على صلة به, فطالبهم ضياء بتحليل DNA لإثبات القرابة وأنني والدته, علاوة على ذلك فقد كانوا ينقلون ضياء كل فترة من سجن لآخر -لأنه كان مفوض السجن الذي يحل فيه- إلى ان استقر في سجن إيشل، كذلك الحال بالنسبة لمحمد الذي رفضت سلطات الاحتلال زيارته لوقت طويل على الرغم من اجتماعه وضياء في نفس السجن مؤخراً، فالزيارات تتم بعد تاريخ التسجيل لها بشهر تقريبا، ويوم الزيارة انت ونصيبك ممن الممكن أن يكون هناك عيد أو إغلاق لمعبر "إيرز" وبالتالي لا تستطيع الذهاب لتزور فلذة كبدك".
أمل متبدد!
وعن الوعود بالإفراج عن نجلها كونه من الأسرى القدامى تضيف :"في صفقة شاليط كان من المتوقع أن يتم الإفراج عن ابني حسب التأكيدات من المعنيين والمقربين من مفاوضات الصفقة, وهذا الأمر بعث في نفسي التفاؤل والفرح الذي لم يمكث طويلاً وعاد اليأس كما كان في صدري بعد أن غاب اسم ضياء عن أسماء المفرج عنهم في هذه الصفقة، وتم نقلي إلى المستشفى في ذلك اليوم".
وبعد الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني على إطلاق سراح الأسرى القدامى عاد الأمل يتسلل من جديد لقلب أم ضياء أملاً في الإفراج عن ضياء المعتقل قبل اتفاق أوسلو بسنوات, حيث تقول "استبعدت في بادئ الأمر الإفراج عن نجلي وهو الذي قتل آمتس حاييم وتم الحكم عليه مدى الحياة, ولكن بعد خروج الدفعة الأولى من الأسرى ذوي الاحكام العالية بدأت نسبة الأمل في صدري ترتفع قليلاً حيث كان الحديث في الأوساط المختلفة أن اسم ضياء سيكون في الدفعة الثالثة بل وكتب اسمه في بعض المواقع الاخبارية, فكنت لا أتخيل ما يحدث حين بدأنا في ترتيب فعاليات استقبال ضياء وما سوف نقوم به من أجله فكنت أشعر أن ما أنا فيه مجرد حلم وكم تمنيت أن يكون حقيقة ولكن اليهود هم اليهود، حيث فوجئ الجميع بقائمة أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم قبل يوم من اطلاق الدفة الثالثة بغياب اسم ضياء من جديد، فشكرت الله وصبرت أملاً في الدفعة الأخيرة التي تعطلت أخيرا بسبب تعليق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وتضيف هنا بأنها مستعدة بالتضحية بحرية نجلها شرط عدم التنازل عن الحقوق الفلسطينية والثوابت الوطنية، وقالت "حرية إبني مش أغلى من الوطن وأنا وأبنائي فداءً للوطن".
وفي ختام حديثها توجهت متضرعة لله أن يفك قيد كل الأسرى الفلسطينيين والعرب، ووجهت تحية إجلال وإكبار لذوي الأسرى وزوجاتهم –خصوصا- الصابرات المحتسبات المؤمنات بقضاء الله وقدره، ودعت الجميع للوقوف بجانب الأسرى والتوحد من أجلهم لكي يدخلوا بذلك السعادة ويعيدوا رسم البسمة على شفاه أهلهم وذويهم. 167
أم ضياء الأغا امرأة فلسطينية من خان يونس لها قصص مع الزنازين الإسرائيلية التي قبع فيها زوجها في العام 1973م وخرج بعد ثلاث سنوات ومن ثم نجلها "عزام" في العام 1991م الذي أفرج عنه كذلك بعد ثلاث سنوات وصولا لعميد أسرى قطاع غزة "ضياء" المعتقل منذ العام 1992م وهو في عمر ستة عشر عاماً انتهاءاً بمحمد" الذي اعتقل عام 2003م وحكم عليه اثنا عشر عاماً، وقد شاء القدر أن يرافع عنه في محكمته المحامي فتحي عكيلة الذي رافع عن والده من قبله في العام 1973م.
في بيتها المتواضع في السطر الغربي بخان يونس بدأت أم ضياء بالتحدث عن نجلها ضياء وقد غالبتها دموعها برهة تخللتها نظرات عين متلوعة شوقا وحسرة, بدأت تتغلب على دموعها بقولها" أخشى ما أخشاه أن توافيني المنية قبل أن أرى ولدي ضياء حراً طليقاً، فهذا ما أطلبه من الله أن يطيل عمري لكي أفرح بضياء وأزوجه ".
ضياء والانتقام تقول والدته" إن ضياء كان كثيرا ما يجلس مع نفسه تراه سارحاً بخياله وكأنه يفكر بشيء ما ولم أكلف نفسي بسؤاله عن سر تفكيره الذي أصبح مألوفا لدي" , وتروي بأن ضياء خرج فجر يوم 10/10/1992م إلى عمله كعادته، إلى أنه تبين في وقت لاحق أنه كان قد دخل إلى مجمع غوش غطيف ونفذ حكم العدالة في آمتس حاييم ضابط المخابرات الاسرائيلي - الذي كان أحد المخططين والمنفذين لعملية اغتيال الشهداء القادة الثلاثة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وكذلك أحد المشاركين في اغتيال أبو جهاد بتونس- ثم خرج من المستوطنة دون أن يراه أحد، ولكن ما كشف أمر ضياء أنه دخل من بوابة المستوطنة كعامل، وبالتالي كان قد سلم بطاقته الشخصية كغيره من العمال، وعندما خرج لم يخرج من البوابة الرئيسية وبقيت بطاقته لدى حراس البوابة وهذا ما سهل عمل الجيش الإسرائيلي في معرفة المنفذ، فجاءت القوات الإسرائيلية بعد فترة قصيرة إلى البيت وبدأت بالتحقيق معي ومع أفراد العائلة والجيران إلى ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي، إلى أن توصلوا بطريقتهم إلى معرفة المكان الذي يختبئ فيه ضياء وتم اقتيادي معهم لمنزل ابنتي في معسكر خان يونس حيث كان ضياء هناك ولغاية ذلك الوقت لم اكن أعرف-والقول لأم ضياء- أنه هو من نفذ العملية فهو لم يخبر أحدا بذلك وكانت مجرد توقعات وتخمينات، إلى أن ثبت هذا الأمر بشكل رسمي بعد اعتقاله.
وتذكر الحاجة أم ضياء أنه تم تطويق المعسكر بالكامل أثناء عملية الاعتقال وكان الجنود الإسرائيليون على درجة عالية من الخوف من أية مفاجئات وخصوصا ان شوارع المعسكر وأزقته ضيقة وينشط فيها عمل مطاردي الانتفاضة من حركة فتح والذين كان ضياء واحد منهم، وتقول بأن اعتقال نجلها كان أمام عينيها وقد اعتقدت-حينها- أنها لن تراه مرة أخرى.
وتضيف "أنه وبعد حوالي سنة من اعتقاله استطعنا معرفة مكان اعتقاله من خلال نقابة المحامين وقمت بزيارته الأولى في سجن ريمون, وقدر الله أن يكون شقيقه معتقلا في ذاك الوقت في سجن النقب الصحراوي فكنت أزور عزام يوم الخميس وضياء يوم الجمعة وبقيت على هذا الحال إلى أن خرج عزام قبل عودة السلطة للوطن، وبقي ضياء في السجن إلى أن أصبح عمره ثمانية عشر عاما وتم بعدها إصدار حكم مدى الحياة بحقه" .
زيارات مهينة!
تسرد أم ضياء قصتها مع زيارتها لابنيها محمد وضياء فتقول "منعت من الزيارة فترة طويلة, ومن زيارة ضياء بالذات بحجة أنني لست على صلة به, فطالبهم ضياء بتحليل DNA لإثبات القرابة وأنني والدته, علاوة على ذلك فقد كانوا ينقلون ضياء كل فترة من سجن لآخر -لأنه كان مفوض السجن الذي يحل فيه- إلى ان استقر في سجن إيشل، كذلك الحال بالنسبة لمحمد الذي رفضت سلطات الاحتلال زيارته لوقت طويل على الرغم من اجتماعه وضياء في نفس السجن مؤخراً، فالزيارات تتم بعد تاريخ التسجيل لها بشهر تقريبا، ويوم الزيارة انت ونصيبك ممن الممكن أن يكون هناك عيد أو إغلاق لمعبر "إيرز" وبالتالي لا تستطيع الذهاب لتزور فلذة كبدك".
أمل متبدد!
وعن الوعود بالإفراج عن نجلها كونه من الأسرى القدامى تضيف :"في صفقة شاليط كان من المتوقع أن يتم الإفراج عن ابني حسب التأكيدات من المعنيين والمقربين من مفاوضات الصفقة, وهذا الأمر بعث في نفسي التفاؤل والفرح الذي لم يمكث طويلاً وعاد اليأس كما كان في صدري بعد أن غاب اسم ضياء عن أسماء المفرج عنهم في هذه الصفقة، وتم نقلي إلى المستشفى في ذلك اليوم".
وبعد الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني على إطلاق سراح الأسرى القدامى عاد الأمل يتسلل من جديد لقلب أم ضياء أملاً في الإفراج عن ضياء المعتقل قبل اتفاق أوسلو بسنوات, حيث تقول "استبعدت في بادئ الأمر الإفراج عن نجلي وهو الذي قتل آمتس حاييم وتم الحكم عليه مدى الحياة, ولكن بعد خروج الدفعة الأولى من الأسرى ذوي الاحكام العالية بدأت نسبة الأمل في صدري ترتفع قليلاً حيث كان الحديث في الأوساط المختلفة أن اسم ضياء سيكون في الدفعة الثالثة بل وكتب اسمه في بعض المواقع الاخبارية, فكنت لا أتخيل ما يحدث حين بدأنا في ترتيب فعاليات استقبال ضياء وما سوف نقوم به من أجله فكنت أشعر أن ما أنا فيه مجرد حلم وكم تمنيت أن يكون حقيقة ولكن اليهود هم اليهود، حيث فوجئ الجميع بقائمة أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم قبل يوم من اطلاق الدفة الثالثة بغياب اسم ضياء من جديد، فشكرت الله وصبرت أملاً في الدفعة الأخيرة التي تعطلت أخيرا بسبب تعليق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وتضيف هنا بأنها مستعدة بالتضحية بحرية نجلها شرط عدم التنازل عن الحقوق الفلسطينية والثوابت الوطنية، وقالت "حرية إبني مش أغلى من الوطن وأنا وأبنائي فداءً للوطن".
وفي ختام حديثها توجهت متضرعة لله أن يفك قيد كل الأسرى الفلسطينيين والعرب، ووجهت تحية إجلال وإكبار لذوي الأسرى وزوجاتهم –خصوصا- الصابرات المحتسبات المؤمنات بقضاء الله وقدره، ودعت الجميع للوقوف بجانب الأسرى والتوحد من أجلهم لكي يدخلوا بذلك السعادة ويعيدوا رسم البسمة على شفاه أهلهم وذويهم. 167