صور:إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية.. مرض عضال يفتك بالجانب الاجتماعي للأسر

غزة / خاص سوا  / خالد الأستاذ / منذ تيسر حصولهم على هواتفٍ ذكية وحواسيب واستخدامهم لها دون رقابةٍ فعليةٍ وتقنين، بات الأطفال يلعبون ويستخدمون تلك الهواتف والحواسيب بشكلٍ يوميٍّ وعلى مدار الساعة، حيث أخذت تلك الأجهزة التكنولوجية حيزاً مهماً من يوميات الأطفال حتى بات الواحد منا يترقب اللحظة التي نشاهدهم وضعوا تلك الأجهزة جانباً للتحدث معهم.


الطفلة "حلا أبو زاهر" التي لم تتم الأعوام الأربعة بعد، تقضي ما لا يقل عن 6 ساعات يومياً أمام الحاسوب وبين تطبيقات الهواتف النقالة لتعتاد على استخدامهم بشكل مفرط جعلها بعد فترة وجيزة مدمنة استخدام تلك الأجهزة الإلكترونية.


وأثرت تلك الأجهزة على تفاعل الطفل داخل المنزل ومع أقرانه، حيث لا يلاحظ على الطفلة حلا أنها تتكلم مع أحد من أقرانها الذين يملؤون المنزل، فهي تفضل جهاز "الآيفون" على اللعب والتحدث مع بنات عمها.


ليس هذا فحسب فتتظاهر الطفلة حلا بأنها تعاني من ألم في جسدها إن لم تجد هاتف نقال أو حاسوب في حيلة لإجبار أحد من أفراد أسرتها على ايجاد جهاز تكنولوجي تقضي أمامه الساعات الطويلة.


والدة "حلا" وعند سؤالها عن كيفية ترشيد استخدام الهواتف والحواسيب مع ابنتها، قالت بنبرة لا تخلو من الشعور بحجم المأساة التي تعيشها: "فشلت وفشلت كل محاولات السيطرة على ابنتي المدمنة بالتكنولوجيا".


وتضيف: "فكما ترى تقضي الساعات الطويلة يومياً مع هذه الأجهزة، من لعب وترفيه، ولا نجد ولو بعض الوقت لنتحدث كأسرة واحدة، على الرغم من كل محاولات ترشيد استخدام تلك الأجهزة من طرفي وطرف والدها إلا أن كل ذلك باء بالفشل".


فيما يعاني الطفل "حمزة فادي" والذي لم يتجاوز السابعة بعد من عمره من "التوحد" بعدما اندمج في عالم افتراضي من عالم الحواسيب.


عدا عن ذلك فهو يعاني من قصور في اللغة، وضعف في التركيز والانتباه الأمر الذي انعكس على تحصيله الدراسي.


ولم يدع والد الطفل حمزة باب علاج إلا وطرقه ولكن دون جدى، فإدمان الطفل حمزة أكبر من أن يعالج في فترة وجيزة فهو يعاني من التوحد عدا عن قصور التركيز وضعف الانتباه.

الطبيب النفسي "سامي عويضة" كشف بدوره أن ادمان الأطفال على الأجهزة التكنولوجية قد يؤدي إلى الاصابة بالاكتئاب وعزلة في العلاقات الاجتماعية والاحباط والخلل الذي يحدث في النمو الاجتماعي والوجداني الطبيعي اضافة إلى ضعف نمو الطفل الإدراكي، حيث يفتقد التفسير المباشر لمعاني الأشياء وكذلك يمكن أن يعاني من مشكلات لغوية.


وأوضحت دراسة أن إصابة الأطفال في السابعة من العمر بمشكلات في الانتباه والتركيز، تزداد بزيادة أوقات استخدامهم للهواتف النقالة والحواسيب، ووجد الباحثون أن كل ساعة يومياً يقضيها الطفل قبل عمر 6 سنوات في مشاهدة التلفزيون، تزيد خطر إصابته بمشكلات في الانتباه بنسبة 10%، وتؤدي للعزلة الاجتماعية بنسبة 37%.


كما أوضحت الدراسة أهمية عامل العمر؛ لأن نمو المخ يتواصل خلال هذه السنوات؛ بينما أثبت بحث آخر، أُجْرِيَ في 12 دولة، أن المهارات الاجتماعية مثل (الاعتماد على الذات، والقدرة على الاستماع، وفن التواصل، وتقبل الآخر) -والتي ينبغي أن يتعلمها الطفل- حلّت محلها مهارات رقمية.


وفي ذات السياق حمل المختص في الشؤون النفسية "فضل أبو هين" الأسرة سبب مشكلة الإدمان فقد ذكر أن "كل حالة ادمان على الأجهزة التكنولوجية مردها إلى فشل أسري".


وأوضح أن الحل يكمن في الأسرة والتي يتوجب عليها أن تكون صاحبة دور التوازن في اعطاء الأجهزة التكنولوجية للأطفال وترتيب وقت استخدام الطفل للهاتف النقال والحاسوب.


وكذلك اعطاء الأهل المجال للطفل لأن يعيش حياته الاجتماعية بشكلها الطبيعي وبعيداّ عن الحياة الالكترونية.


وافترض الدكتور أبو هين بأن الحل الأمثل يختصر في اقناع الطفل في تنظيم وقته ومنحه العديد من البدائل التي من الممكن أن تعينه في التخلص من ادمان استخدام واللعب في الهواتف النقالة والحواسيب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد