أثار غزة تشكو من قلة الإهتمام وغياب الوعي المجتمعي بها

90-TRIAL- غزة / أسيل الخالدي / سوا / لطالما سمعنا عن جمال أثار غزة القديمة وأنها من أكثر المدن قدماً التي تعود إلى قرون بعيدة مضت وتشكو من قلة الإهتمام بها وغياب الوعي المجتمعي بها فكثير من المواطنين لا يدركون الأهمية التاريخية والحضارية لهذه الأماكن وللتعرف على أهمية الأثار تجولت الرواد في بعض أماكن الأثار بدءاً في المسجد العمري الكبير الذي يعد معلم سياحي كبير ومعروف في داخل المدينة وهو المسجد الأكبر والأقدم في قطاع غزة، ويقع في مدينة غزة القديمة، وقد أُطلق على إسم المسجد العمري  تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب صاحب الفتوحات، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة لا وتعتبر مكتبة الجامع العمري بغزة ثالث مكتبة في فلسطين بعد مكتبة المسجد الأقصى، ومكتبة مسجد أحمد باشا الجزار في عكا وأيضاً تعتبر مئذنته من أشهر معالم المسجد العمري، وهي نموذج من الطراز المعماري المملوكي في غزة، وهي على شكل مربع في النصف السفلي، ومثمنة في النصف العلوي منه، وشيدت المئذنة من الحجر من القاعدة إلى الأعلى، بما في ذلك النصف العلوي المتكون من أربع مستويات، أما قمة المئذنة فيتكون معظمها من الخشب والبلاط ، وهي تماثل معظم المساجد في بلاد الشام.
حمام السمرة
ومن أهم الأماكن الأثرية في قطاع غزة  حمام السمرة الذي يعود إلى ما قبل 1000 عاماً أحد أهم المعالم المعمارية العثمانية في فلسطين ويقع بحي الزيتون في غزة، ويعتبر أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية في بلادنا. وهو الحمام الوحيد الباقي لغاية الآن في مدينة غزة حيث روعي في تخطيطه الإنتقال التدريجي من الغرفة الساخنة إلى الغرفة الدافئة إلى الغرفة الباردة والتي سقفت بقبة ذات فتحات مستديرة معشقة بالزجاج الملون يسمح لأشعة الشمس من النفاذ لإضاءة القاعة بضوء طبيعي يضفي على المكان رونقاً وجمالاً هذا بالإضافة إلى الأرضية الجميلة التي رصفت بمداور رخامية ومربعات ومثلثات ذات ألوان متنوعة ، وقد رمم الحمام مؤخراً وأصبح أكثر جمالاً وروعة .
مسجد السيد هاشم
ويعد مسجد السيد هاشم  في قطاع غزة من أقدم مساجد غزة ، وأتقنها بناءا ، ورد في الموسوعة الفلسطينية أنه من الراجح أن المماليك هم أول من أنشأه ، وقد جدده السلطان عبد المجيد العثماني •
 وتشير المراجع التاريخية إلى أن مدرسة كانت موجودة في المسجد أنشأها المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في فلسطين من مال الوقف ، وقد أصابت الجامع قنبلة أثناء الحرب العالمية الأولى فخربته •
 لكن المجلس الإسلامي الأعلى عمره وأرجعه إلى أحسن مما كان عليه  فها هو مسجد جد الرسول بقى حتى الأن راسخ القواعد ومتمسك بالأرض رغم قدميته ومتمكنةٌ فيه الجدران إلا أن القليل من يعرف بأنه يعود لجد الرسول عليه الصلاة والسلام 
 ويؤكد الدكتور محمد إسماعيل خلة وكيل مساعد وزارة السياحة والأثار في قطاع غزة أن الوزارة وضعت ضمن خطتها الإستراتيجية العمل على حماية وترميم الأثار والتنقيب عليها وقد بدأناً في مرحلة التوعية والحماية وتمت إزالة جميع التعديات عن المواقع الأثرية سواء الحكومية أو مؤسسات خاصة أو بيوت عامة وعينت عليها حراسة دائمة للحفاظ عليها ,, وأشار " خلة " بإنه تم توثيق جميع المواقع الأثرية والقطع الخاصة على شكل إلكتروني وورقي حتى لا يتم التصرف بها أو سرقتها وذلك بهدف الحفاظ على التراث.
وأكد على أنه تم التواصل مع وزارة التربية والتعليم لتنسيق رحلات مدرسية لتعريف الطلاب على الأثار والمواقع بهدف توعيتهم بها وتذكيرهم بتراث وقدامة البلدة.
وأضاف بأن الوزارة أصدرت دليل أثري يضم جميع المواقع الأثرية وصورها ومعلومات عنها وتم توزعيها على جميع المؤسسات في القطاع وفي سياق متصل لحديثه قال بأنه تم القيام بمعارض متنقلة لعرض القطع الأثرية على الجمهور سواء بالجامعات أو في أماكن خاصة والمعرض الدائم يوجد في قصر الباشا.
ومن جهته أضاف "خلة " بأن إصدار منشورات وبروشورات كاملة تتحدث عن كل موقع من ناحية تاريخية وحضارية أعادت علينا كم من الوعي العام لدى الجمهور بهذه المواقع وحيث أصبح عدد الزوار في ازدياد ففي عام 2013 كان هناك 50 ألف زائراً لهذه المواقع وأغلبهم من المثقفين والمهتمين والسياح.
 وأضاف بأنه تم تحضير ورش عمل ومعارض لأول مرة في قطاع غزة بعد افتتاح متحف قصر الباشا في عام 2010 مجاناً أمام الزائرين دون أي عناء وتم التواصل مع الوزارة الخارجية واللجنة التنسيقية للوفود بعد أن أصبحنا أعضاء في هذه اللجنة بعمل زيارات لهم على الوزارة وتعريفهم بهذه المواقع والكثير منهم بهر لجمال الأثار وقدميتها ,  المواقع كشفت أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية  بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، أسهمت  في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة. وإن البحث الآثاري هو السبيل الوحيد لكشف حياة المجتمعات التي وجدت قبل اختراع الكتابة كما أنه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.
وكانت وزارة السياحة والآثار اعلنت مؤخراً استعدادها لبدء المرحلة الخامسة من مشروع التنقيب بموقع تل رفح  الأثري جنوب قطاع غزة وذلك استكمالا لمشاريع التنقيب التي بدأت منذ عام 2011. 
وبين م. احمد البرش مدير دائرة الآثار في الوزارة أن أعمال التنقيب في الموقع ستستأنف في الموسم الخامس خلال الفترة القليلة المقبلة وذلك لاستخراج العديد من القطع واللقى الأثرية التي تعود إلى عصور تاريخية قديمة. 
وأوضح البرش ان الوزارة تسعى جاهدة بكل ما تتوفر لديها من إمكانيات مادية وبشرية إلى الحفاظ على موقع تل رفح الأثري واستكمال أعمال التنقيب فيه من أجل تحويله إلى مزار عام لكافة الزائرين, مشيرا إلى أن مشروع التنقيب في تل رفح يعد أحد أكبر المشاريع القائمة عليها الوزارة في الفترة الحالية . 
كما دعا البرش كافة الجهات والمؤسسات المحلية والأجنبية المعنية بالتراث إلى تفعيل دورها في المشاركة بدعم مشاريع التنقيب والترميم للمواقع الأثرية و توليه قطاع الآثار اهتمام أكبر من أجل رد المحاولات التي يقوم بها الاحتلال في تزييف الحقائق وتدمير القطاع الأثري والاستيلاء عليه. 
يذكر أن موقع تل رفح الواقع على مساحة 3 دونمات يعد احد أهم وأغنى المواقع الأثرية في قطاع غزة , ويعود تاريخه إلى العصر الروماني والبيزنطي , حيث كشفت عمليات التنقيب السابقة التي جرت فيه عن وجود العديد من اللقى الأثرية والعملات النقدية التي تعود إلى العصور الرومانية واليونانية والبيزنطية والتي تدلل على قيام حضارة في هذا المكان. 141
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد